الوقت - بدا جليا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن عالق في مأزق سياسي؛ بسبب مواقفه من الحرب الإسرائيلية على غزة، وتم الكشف عن قرار لندن بتوفير حماية أمنية لبعض أعضاء البرلمان البريطاني، على خلفية التوتر والجدل الناجمَين عن الحرب على غزة.
في خضم الانتقادات التي يتعرض لها الرئيس الأمريكي جراء سياسته في الشرق الأوسط، أعلنت إدارة جو بايدن أن البيت الأبيض لن ينظم حفل إفطار هذا العام بمناسبة شهر رمضان.
حيث التقى بايدن بقيادات الجالية الإسلامية قبل تناول الإفطار مع كبار المسؤولين المسلمين في إدارته والذي حضرته أيضا السيدة الأولى جيل بايدن ونائبة الرئيس كاملا هاريس وزوجها بعد أن أعلن العديد من الشخصيات المسلمة البارزة في أمريكا مقاطعتهم لحفل إفطار البيت الأبيض؛ احتجاجًا على موقف "بايدن" فيما يتعلق بالأحداث الجارية في فلسطين.
فيما انسحب العديد من المدعوين العرب والمسلمين بينهم أطباء من حفل الإفطار من بينهم الطبيب ثائر أحمد، وهو طبيب غرفة طوارئ أمضى ثلاثة أسابيع على الأقل في غزة، وقال “احتراما لمجتمعي، واحتراما لجميع الأشخاص الذين عانوا والذين قتلوا في هذه العملية، تعين علي الانسحاب من الاجتماع” مؤكدا أنه “لا يمكنه البقاء بهذه المناسبة بينما يقتل الناس في غزة”، وبعد ذلك سلم رسالة إلى بايدن ونائبته كامالا هاريس من طفل نازح برفح فقد عائلته.
ووفقًا لمسؤولين في الإدارة الأمريكية، سيجتمع الرئيس الأمريكي بمجموعة صغيرة من المسلمين، بعد أن أعلن العديد من الشخصيات المسلمة البارزة في أمريكا مقاطعتهم لحفل إفطار البيت الأبيض؛ احتجاجًا على موقف "بايدن" فيما يتعلق بالأحداث الجارية في فلسطين.
وكانت الناطقة باسم إدارة جو بايدن كارين جان بيير صرحت في وقت سابق بأنه من المقرر أن يعقد الرئيس الأمريكي "اجتماع عمل" مع "وجهاء من الجالية المسلمة" الذين أصروا على أن يكون الاجتماع "مغلقا"، ليشارك جو بايدن البالغ 81 عاما في إفطار "صغير" مع أعضاء مسلمين في إدارته.
ووفقا ل جان بيير فقد رفض زعماء مسلمون دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن لحضور حفل إفطار في البيت الأبيض، احتجاجا على دعم الإدارة الأمريكية المستمر لـ"إسرائيل".
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أنه بدلا من ذلك سيجتمع الزعماء مع بايدن ونائبته كامالا هاريس لمناقشة السياسة الأمريكية في قطاع غزة.
وقالت جان بيير، إن الزعماء "عبروا عن تفضيلهم" لعقد اجتماع سياسي، مضيفة: "هذا ما أرادوه، ونحن نتفهم ذلك، لقد استمعنا وقمنا بتعديل التنسيق ليكون سريع الاستجابة حتى نتمكن من الحصول على تعليقات منهم".
وحسب مصادر إعلامية فإن رفض الزعماء تناول العشاء في البيت الأبيض هو بسبب الإحباط من دعم الإدارة الأمريكية لـ"إسرائيل" وسط الأزمة الإنسانية في غزة كما أنه يسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي يواجهها بايدن مع المجتمعات العربية الأمريكية والمسلمة قبل سبعة أشهر من الانتخابات الرئاسية.
وحسب مصدر مطلع على الخطط إنه لم يكن هناك اهتمام كبير من جانب المشاركين في تناول الطعام والاحتفال، وأنه أصبح من الواضح أنه سيكون هناك نقاش حول السياسة في تلك الأوقات.
فيما قال مصدر آخر "الشعور الذي سمعناه مراراً وتكراراً هو أن أي شخص يذهب إلى الإفطار بينما يُقتل الفلسطينيون ويجوعون يجب أن يخجل من نفسه".
وفي المقابل شارك رؤساء منظمات إسلامية غير حكومية بارزة في الولايات المتحدة في احتجاج على برنامج الإفطار الرمضاني الذي نظمه بايدن من خلال إقامة “إفطار بديل من أجل وقف إطلاق النار في غزة” أمام مقر البيت الأبيض في واشنطن.
وتستمر المنظمات الإسلامية الأمريكية بالاحتجاج على دعم إدارة بايدن لـ"إسرائيل" بشكل غير مشروط.
من جهتها قالت سليمة سوسويل، زعيمة مجلس قيادة المسلمين السود: إنها مع زعماء مسلمين آخرين تمت دعوتهم لتناول العشاء في البيت الأبيض هذا الأسبوع، لكنهم رفضوا العرض، وطلبوا بدلا من ذلك التحدث مع الرئيس ومسؤولين آخرين في البيت الأبيض حول الحرب في غزة وقضايا أخرى في مجتمعهم.
ولفتت سوسويل، التي نظمت فعاليات في فيلادلفيا لدعم الفلسطينيين، إلى أنها شعرت بالحيرة بشأن ما إذا كانت ستحضر اجتماع السياسة أو ستقاطع الحدث بالكامل، مشيرة إلى أنها قررت في النهاية السفر إلى واشنطن "لأنها كانت ثابتة على موقفها بأن المشاركة مهمة للغاية في الوقت الحالي".
بدوره قال مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) في بيان، إن سياسة إدارة بايدن في غزة كانت مفلسة وأن المساعدات العسكرية الأمريكية لـ"إسرائيل" سهلت ارتكاب المجازر في غزة.
وكان مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية أعلن في بيان سابق أنهم لن يشاركوا في دعوات البيت الأبيض ومؤسسات إدارة بايدن، بهدف الاحتجاج على سياسة الإدارة في غزة.
ويعتبر هذا الاجتماع هو أول اجتماع لبايدن مع الزعماء المسلمين منذ حوالي خمسة أشهر، بعد أن كان التقى مع مجموعة منهم في أواخر تشرين الأول، بعد حوالي ثلاثة أسابيع من اندلاع الحرب بين "إسرائيل" وحماس، حيث أعرب الحاضرون عن استيائهم مما اعتبروه عدم حساسية الرئيس تجاه مقتل المدنيين الفلسطينيين.
ويأتي شهر رمضان هذا العام بعد مقتل أكثر من 32,000 شخص منذ أن شنت "إسرائيل" حملة شرسة في غزة ضد حماس في أعقاب الهجمات الوحشية التي نفذتها الحركة في الـ 7 من تشرين الأول، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وكان بايدن قد دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار لكنه لم يصل إلى حد القول بأنه يجب أن يكون دائما أو ستوقف إمدادات الأسلحة لـ"إسرائيل".
ويعود تاريخ أول حفل إفطار في البيت الأبيض إلى عهد الرئيس الأمريكي الثالث توماس جيفرسون، الذي يُعتبر أحد "الآباء المؤسسين" للولايات المتحدة الأمريكية، في عام 1805.
ومع ذلك، لم يُقم الحفل بشكل منتظم سنويًا حتى عهد الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، فيما لم يقم الرئيس السابق دونالد ترامب بتنظيم حفل إفطار في العام الأول من ولايته.