الوقت – منذ الاطاحة بنظام الرئیس المصری المعزول محمد مرسی من قبل المؤسسة العسکریة فی 3 تموز/ یولیو 2013 لا زالت هذه المؤسسة تبذل جهوداً حثیثة لتفکیک جماعة الاخوان المسلمین - التی ینتمی لها مرسی- والتی تعد المنافس الاکبر لها لاقصائها من الساحة کلیاً عشیة الانتخابات الرئاسیة المقررة فی حزیران المقبل .
ومن جملة الوسائل التی یتبعها العسکر لتحقیق هذا الغرض یتمثل بالمحاکمة العلنیة التی یجریها لمرسی وللعشرات من رموز نظامه ومؤیدیه وانصاره فی جماعة الاخوان .
ویواجه مرسی ورموز الاخوان تهما بالخیانة والتجسس لصالح جهات اجنبیة فی اطار محاولات تبذلها السلطات العسکریة لاضعاف وتشویه سمعة التیارات الاسلامیة الناشطة فی مصر وفی مقدمتها جماعة الاخوان .
وتأتی هذه المساعی فی اطار سیاسة تنتهجها السلطات لاقصاء هذه التیارات وبینها الاخوان ومنعها من المشارکة فی الانتخابات الرئاسیة القادمة.
وفی نفس السیاق منعت السلطات حرکة المقاومة الاسلامیة " حماس " من مزاولة نشاطها فی مصر بعد اتهامها بتهدید الأمن فی داخل البلاد . واقدمت مصر علی غلق جمیع المنافذ الحدودیة بینها وبین قطاع غزة - الذی تقوده حماس - بعد اتهام القاهرة حماس بدعم التظاهرات التی یشهدها الشارع المصری والتی ینظمها انصار مرسی ضد المؤسسة العسکریة بین الحین والآخر واعتبرته بمثابة تدخل صریح بشؤون البلاد الداخلیة.
ومما ساعد العسکر فی مصر علی انتهاج هذه السیاسة هو الدعم الذی تقدمه له بعض الحکومات فی المنطقة . ففی خطوة مثیرة للجدل اعلنت السعودیة عن لائحة لما اسمته الجماعات والمنظمات الارهابیة ومن بینها حرکة الاخوان المسلمین وتنظیم القاعدة و"حزب الله السعودیة" وجماعة الحوثیین الیمنیة . ولم تشر هذه اللائحة من قریب أو بعید الی ما یسمی "الجبهة الاسلامیة " التکفیریة فی سوریا والتی تقوم یومیا بذبح مئات السوریین الابریاء والتی تتلقی الدعم المادی والتسلیحی من السعودیة . وقد اقدمت دولة الامارات العربیة المتحدة علی دعم الریاض بوضعها المنظمات والحرکات التی لا تسیر فی رکبها علی قائمة الارهاب .
وهذه السیاسة التی تنتهجها السعودیة بوضعها الاخوان علی قائمة الارهاب وتأیید الامارات لها فی هذا المجال ترمی فی الاساس الی دعم موقف المؤسسة العسکریة فی مصر وتقویتها للفوز فی الانتخابات الرئاسیة المقبلة .
وفی إزاء ذلک یسعی الجیش المصری یوما بعد آخر الی تضییق الخناق علی حرکة الاخوان فی داخل البلاد وخارجها . وما نشهده الیوم من توتر فی العلاقات بین السعودیة وقطر - التی تدعم الاخوان - یمکن تقییمه والنظر الیه فی هذا السیاق . وبعبارة اخری فإن الاخوان باتوا محاصرین فی داخل مصر وخارجها بهدف اضعافهم والحد من قدرتهم ونفوذهم وبالتالی منعهم من العودة الی الساحة بقوة من جدید .