الوقت - أصبحت التحرشات والفضائح الجنسية أمراً متعارفاً في الأوساط السياسية الفرنسية، وتنشر وسائل الإعلام في هذا البلد الكثير من الأخبار والتقارير حول هذا الموضوع منذ نحو قرن من الزمن.
قبل عدة أيام أصدرت 17 وزيرة فرنسية بياناً طالبن فيه بالتصدي لهذه الظاهرة، وأكدن في هذا البيان الذي نشر في صحيفة "جورنال دو ديمانش" الأسبوعية على ضرورة إنهاء فترة الصمت على التصرفات الجنسية المنحرفة التي يقوم بها العديد من الساسة الفرنسيين، وقلن: "لا يجب على النساء أن يتأقلمن مع بيئة الرجال، بل يجب على الرجال أن يغيروا من سلوكياتهم تجاه النساء". وأشار البيان كذلك إلى أن المشكلة الحقيقية ليست في عدم وجود ضوابط قانونية، بل في العجز عن تطبيق هذه الضوابط.
وأوضحت الوزيرات إنهن ذوات توجهات سياسية مختلفة لكنهن متحدات في إصرارهن على مواجهة الصمت الذي يحكم حالات التحرش، خاصة في الحقل السياسي، ودعونَ إلى جعل القوانين أكثر صرامة في تعاملها مع حالات التحرش لتشجيع عدد أكبر من النساء على اللجوء للمحاكم.
وصدر هذا البيان الذي حمل عنوان "لن نصمت بعد اليوم" إثر إدانة نائب رئيس البرلمان الفرنسي وعضو حزب الأخضر دنيس بوبان (Denis Baupin) بتهمة التحرش بعدّة نساء. وأضطر بوبان (54 عاماً) لترك منصبه بعد أن فضحت نائبات ممارساته اللاأخلاقية معهن. ونشر موقع إنترميديا بارت الفرنسي (France Inter-Mediapart) شهادات لثماني نساء من أعضاء البرلمان أكدن فيها هذه الحقيقة.
وأثارت قضية بوبان عدد لا يحصى من ملفات الفساد الأخلاقي للسياسيين الفرنسيين مع موظفات أو صحفيات والتي بلغت حدّاً أجبر العشرات من السياسيات الفرنسيات للمطالبة بشكل علني لوضع حدٍّ لهذه الممارسات المخجلة.
وبعد إستقالة بوبان أضطر ميشال سابان (Michel Sapin) وزير المالية الفرنسي والمقرب من الرئيس "فرانسوا هولاند" للإعتراف بتصرفه غير اللائق مع إحدى الصحفيات على هامش إجتماع المنتدى الإقتصادي العالمي (دافوس) العام الماضي. وكان سابان قد أنكر في وقت سابق هذه التهمة، زاعماً أنه لم تكن لديه نيّة جنسية تجاه هذه الصحفية ما جعله عرضة للسخرية من قبل الرأي العام الفرنسي.
وأعقب هذه الحادثة ردود أفعال واسعة بينها قيام عدد من الصحفيات الفرنسيات بتدوين عريضة تحت عنوان "إرفع قبضتك عني"، وقد تم نشرها في صحيفة الليبراسيون (Libération) الفرنسية.
دومينيك ستروس كان
أعتقل "دومينيك ستروس كان" المرشح الإشتراكي للإنتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2011 والمدير السابق لصندوق النقد الدولي بتهمة إغتصاب نادلة فندق "الكارلتون" في نيويورك.
وفي وقت سابق كتبت صحيفة " لوفيغارو " الفرنسية نقلاً عن رئيس الوزراء الفرنسي السابق "ميشيل روكار" قوله إن "ستروس كان" مصاب بمرض نفسي، مشيراً إلى الكثير من سلوكياته اللاأخلاقية وتحرشاته الجنسية التي طالت صحفية وسكرتيرته وبعض مراجعاته وخدمته، معتبراً هذه الأفعال بمثابة جرائم يعاقب عليها القانون.
