الوقت ـ بعد تنفيذها جرائم لاتعد ولاتحصی ضد النساء والاطفال والجنود والصحفيين وغيرهم من الابرياء، وصل الامر بداعش الی انها اصبحت تشهر سيفها بوجه أمرائها وقادتها، من خلال اتهامهم بالخيانة وعدم مراعاتهم المناهج المرسومة من قبل -أبوبکر البغدادي - زعیم هذا التنظيم الارهابي.
وفي هذه الاثناء نشرت وسائل اعلام محلیة ودولیة اخبارا خلال الساعات الماضية تؤكد إعدام والي داعش في الموصل المدعو «معمر توحله» علی يد هذا التنظيم بعد ما تم عزله واتهامه بالخيانة العظمی من قبل داعش. والملفت أن توحله لم يمض علی تنصيبه والیا لداعش في الموصل، إلاّ أقل من شهر واحد بعد ما حل مكان «رضوان حمدون» الذي قتل بضربة جوية قبل حوالي شهر. واشارت المعلومات الواردة أن «أبو بكر البغدادي» زعيم تنظيم داعش قد اشرف علی تنفيذ حكم الاعدام بحق والي هذا التنظيم في الموصل، شخصيا.
خلال الاشهر الاخيرة ارتكبت داعش مجازر كبيرة بحق المئات من أبناء عشيرة «آل بونمر السنية» في الرمادي وقبل ذلك ارتكب هذا التنظيم ايضا العديد من المجازر بحق العديد من ابناء اهل السنة التي يدعي الدفاع عنهم زورا وبهتانا وكذبا. الیوم وبعد إعدام والي داعش من قبل هذا التنظيم فقد اصبح من المؤكد ان داعش لا تعرف شيئا اسمه رحمة او شفقة حتی مع الذين يطيعون هذا التنظيم طاعة كاملة.
يقال أن الهزائم الاخيرة التي منيت بها داعش خلال الاسابيع الاخيرة علی يد قوات الجيش العراقي وابناء العشائر العراقية ادت الی اتساع رقعة الخلافات بين قيادات داعش واتهام بعضهم البعض بالخيانية، مما ادت هذه الهزائم لفقد داعش الكثير من المناطق التي كانت تسيطر علیها في المصل ومناطق اخری.
وفي هذه الاثناء يقول المراقبون أن ارتفاع نسبة الخلافات بين تنظيم القاعدة والنصرة وداعش من المحتمل أن تشعل نيران حرب لاتهدأ السنتها بهذه السرعة، وتدل هذه الخلافات علی ان أهداف هذه الجماعات غير شريفة، خلافا لما تدعيه بانها تريد تشكيل دولة اسلامية في الاراضي التي تم احتلالها!!. وقام تنظيم داعش الارهابي قبل فترة من الزمن ايضا باعدام عدد من شيوخ عشيرة «الجبور» احدی اكبر العشائر العربية في العراق. وعادة ما تقوم داعش بتنفيذ الاعدامات في الملأ العام لارعاب الناس واجبارهم علی تبعية هذا التنظيم دون اي مخالفة.
وبعد مافشل تنظيم داعش في اقناع العشائر العراقية الوطنية للانضمام الی صفوفه، قام بتنفيذ العديد من الاعدامات بحق شيوخ هذه العشائر وابنائها والتي معظمها هي من العشائر السنية، انتقاما من هذه العشائر بسبب دعمهم للحكومة العراقية ودفاعهم عن وحدة وسيادة العراق. وتؤكد مجريات الامور ان - ابوبكر البغدادي - فقد عقله نهائيا حيث صار يصدر قرارات الاعدام من خلال ماتعرف بالمحاكم الشرعية لتنظيم داعش حتی ضد ممن يقاتلون في صفوف داعش، ظنا منه ان بث الرعب والخوف بين صفوف قياداته سيجعلهم اكثر مقاومة أمام الجيش العراقي.
وفي هذا السیاق أکدت وزارة حقوق الانسان في العراق قبل فترة ان تنظيم داعش اقدم علی ارتكاب جريمة مروعة ضد عائلة عراقية رفضت تزويج ابنتها البالغة من العمر 14 عاماً، لاحد قادة هذا التنظيم المدعو «جمال صدام» والمكنی بأبي عبدالله. حيث قام تنظيم داعش بقتل الأب والأم واطفالهم البالغ عددهم ثلاثة، فيما اقتيدت الصبیة الی جهة مجهولة.
وفي سياق متصل أفادت مصادر مطلعة بأن "أبو غادة الأردني"، أحد أبرز قادة تنظيم داعش الارهابي والذي یعتبر کان مقربا من أبو مصعب الزرقاوي زعیم القاعدة السابق في العراق، يشكل أحد أقطاب الخلاف الحالي مع البغدادي.
وتقول هذه المصادر المحلية والقبلية العراقية المقربة من تنظيم داعش، أنه تلوح بالافق بوادر انشقاقات خطيرة تهدد بقاء هذا التنظيم اساسا، تتعلق بمنهجية "داعش" وأسلوب قيادة زعيمه - أبو بكر البغدادي - وتفرده باتخاذ القرارات بحسب تقارير إعلامية عربية وغربية.
وأكدت تقارير صحفية وإعلامية أن "قيادات بارزة في تنظيم داعش أکثرهم من العراقيين والأردنيين والسعوديين عارضوا قرار البغدادي بإعدام المئات من أبناء العشائر المناهضة للتنظيم في هذه البلاد. واعتبروا أن استتابتهم وأخذ تعهد منهم كافٍ وفقاً لـ"فقه الحرب"، ولا سيما أنه لم تثبت ردتهم عن الدین الإسلامي كما زعم البغدادي وقتها".
ووفقاً لهذه المصادر، فإن "تشدد وتطرف البغدادي في اتخاذ القرارات وتفرده بها من دون الأخذ بآراء القيادات الأخرى، أدّيا إلى تلك المجازر التي راح ضحيتها مايزيد علی 800 شخص من أبناء العشائر السنية العراقية خلال الاسبوعین ".
ونظرا لهذه الخلافات واحكام الاعدام الصارمة التي اصدرتها ماتسمی بالمحاكم الشرعية بامر مباشر من البغدادي كان آخرها اعدام «معمر توحله» والی هذا التنظيم في الموصل، تنذر بان إنهيار داعش في العراق وكذلك في سوريا بات امرا وشيكا، من المحتمل أن يقع خلال الاسابيع القريبة القادمة او خلال بضعة أشهر علی ابعد تقدير.