الوقت- كشفت معطيات لوزارة الأمن الإسرائيلية عن آلاف الجنود الجدد ممن أصيبوا بالصدمات النفسية نتيجة الحرب على غزة والمعركة مع حزب الله في شمال البلاد، مرجحة أن يتضاعف العدد ثلاثة أضعاف حتى نهاية العام الجاري، لأن عوارض الأزمات النفسية تظهر بعد شهور من الإصابة الجسدية، أو من التعرّض لمشاهد قاسية خلال الحرب.
وطبقاً للقناة العبرية الرسمية فإن قسم التأهيل في وزارة الأمن الإسرائيلية يستعد لاستيعاب 20 ألف جريح جديد حتى نهاية العام الحالي، 40% منهم سيعانون صدمات نفسية تشمل الاكتئاب والقلق والكرب ما بعد الصدمة ومصاعب في الاتصال وحالات نفسية صعبة.
ونقلت القناة العبرية عن وزارة الأمن قولها إن 7209 جرحى جدد انضموا، منذ السابع من أكتوبر، لقسم التأهيل فيها، 30% منهم (2111 جريحاً) يكابدون اليوم حالات نفسية بدرجات متفاوتة، 95% منهم جنود رجال يخدمون في نطاق جيش الاحتياط وهم دون سن الثلاثين.
على خلفية هذه المعطيات، أطلق قسم التأهيل في وزارة الأمن الإسرائيلية حملة توعوية تحت عنوان “لستم وحدكم”، تشمل مساعدات إنسانية وطبية بهدف وقف تدهور الحالة النفسية للمصابين.
وكشفت القناة 13 العبرية، ليلة أمس، عن تلقي 2000 من أقارب الجنود الجرحى علاجات نفسية، ونوّهت لفتح قسم التأهيل في وزارة الأمن خطاً للمساعدة النفسية، ونشرت رقم هاتف يمكن من خلاله الحصول على مساعدات نفسية.
ويوجه أقارب الجنود الجرحى المصابين بصدمات نفسية انتقادات للحكومة الإسرائيلية لعدم مدّها يد العون لهم، وإهمال احتياجاتهم في أحيان كثيرة.
كما كشفت القناة العبرية عن ارتفاع حاد باستهلاك المسكنات والمخدرات والكحول في ظل استمرار حالات الخوف الشديد والاضطراب النفسي الناجمين عن التصعيد والتوترات. وقد زادت الهجمة الإيرانية التعاطي مع هذه المواد.
يشار إلى أن جيش الاحتلال اعترف بقتل 700 جندي، منذ السابع من أكتوبر، وإصابة نحو ألفي جندي، غير أن وسائل إعلام عبرية نقلت، في اليوم المئة على شن الحرب، عن مستشفيات ومصادر إسرائيلية معطيات أكبر بكثير تفيد بإصابة نحو 12 ألف جندي على الأقل، مرجحة أن يصل العدد الكلي لـ 30 ألف جندي جريح.
في المقابل؛ يبدو أن مئات آلاف الفلسطينيين من النساء والأطفال داخل قطاع غزة يكابدون أنواعاً مختلفة من الأزمات النفسية جراء القصف العشوائي والمذابح التي يتعرّضون لها يومياً دون قبة حديدة وملاجئ، بل يعانون الحرمان من الغذاء والماء والدواء منذ ستة شهور.
ورغم كل الانتقادات والإدانات اللفظية الموجهة لإسرائيل في العالم، فإنها تواصل محاصرة الغزيين ومنعهم من العودة لما تبقى من بيوتهم في شمال القطاع، فيما يستمر النزيف ساعة بساعة نتيجة القصف الذي يطال المدنيين، في حرب لم تحقق أهدفها المعلنة.