ووجهت لـ "ستروس كان" أيضاً تهم عديدة بينها إقامة حفلات دعارة وبغاء في بروكسل وباريس وواشنطن حيث إعترفت إحدى العاهرات بأنه أعطاها 500 يورو لكي تقيم معه حفلة بغاء في باريس بحضور عدد من المومسات المشهورات.
فلیکس فاور
كان "فلیکس فاور" رئيساً لفرنسا في الأعوام بين 1895 و 1899م وكان عضواً في الماسونية العالمية، وقد أثارت وفاته حيرة الجميع، حيث لقي حتفه وهو يمارس الجنس مع سيدة تدعى "مارغريت إستاین هیل" في قصر الإليزيه عام 1899.
إندريه لوتوكيه
في عام 1959 م شهدت فرنسا إحدى أكبر الفضائح الأخلاقية في تاريخها السياسي، حيث نشرت الصحف خبراً يشير إلى أن رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية "إندريه لوتوكيه" يقيم حفلات دعارة في محل إقامته خارج باريس بمشاركة فتيات لا تتجاوز أعمارهن الرابعة عشرة عاماً، ويشارك في هذه الحفلات عدد من الساسة والتجار الفرنسيين والأوروبيين، وتتم ممارسة الجنس بطريقة همجية.
فرانسوا ميتران
في عام 1994 نشرت مجلة "باري ماتش" الفرنسية تقريراً أثار ضجة واسعة لدى الرأي العام. ويشير التقرير إلى أن الرئيس الفرنسي السابق "فرانسوا ميتران" كانت لديه "زوجة سريّة" تدعى "آن بينجو" وقد أنجبت له بنت إسمها "مازارين" التي كانت تبلغ من العمر 20 عاماً في وقت إنتشار هذا التقرير.
وفي عام 2014 م كشف أحد الساسة السويدين وكان يبلغ من العمر 25 عاماً بأنه إبن "فرانسوا ميتران" وأمه صحفية سويدية إسمها "كرستينا فورسن" كانت تربطها علاقات جنسية سريّة مع ميتران.
والفضيحة الأخرى التي زعزعت كيان أسرة "فرانسوا ميتران" تتعلق بإبن أخيه "فردريك ميتران" الذي إعترف في مذكراته التي نشرها عام 2005 بأنه مارس اللواط عدّة مرات في العاصمة التايلندية بانكوك. ولكن رغم هذه الفضيحة إستمر "فردريك ميتران" بشغل حقيبة وزارة الثقافة الفرنسية حتى عام 2012.
وفي عام 2002 م أصدرت محكمة فرنسية قراراً بالسجن المؤبد ضد شخص فرنسي يدعى "باتريس اليجار" بتهمة قتل مواطنين روس في حفلات ليلية. وذكرت وسائل الإعلام في حينها بأن الكثير من المسؤولين الفرنسيين دافعوا عن "اليجار" ودفعوا رشاوى كبيرة لتبرئته.
جورج ترون
في عام 2011 وجهت إلى العضو السابق في الحكومة الفرنسية "جورج ترون" تهم بالتحرش الجنسي عندما كان رئيساً لبلدية إحدى المدن الفرنسية. وطالبت إثنتان من الموظفات بتقديم ترون إلى المحاكمة بتهمة الإعتداء عليهن جنسياً أثناء العمل.
نيكولا ساركوزي و فرانسوا هولاند
في عام 2014 أُعتقل الرئيس الفرنسي السابق "نيكولا ساركوزي" لإتهامه بالتورط بستة ملفات فساد بينها إقامة علاقات سريّة مع إحدى النساء. كما أُتهم الرئيس الفرنسي الحالي "فرانسوا هولاند" بعلاقة جنسية مع إحدى الفنانات الفرنسيات تدعى "جولي غاييه". وقد نشرت الكثير من الصحف صوراً تثبت هذه العلاقة. وهذه الفنانة السينمائية والتلفزيونية كانت قد شاركت في الحملة الإنتخابية لصالح هولاند في عام 2012، وهي أم لولدين.