الوقت - تنطلق، بعد غد الأحد، بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، حيث يلتقي منتخب المغرب مع منتخب جزر القمر، في المباراة الافتتاحية للمسابقة القارية.
وفي المقابل، تلقي المسابقة القارية بظلالها على العديد من الدوريات الأوروبية الهامة، حيث تشكو مجموعة كبير من أندية الصفوة في القارة العجوز، من غياب نجومها البارزين مثل المصري محمد صلاح والمغربي أشرف حكيمي لمدة تصل إلى شهر.
وكان مقررا في الأساس إقامة البطولة خلال فترة توقف النشاط الكروي الأوروبي في فصل الصيف، ولكن تم تأجيلها بسبب إقامة بطولة كأس العالم للأندية بنظامها الجديد بمشاركة 32 فريقا في الولايات المتحدة في يونيو/حزيران ويوليو/تموز الماضيين.
وتعتبر هذه هي النسخة الثالثة على التوالي التي لا يتم فيها إقامة البطولة في فصل الصيف، حيث تم تأجيل نسختي 2021 و2023 في كل من الكاميرون وكوت ديفوار على الترتيب، بسبب موسم الأمطار الموسمية.
ونتيجة لذلك، تتزامن بطولة أمم إفريقيا التي تضم 24 منتخبا مع فترة نشاط مكثف في سوق الانتقالات الأوروبية، وربما تفتقد الأندية لاعبيها لأكثر من شهر، حيث من المقرر إقامة المباراة النهائية في 18 يناير/كانون الثاني القادم.
وقلص الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فترة السماح للأندية بالاحتفاظ بلاعبيها حتى 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري، لكن لا يزال هناك بعض الاستياء، حيث قال كاسبر هيولماند، مدرب باير ليفركوزن الألماني: “الأمر كما هو دائما، لا يمكنني القيام بأي شيء”.
ويفتقد ليفركوزن أربعة من عناصره الأساسية هم: الجزائري إبراهيم مازا، والبوركيني إدموند تابوسبا، والمغربي إليس بن صغير، والكاميروني كريستيان كوفان.
وسمح اتحاد الكرة الكاميروني لليفركوزن بالاستعانة بكوفان في مباراة الفريق الهامة ضد لايبزج ببطولة الدوري الألماني (بوندسليغا)، غدا السبت.
وفي غضون ذلك، أفادت التقارير أن البرتغالي روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد الإنكليزي، أبدى استياءه لعدم قدرته على إشراك المغربي نصير مزراوي ليوم إضافي، بعد أن تمكن الكاميروني برايان مبويمو والإيفواري أماد ديالو من اللعب ضد بورنموث، يوم الاثنين الماضي ، بموافقة اتحاد الكرة في بلديهما.
وفي المقابل، أعرب آخرون، مثل نادي هوفنهايم الألماني، عن سعادتهم بتمثيل لاعبهم الشاب بازومانا توريه مع منتخب كوت ديفوار (حامل اللقب).
وقال كريستيان إيلزر، مدرب هوفنهايم: “هذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة له. إنه سعيد للغاية بوجوده هناك. نتوقع أن يبقى معهم لفترة أطول، وهو ما نتمناه له”.
وبحسب موقع (ترانسفير ماركت)، فإن الدوري الفرنسي هو الأكثر تضررا بوجود 51 لاعبا منه في المغرب، يليه الدوري الإنكليزي الممتاز بـ33 لاعبا، ثم الدوري الإيطالي بـ19 لاعبا، والدوري الألماني بـ17 لاعبا، والدوري الإسباني بـ16 لاعبا.
ويعتبر صلاح، نجم ليفربول، أحد أبرز نجوم البطولة القارية بصفته قائدا لمنتخب مصر، الذي يضم أيضا في صفوفه عمر مرموش، مهاجم مانشستر سيتي الإنكليزي.
ومن جانبه، يأمل المهاجم المخضرم بيير إيمريك أوباميانغ، لاعب أولمبيك مارسيليا حاليا، في التعافي من الإصابة في الوقت المناسب لقيادة منتخب الغابون.
وينطبق الأمر نفسه على حكيمي، ظهير أيمن باريس سان جيرمان الفرنسي، حامل لقب دوري أبطال أوروبا، الفائز مؤخرا بجائزة أفضل لاعب إفريقي هذا العام، والذي يعاني من إصابة في كاحل القدم.
ويأمل النجوم الثلاثة في رفع الكأس للمرة الأولى في 18 يناير/كانون الثاني المقبل في العاصمة المغربية الرباط.
ويبرز منتخب مصر، البطل التاريخي للمسابقة برصيد سبعة ألقاب، من بين المرشحين للتتويج بالبطولة، تماما مثل كوت ديفوار، التي قد تكون أول من يحتفظ باللقب في نسختين متتاليتين، منذ فوز منتخب (الفراعنة) بثلاثة ألقاب متتالية أعوام 2006 و2008 و2010 .
من جانبه، يسعى المنتخب المغربي إلى تحقيق أقصى استفادة من البطولة التي تقام على ملاعبه لرفع الكأس للمرة الثانية، بعد أن كان قد فاز بها للمرة الأولى عام 1976 بإثيوبيا، كما أنه أحد الدول المضيفة لكأس العالم 2030، وفي عام 2022 أصبح أول منتخب إفريقي يصل إلى قبل نهائي كأس العالم.
ومن بين المنتخبات الطموحة الأخرى لحمل الكأس، تبرز منتخبات السنغال والجزائر والكاميرون ونيجيريا.
