الوقت- قال الرئيس الايراني مسعود بزشکیان إن إيران اليوم مثل ماضيها المشرق تستطيع أن تلعب دورا محوريا في بناء عالم خال من العنف ومليء بالسلام والصداقة والتعايش والحوار وأن تجعل التعاطف يسود على اللغة المشتركة وذلك بالاعتماد على ثرواتها الثقافية.
وقال الرئیس بزشکیان في رسالة وجهها إلى مؤتمر تكريم الشاعرين الإيرانيين شمس التبريزي ومولانا جلال الدين محمد البلخي، اليوم الثلاثاء: تم تسمية يومي 29 و 30 سبتمبر في تقويمنا الوطني على اسم اثنين من المفكرين العظماء في المعرفة والمعنویة، شمس التبريزي ومولانا جلال الدين محمد البلخي، ويُمثّل هذان اليومان فرصة ثمينة للتأمل من جديد في الإرث الخالد الذي خلّفه هذان الشاعران العارفان لنا وللبشرية جمعاء.
وأضاف بزشكيان: لطالما كانت إيران الثقافية، على مر تاريخها، مهدا لنجوم لامعة كهذه؛ إن رجال عظماء مهدوا الطريق للتضامن والسلام العالمي بلغة الشعر والعرفان وبمنطق الحكمة، وبجوهر المحبة والصداقة. وإن إرث شمس التبريزي ومولانا جلال الدين لا يقتصر على إيران والإيرانيين فحسب، بل یختص إلی جميع الشعوب المجاورة والعالم الإنساني.
وتابع: اليوم، من بلخ إلى قونية، ومن تبريز إلى كابول، ومن طهران إلى إسطنبول، ومن خراسان إلى البلقان، وحتى خارج أوروبا وأميركا، يعيش كثير من الناس مع قصائد مولانا جلال الدين وذكرى شمس التبریزي، ويذرفون دموع الفرح، ويسلمون قلوبهم إلى الحب والمعرفة.
واردف الرئيس الايراني: إن هذه الرابطة العابرة للحدود والقوميات، رمز لما قدمته إيران الثقافية للعالم على مر العصور؛ ثقافة لا تقرع على طبول العنف، بل تعزف موسيقى الحب والتعاطف، ثقافة تجمع الناس بغض النظر عن لونهم أو عرقهم أو لغتهم، وتوحدهم في ظل حب الحقيقة.
وتابع: اليوم، وبينما يُعاني عالمنا من الأزمات والحروب المتنوعة، نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى العودة إلى هذه الينابيع النقية. إن أفكار شمس التبریزي ومولانا جلال الدين وسلوكهما تمثلان خارطة طريق واضحة للإيرانيين والعالم أجمع لبناء مستقبل يسوده السلام والصداقة والتعاطف والحوار بدلًا من العداوة والانقسام.
وقال الرئیس بزشکیان: أيها الشعب الإيراني العظيم، أنتم ورثة هذا الإرث الثمين.
وأضاف أن شمس التبريزي ومولانا "جلال الدين محمد البلخي" هما بلا شك قمتان من سلسلة جبال الثقافة الإيرانية وسيتألقان إلى الأبد في التاريخ وكما حوّل هذان الشاعران الكلمات إلى نور للهروب من الظلام في عصرهما، فإنهما اليوم قادران أيضا على أن يكونا منارة للأجيال القادمة.
وأکد أن إيران اليوم، مثل ماضيها المشرق، تستطيع أن تلعب دورا محوريا في بناء عالم خال من العنف ومليء بالسلام والصداقة والتعايش والحوار، وأن تجعل التعاطف يسود على اللغة المشتركة وذلك بالاعتماد على ثرواتها الثقافية.
وقال: اليوم نستطيع، أن نؤسس خطابا جديدا في المنطقة والعالم؛ خطابا يدور حول الحب والعدل والمعنویة والحكمة مستلهمين رسالة شمس التبريزي ومولانا جلال الدين، هذا الخطاب ضرورة لا يمكن إنكارها، ليس فقط لإيران وجيرانها، بل لجميع الشعوب الحرة.