الوقت - تشهد مصر هذه الایام اصطفافات سیاسیة حادة من قبل التیارات والطوائف الدینیة والاحزاب والحرکات الفاعلة فی الساحة لدعم المرشحیْن الرئیسییْن للانتخابات الرئاسیة القادمة المقررة فی یومی 26 و 27 من الشهر القادم وهما المشیر عبد الفتاح السیسی وحمدین صباحی .
فالتقاریر الواردة من داخل مصر تشیر الی ان السیسی یحظی بتأیید المسحییین الاقباط والصوفیین وعدد من التیارات اللیبرالیة، اضافة الی التیار السلفی المعروف بتیار "الدعوة السلفیة" وقسم من اعضاء ومؤیدی حزبی النور والناصری . وهذه التیارات کانت قد دعمت السیسی ایضا خلال عملیة التصویت علی الدستور الجدید وأیدته فی مواقف متعددة تجلت بشکل واضح فور اعلان ترشحه لخوض الانتخابات .
وفی مقابل ذلک یحظی المرشح الآخر للانتخابات "حمدین صباحی " بتأیید اغلبیة اعضاء وانصار التیار الناصری المتمثل بحزب "الکرامة الناصری" اضافة الی حزب "الدستور" وعدد من الاحزاب العلمانیة والیساریة .
ویری بعض المراقبین ان اکثریة شریحة الشباب المصری وقواه المؤثرة فی الساحة ستدعم صباحی أیضا فی هذه الانتخابات لاعتقادهم بأن نسبة کبیرة من هؤلاء الشباب ترفض الاجراءات التی اتخذتها المؤسسة العسکریة التی یقودها السیسی والتی اطاحت بحکم نظام الرئیس المعزول محمد مرسی فی یولیو / تموز العام الماضی وقد عبروا عن هذا الرفض من خلال مقاطعتهم لعملیة التصویت علی الدستور الجدید ورفضهم ایضا للقرارات التی اصدرتها هذه المؤسسة لمنع التظاهرات من خلال تنظیم احتجاجات بین الحین والآخر فی العدید من المدن المصریة ومن بینها العاصمة القاهرة ، وقد انضم الکثیر من الاحزاب اللیبرالیة والعلمانیة الی جانب الشباب فی هذا الرفض وطالبوا بالغاء تلک القرارات ، ولهذا یعتقد الکثیر من المحللین بأن هذه الاحزاب ستدعم حمدین صباحی وتدلی برأیها لصالحه فی یوم الانتخابات .
وفی حال توفرت الظروف المناسبة لمشارکة نحو 30 ملیون شاب مصری " حسب بعض الاحصاءیات " فی هذه الانتخابات فإنه یتوقع ان ترجح الکفة لصالح صباحی خصوصا وان هذه الشریحة تمثل الداینمو الذی حرک الثورة الشعبیة التی اطاحت بنظام الرئیس الاسبق حسنی مبارک فی 11 فبرایر /شباط 2011 .
واخیرا تجدر الاشارة الی انه وبسبب تحریم حرکة الاخوان المسلمین والتیارات السلفیة المؤیدة له من المشارکة فی هذه الانتخابات یتوقع ان تکون المشارکة اقل نسبة قیاسا بالانتخابات السابقة، وهذا الامر من شأنه ان یضع مصر امام تحدیات ومشاکل حقیقة فی المستقبل لأنه یعبر عن انعدام الانسجام السیاسی اللازم توفره لبناء حکومة قویة لادارة شؤون البلاد من جانب، وسیتسبب بعودة التظاهرات والاحتجاجات من جدید الی الشارع المصری فی المستقبل من جانب آخر .