الوقت - انبرى يائير لابيد، زعيم المعارضة في الكيان الصهيوني، موجّهاً سياط النقد اللاذع إلى بنيامين نتنياهو رئيس وزراء هذا الكيان، في أعقاب إماطته اللثام عن دقائق عملية زرع العبوات الناسفة في أجهزة النداء الآلي التي تفجرت بين أيدي عناصر حزب الله في لبنان في السابع عشر من شهر سبتمبر عام 2024.
في يوم الأحد المنصرم، أفصح نتنياهو عن تفاصيل تكتنفها سحب السرية حول عملية تفجير أجهزة النداء الآلي، خلال خطاب ألقاه في محفل نقابة الأخبار اليهودية (JNS) بالقدس الغربية، مشيراً علانيةً إلى عملية استخباراتية سبقت تنفيذ التفجيرات.
وقال في معرض حديثه: "في الأسبوع الثالث من سبتمبر، تناهى إلى مسامعنا أن حزب الله أوفد ثلاثة أجهزة نداء آلي صوب إيران لفحصها، كنا قد أمطرنا سابقاً بوابل من القذائف جهاز المسح الضوئي الذي كان من المزمع أن يصل إلى أيديهم، وبذلك تخلصنا منه ومن الشخص الذي كان يتولى تشغيله… بيد أنهم الآن باتوا يمتلكون هذه الأجهزة الثلاثة، اعلموا أنها كانت تحتضن بين جنباتها كميةً ضئيلةً للغاية من مادة TNT المتفجرة.
قبل بضعة أشهر، حينما أحضر لي أحد عملاء الموساد واحداً من هذه الأجهزة وأفاد بأن في حوزتنا المزيد منها، بادرته بالسؤال: ‘أحقاً يمكن لهذا الجهاز أن يؤدي وظيفته؟ ما مقدار مادة TNT المودعة في جوفه؟’، فأجاب: ‘لست أدري، نانو، نانوغرام، شيء من هذا القبيل’، فعقبت قائلاً: ‘هذا لا يمكن أن يُحدث أثراً…’ فردّ بثقة: ‘بل هو فعال وناجع’".
کتب لابيد في منشور على منصة X رداً على تصريحات نتنياهو: “إن ما أدلى به نتنياهو بشأن عملية أجهزة النداء الآلي، يُعد إفشاءً غير مبرر وينمّ عن تهور وعدم مسؤولية إزاء أساليب عمل الموساد، وها هو نتنياهو يلقي بمستقبل الاستخبارات في مهب الريح مقابل عنوان صحفي عابر”.
من ناحية أخرى، أوردت القناة 12 الإسرائيلية اليوم: “هزت تصريحات نتنياهو هذه أركان الأجهزة الأمنية الإسرائيلية”.
وأضافت القناة الإسرائيلية في تقريرها: “استقبلت المؤسسة الأمنية كلامه بذهول بالغ، وأكدت مصادر مطلعة أن هذه المعلومات تندرج ضمن أعلى درجات السرية ولا يطلع عليها سوى عدد قليل للغاية”.
ووفقاً لهذه المصادر، أماط نتنياهو اللثام عن أن "إسرائيل" لم تكن على دراية بإيفاد أجهزة النداء الآلي للاختبار في إيران فحسب، بل أفلحت أيضاً في إحباط نقل جهاز للكشف عن المواد المتفجرة والقضاء على من يتولى تشغيله، هذه التفاصيل سبق أن استبعدتها هيئات الرقابة مراراً في غابر الأيام، إذ كان من شأن الإفصاح عنها أن يلحق ضرراً بالغاً بأمن "إسرائيل"، ويميط اللثام عن المصادر والأساليب الاستخباراتية.
وحسب التقرير، على الرغم من أن رئيس وزراء "إسرائيل" يتمتع بصلاحية تحديد ما يجوز نشره، إلا أن مثل هذه القرارات المصيرية عادةً ما تُتخذ بعد التشاور مع المؤسسات الأمنية، في هذه الواقعة، انفرد نتنياهو باتخاذ القرار دون التشاور مع الجهات ذات الصلة.
وفقاً لتقرير وزارة الصحة اللبنانية، أسفرت جريمة تفجير أجهزة النداء الآلي في الأراضي اللبنانية، عن ارتقاء ما لا يقل عن 12 شهيداً وإصابة قرابة 2800 آخرين، وُصفت حالة 300 منهم بالحرجة.