الوقت- بشدّة، نفت حركة حماس ادعاءات وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بشأن تعطيلها لعملية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ووصفت هذه الادعاءات بأنها "انحياز سافر" لمصلحة كيان الاحتلال الإسرائيلي، وجاء هذا الرد في بيان صادر عن الحركة رداً على تصريحات بلينكن خلال مؤتمر صحفي عُقِدَ على هامش اجتماعات مجموعة السبع في جزيرة كابري الإيطالية، حيث زعم أن "حماس رفضت عروضاً مغرية من إسرائيل لوقف إطلاق النار" في قطاع غزة، مع التأكيد على أن التصريحات التي أدلى بها بلينكن، والتي زعم فيها أن "حركة حماس هي من يعيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة"، تؤكد على انحياز الإدارة الأمريكية السافر لمصلحة الفاشية الصهيونية، وقد أثبتت الولايات المتحدة ذلك للعالم من خلال الدعم اللامحدود لتل أبيب وعلى جميع المستويات.
تمثل هذه الادعاءات الأمريكية محاولة لتزييف الواقع، حيث تؤكد أن من يُعرقل مسار المفاوضات لأغراض سياسية شخصية هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو إرهابي بالمعنى الحرفي للكلمة، وإن ادعاء بلينكن أن "العائق الوحيد أمام وقف إطلاق النار في غزة هو حركة حماس التي رفضت عروضاً مغرية من إسرائيل"، واتهامه حماس بأنها "تفضل استفزاز الصراع الإقليمي على التوصل إلى تسوية لوقف إطلاق النار"، لا يعدو عن كونه انخراطاً تاماً في دعم الاحتلال وجرائمه.
وتعتبر هذه التصريحات الأولى من نوعها من الولايات المتحدة باتجاه حماس وموقفها من المفاوضات، على الرغم من دور واشنطن كوسيط في المحادثات غير المباشرة بين الحركة وكيان الاحتلال، ومنذ عدة أشهر، تولت قطر ومصر والولايات المتحدة رعاية مفاوضات غير مباشرة بين كيان الاحتلال وحركة "حماس"، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالإضافة إلى تبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين.
وقد اتهمت حماس بنيامين نتنياهو مرارًا بالتعنت وعدم الرغبة في التوصل إلى اتفاق، حيث يرفض الأخير تلبية مطالب الحركة التي تشترط إنهاء الحصار على غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وإعادة النازحين إلى مناطقهم، ودخول مساعدات كافية إلى القطاع، وبفضل دعم من الولايات المتحدة وبوساطة تلك الدول، تم التوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة بين الجانبين، استمر لمدة أسبوع حتى بداية ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث تم خلاله تبادل الأسرى وتوجيه مساعدات محدودة إلى القطاع.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة، وذلك بدعم من الولايات المتحدة، ما أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، حيث كان معظمهم من الأطفال والنساء، وخلفت الحرب دمارًا هائلًا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفقًا لبيانات فلسطينية وأممية، وعلى الرغم من صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورًا، استمرت تل أبيب في مواصلة الحرب، كما أنها تجاهلت مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين.
في النهاية، بعكس تل أبيب وداعميها، تقدم حماس رؤية سياسية عميقة من خلال ردها على المقترح الأخير لاتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى مع كيان الاحتلال، ما يوضح المبادئ الأساسية التي تلتزم بها الحركة، ويشتمل الرد على مطالب واضحة تتعلق بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة، وعودة النازحين وتحسين أوضاعهم وتقديم المساعدات والإغاثة.
وتبرز الوقائع أهمية الحاجة إلى صفقة تبادل ترضي حماس لضمان عودة الأسرى الفلسطينيين والتصدي لمخططات الاحتلال، كما تقدم الرؤية الشاملة لمواقف ومطالب الحركة، وتؤكد على الحقوق الفلسطينية والتزامها بالدفاع عنها، يؤكد هذا التوجه على استعداد حماس للمفاوضات بجدية من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والإنسانية وإرساء أسس السلام والاستقرار، وذلك من خلال التوجه القائم على الحوار والبحث عن حلول سلمية وعادلة ضد الاحتلال في المنطقة، ولا شك أن التزام حماس بقضايا الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين كجزء من حركتها الوطنية والمقاومة يعكس الرغبة في تحقيق العدالة وإرساء أسس السلام والاستقرار للفلسطينيين، فيما يظهر دعم حركة المقاومة الفلسطينية وجهودها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
