الوقت- خلال سنوات معركة الحكومة والشعب العراقي مع الجماعات الإرهابية في هذا البلد، كانت قوات الحشد الشعبي المتطوعة مسؤولة عن جزء مهم من البنية الأمنية والعسكرية العراقية في الحرب ضد داعش والحركات التكفيرية الأخرى، ومع ذلك، في الأشهر الأخيرة، ازداد الضغط على الحكومة العراقية لحل قوات الحشد ووقف أنشطتها.
يقول "مهند العقابي"، مدير إعلام الحشد الشعبي، مشيرًا إلى التاريخ المجيد لأداء هذه القوة في الدفاع عن وحدة العراق وسلامته الإقليمية ضد المحتلين والحركات التكفيرية: مع اندماج مقاتلي الحشد الشعبي في هيكلية الجيش والشرطة والقوات الخاصة لمكافحة الإرهاب، تعززت هذه الهياكل العسكرية والأمنية والاستخباراتية، لدرجة أن الوضع الأمني في العراق شهد تحسنًا ملحوظًا وملحوظًا منذ يونيو/حزيران 2014، وفقًا لمراقبين إقليميين ودوليين.
ومع ذلك، وفي ظل التطورات المتوترة في منطقة غرب آسيا، وسعي الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لتغيير المعادلات الجيوسياسية التي تحكم المنطقة، فإن استمرار نشاط الحشد الشعبي في إرساء الأمن القومي العراقي أثار قلق بعض القوى التدخلية العالمية.
في إطار رسالتها الوطنية، تُشدد قوات الحشد الشعبي، في مواجهتها للمؤامرات الخارجية ضد الأمن القومي العراقي، على تغيير موازين القوى في التطورات السياسية والاجتماعية في البلاد ضد التدخلات الأجنبية.
ويضيف مرتضى العامري، أحد كبار مسؤولي قوات الحشد الشعبي العراقي، مُشيرًا إلى الهجمات الإعلامية المكثفة ضد أنشطة وخدمات قوات الحشد الشعبي في أوساط الرأي العام العراقي: "المجتمع العراقي لا يُبالي بهذه الحملات الإعلامية ضد قوات الحشد الشعبي، لقد أدى التزام قوات الحشد الشعبي العراقي وتمسكها خلال سنوات محاربة الجماعات الإرهابية إلى تكوين روابط عميقة ومتجذرة بين قادة ومقاتلي قوات الحشد الشعبي وزعماء العشائر والقبائل العراقية في وسط وجنوب البلاد.
كما أن العلاقة بين المؤسسات الحاكمة وقوات الحشد الشعبي متينة للغاية، ولهذا السبب، أعتقد أنه من المستحيل أن نشهد فجوة أو قطيعة بين قوات الحشد الشعبي وقاعدتها الاجتماعية بين العراقيين.
إن المبدأ الأساسي لقوات الحشد الشعبي هو العمل الشريف والتفاعل مع الشعب، ما أسقط كل الاتهامات الموجهة ضد قادة وقوات الحشد الشعبي، قوات الحشد الشعبي العراقية مؤسسة أمنية انبثقت وتشكلت من قلب المجتمع العراقي، وقدمت على مر السنين العديد من الشهداء، ما أدى إلى تعلق الشعب العراقي بها وتعلقه بها، ما مهد الطريق لمزيد من مساعي الأعداء للقضاء عليها.
وفي هذا الصدد، تزايدت الضغوط لوقف رواتب أعضاء قوات الحشد الشعبي، وأوقف مصرف الرافدين العراقي رواتب جميع قادة وقوات الحشد الشعبي بضغط أمريكي.
وصرح كريم الكناني، المتحدث الإعلامي باسم الحشد الشعبي: "إن قوات الحشد الشعبي أصبحت الآن جزءًا من هيكل القوات المسلحة العراقية، وتشكلت بناءً على الفتوى المباركة للمرجع العراقي الأعلى، آية الله السيستاني، لذا من الطبيعي أن تُدرج القوات التطوعية في الهجمات الإعلامية والعسكرية".
وأضاف: "تحاول قوى الاستكبار العالمي تشويه سمعة قوة تعمل لمصلحة الحكومة والشعب العراقي، قوة تأسست خلال النضال الطويل ضد داعش للدفاع عن المقدسات والوطن، ولذلك فهي في قلب الهجمات والتعقيدات الإعلامية والعسكرية والسياسي".
إن قوات الحشد الشعبي مؤسسة أمنية، ورغم الكراهية والحقد المتكررين، تتألق كنجم ساطع في سماء التضحية والتفاني، دفاعًا عن الحكومة والشعب العراقي.