الوقت- اختلاف وجهات النظر بین المملكة العربية السعودية وقطر حول الإخوان المسلمین هو التحدي الذي يواجهه هذا المجلس. تريد الرياض أن تتخلی قطر بشکل جدي عن دعم جماعة الإخوان المسلمین ، وتطرد فوراً عدداً من قادة الإخوان الذين يقيمون في قطر .
ويعتبر هذا التحدي خطيراً في مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي ، وبالإضافة إلى ذلك ، فإن هذا المجلس يواجه تحدیاً أحدث أيضاً ، ألا وهو خلاف قطر والإمارات العربية المتحدة حول التطورات الداخلية في ليبيا . حیث طلبت الإمارات العربية المتحدة من قطر تحدید الجماعات الإرهابية من وجهة نظر القطریة .
ظهور هذه الخلافات يعني حدوث كارثة وعدم تناسق . والیوم هاتان المجموعتان من دول مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي تقفان ضد بعضهما البعض ، وأنصارهما في حالة حرب مع بعضهم البعض أیضاً . وفي الظروف الحالية تجاوزت الدول الأعضاء في هذا المجلس مرحلة التعاون وهي الآن في مرحلة العداء .
غياب القادة بسبب الخلافات
غياب ثلاثة من قادة مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي في قمة الدوحة ، جاء نتیجة لشدة الخلافات داخل دول المجلس ، ومرضهم لیس إلا ذریعة . هذا الخلاف هو خلاف جدي، والخروج من هذه الحالة سيتم عندما يكون هناك تغيير في السلوك القطري .
مجلس التعاون الخليجي عنوان بلا محتوى
إن بنیة مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي لا تتناسب مع الوضع الحالي في المنطقة ، وأجراس موته بدأت تدق . لقد تم تأسيس هذا المجلس مع بدء الحرب التي شنها النظام البعثي العراقي ضد إيران، وذلك لدعم صدام . والحقيقة هي أن أيّ تعاون لم یحدث بين الدول الأعضاء في هذا المجلس ، حیث کان من المقرر أن یتم إقرار العملة الموحدة والسوق المشتركة ودمج الجمارك والاقتصاد التکمیلي بين أعضاء هذا المجلس ، ولکن أياً منها لم یتم .
ولذلك لم یحدث أي تعاون بین أعضاء هذا المجلس خلال هذه الفترة ، وفي النتیجة فإن مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي هو عنوان بلا محتوى . والیوم أیضاً حین تجاوز أعضاء هذا المجلس مرحلة عدم التعاون إلی مرحلة العداء ، فقد أصبحت المرحلة أصعب من ذي قبل وبات الأعضاء على خلاف مع بعضهم البعض. إذن لم یعد هناك مجلس تعاون وما بقي هو اسم بلا محتوی .
موت مجلس التعاون
إذا استسلمت قطر أمام المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ، فإن مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي سیواصل عمله في شكله الضعيف نفسه ، ولکن إذا لم ترضخ قطر للرياض وأبو ظبي ، فهنا سيحدث عدم تطابق وانسجام .
وبالطبع هناك تناقض آخر في هذا المجلس أیضاً وهو قضیة الكويت . حیث أعادت الكويت فتح سفارتها في سوريا ، بينما کان قطع العلاقات مع دمشق قراراً اتخذه مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي وکان الأعضاء ملتزمین به . ولكن الآن أقامت الكويت علاقات دبلوماسية مع سوريا بشكل فردي ، وعاد الدبلوماسيون السوريون إلى الكويت وأعادوا فتح سفارة بلادهم في هذا البلد.وهذا يدل على أن وجهات النظر بین الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي غير متناسقة ، وهذا الأمر یعني موت هذا المجلس في المستقبل . والدول الأعضاء في هذا المجلس سیتخذون في المستقبل قراراتهم حیال التطورات الإقليمية والعالمية بشكل فردي ولیس بشكل جماعي .
فشل إدارة أمیرکا
لقد أوکلت واشنطن أدواراً لأعضاء هذا المجلس لا یمکن أن تتغیر . ولیس الأمر بحیث تقرر قطر من تلقاء نفسها أن تقیم علاقات مع الإخوان المسلمین والجماعات السلفیة ، بل أمیرکا هي التي حددت لها هذا الدور . وهذه الأدوار التي أسندتها أمريكا إلى هذه البلدان، هي التي أوجدت فعلاً هذا الوضع القائم في مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي . أي إن الاختلافات الموجودة بين هذه الدول جاءت نتیجة لتخطیط أمیرکي ، وهذا یعني فشل إدارة أمیرکا .