الوقت- في تطور غريب لقضية ما بات يعرف بـ"هجوم شارلي إيبدو"، كشفت تقارير إعلامية أن الأب الروحي ومدرب الأخوان كواشي، اللذان نفذا الهجوم على مقر صحيفة "شارلي إيبدو" بباريس، كان يعمل ممرضاً في نفس المستشفى الذي نقل إليه ضحايا المجزرة التي خلفت 12 قتيلاً .
وأوضحت صحيفة "Le Parisien" أن "المدعو فريد بنياتو هو الرجل الذي درب الأخوين كواشي المتهمين بتنفيذ هجوم "شارلي إيبدو". وذكرت أنه كان "يعمل منذ شهر كانون الأول الماضي كممرض متدرب في خدمة الطوارئ بمستشفى "Pitié-Salpêtrière" ، أحد المراكز الطبية الرئيسية التي استقبلت ضحايا الهجوم .
وأضافت الصحيفة إن "فريد بنياتو، 35 عاماً، هو الأمير السابق لخلية "Buttes Chaumont" أو "تلال شومو"، نسبة إلى مدينة تقع شمال شرق فرنسا، وهي الخلية التي دربت الأخوين كواشي"، مشيرةً إلى أن "بنياتو حكم عليه بالسجن لمدة 6 سنوات عام 2008، في إطار قضية لحل هذه الخلية الإرهابية، قبل أن يطلق سراحه عام 2011 ".
وبحسب الصحيفة، فإن بنياتو "لم يكن في خدمة الطوارئ ليلة الأربعاء عندما نقل إلى مستشفى "Pitié-Salpêtrière" الضحايا، وأكد المصدر أن "إدارة المستشفى حذفت إسمه من الخدمة الليلية ليوم الأربعاء، نظراً لعلمها المسبق بسوابقه في قضايا الإرهاب ".
وتابعت الصحيفة أن "بنياتو لم يعمل يومي الأربعاء والخميس الماضيين، لكنه عاد للعمل ليلة الجمعة"، ونقلت الصحيفة عن أحد الأطباء بالمستشفى قوله، "لا أحد يمكنه أن يتخيل أن هذا الرجل الذي يعتبره الجميع أحد الموجهين الرئيسيين للأخوين كواشي، هو الذي استقبل ضحايا زملاءه السابقين، لا يمكن أن أتخيل أن إدارة المعهد والمستشفى، ليسوا على علم بماضيه ".
وتفيد المعطيات المتوفرة أنه "بعد إطلاق سراح بنياتو سنة 2011، تسجل في العام التالي بمعهد إعداد الممرضين، وتم قبوله للعمل في مشفى Pitié-Salpêtrière. واستغربت الصحيفة من ما أسمته بـ"المفارقة"، إذ أن قواعد وزارة الصحة تنص على عدم منح منصب الممرض لشخص لديه تهمة قضائية .
واستغربت الصحيفة أيضاً الكيفية التي تم بها قبول طلب بنياتو، كون وزارة الصحة الفرنسية تشترط سجلاً عدلياً نظيفاً منذ الولادة، من أجل قبول أي مترشح للعمل كممرض، وأشارت الصحيفة إلى أن "وزارة الصحة الفرنسية رفضت التعليق على الموضوع"، فيما صرحت إدارة معهد "AP-HP" ، الذي يدرس فيه بنياتو، أن "الشرطة كانت على علم بتسجيله كطالب في المعهد ".
انتحار ضابط شرطة كان موكلاً بالتحقيق
في معرض آخر , كشفت وسائل إعلام فرنسية عن انتحار ضابط شرطة كان موكلاً بالتحقيق في قضية الهجوم على صحيفة "شارلي ايبدو"، وذلك بعد مقابلاته لعدد من أقارب الضحايا .
وبحسب قناة "فرنسا 3"، فإن "المفوض هيرلك فريدو (45 عاماً) أطلق النار على نفسه منذ عدّة أيام أثناء تواجده في مكتبه بمقر الشرطة في مدينة ليموج، وهو ما أكّدته الرابطة الوطنية لضباط الشرطة ".
ووفقاً لتقارير إعلامية فرنسية، فإنّ "فريدو الذي كان يعمل كنائب مدير الشرطة القضائية للخدمات الإقليمية في ليموج، عانى من الإكتئاب والإرهاق الشديد نظراً لعمله لساعات عديدة في الآونة الأخيرة ".