الوقت - أعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، اليوم السبت، أن نتنياهو أصدر توجيهًا يقضي بعدم فتح معبر رفح الحدودي حتى إشعارٍ آخر، في خطوة تهدد حياة آلاف الجرحى والمرضى الذين بحاجة إلى تلقي العلاج في الخارج.
وأوضح المكتب، في بيانٍ صحفي، أن إعادة فتح المعبر ستُبحث فقط وفق الطريقة التي ستنفّذ بها حركة حماس الجزء المتعلق بها من الاتفاق، والمتمثل في إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين وتنفيذ التفاهمات الأخيرة، رغم تأكيد الحركة في أكثر من مناسبة أنها سلّمت جميع الجثامين التي تمكنت من العثور عليها.
وجاء القرار الإسرائيلي عقب إعلان السفارة الفلسطينية في القاهرة في وقت سابق اليوم، عن إعادة فتح معبر رفح اعتبارًا من الاثنين المقبل، بهدف تمكين المواطنين الفلسطينيين المقيمين في مصر والراغبين بالعودة إلى قطاع غزة من السفر، وذلك بعد إغلاق شبه تام للمعبر منذ مايو/أيار 2024.
وكان مصدر مسؤول في معبر رفح من الجانب المصري، وجود تنسيق متقدم بين الجانبين المصري والإسرائيلي تمهيدًا لإعادة تشغيل المعبر خلال الأيام المقبلة.
وأشار في تصريحات للعربي الجديد، أن الاتصالات تجري على مستويات عدّة لترتيب آلية العمل في المرحلة الأولى، بما يشمل تحديد الفئات المسموح لها بالعبور وآلية التنسيق للأسماء والموافقات.
وأوضح المصدر أن تشغيل المعبر سيبدأ بتمكين المرضى والجرحى الفلسطينيين من السفر لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية أو في الخارج، على أن يُوسع نطاق السفر لاحقًا ليشمل الطلبة والعالقين وأصحاب الحالات الإنسانية.
كما أشار إلى أن بعثة الاتحاد الأوروبي المعنية بمراقبة الحدود بين غزة ومصر تشارك في الترتيبات الجارية، مؤكداً أن القاهرة تعمل على إقرار آلية دائمة تضمن انسيابية الحركة واحترام المسافرين، مع استعدادها الكامل لتجهيز المعبر من الجانب الفلسطيني بما يتيح تشغيله بشكلٍ منظم ومستدام.
وكانت بعثة الاتحاد الأوروبي المدنية قد أعلنت، الأربعاء الماضي، أنها في “وضع استعداد”، عقب تقارير أشارت إلى احتمال تأجيل إعادة فتح المعبر بسبب التطورات السياسية والأمنية الأخيرة.
وفي وقت سابق، أكدت وزارة الصحة أن نحو 17 ألف مريض وجريح بحاجة إلى السفر بشكل عاجل لتلقي العلاج خارج القطاع بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية وتوقف عدد كبير من المرافق الصحية عن العمل.
وأكدت أنها تلقت العديد من الوعود من أجل العمل على إعادة تأهيل النظام الصحي في القطاع، “ولكن لا خطة زمنية لإدخال المعدات الطبية إلى القطاع من قبل المانحين رغم تلقينا وعودا دولية”، مشددة على ضرورة التعجيل بفتح معابر القطاع للسماح لآلاف المرضى والجرحى بالسفر للعلاج بالخارج.
ويذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى يستند إلى خطة طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقوم على وقف الحرب، وانسحاب متدرج لجيش الاحتلال، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع.
ويؤكد مراقبون أن غزة ما بعد الحرب بحاجة إلى خطة دولية شاملة تربط بين الإغاثة العاجلة وإعادة الإعمار والتنمية المستدامة، مشيرين إلى أن إعادة بناء المجتمع الغزي “لن تكون ممكنة ما لم يُرفع الحصار وتتدفق المساعدات كمان ونوعا ودون انقطاع”.