الوقت- صدرت أوامر لأكثر من 60 ألف إسرائيلي يعيشون في شمال فلسطين المحتلة وبالقرب من الحدود اللبنانية، بمغادرة منازلهم والهجرة إلى المناطق الوسطى من فلسطين المحتلة خلال الأشهر الأخيرة، وهذا هو أول إخلاء جماعي من هذه المنطقة في تاريخ الكيان الصهيوني، وفي إحدى المدن القريبة من الحدود اللبنانية، دمرت صواريخ مضادة للدبابات أطلقت من لبنان العديد من المنازل، وفي قرية أخرى، قال آخرون رفضوا إخلاء منازلهم ومستوطناتهم لصحيفة نيويورك تايمز إنهم رفضوا إضاءة أضوائهم ليلاً لتجنب قصف القوات اللبنانية.
إن إجلاء الصهاينة ومساعيهم لإبعاد آلاف المستوطنين عن الحدود اللبنانية هو نتيجة لتصاعد الصراع بين "إسرائيل" وحزب الله، واحتدم الصراع على طول الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة بالتوازي مع الحرب في غزة، وحتى الآن، يستمر تصاعد التوترات في شهره السادس، ولا أفق لانتهاء الصراع على الحدود اللبنانية إلا بعد توقف الصراع في غزة، وفي بعض الأيام، يطلق حزب الله ما يصل إلى 100 صاروخ قصير المدى على الأراضي المحتلة، وقد ذكر أن إطلاق هذه الصواريخ يأتي رداً على قصف غزة، وبالطبع، في الوقت نفسه، استهدفت "إسرائيل" أيضًا أهدافًا تصل إلى 60 ميلاً داخل لبنان.
إخلاء بلدة يسكنها 24 ألف نسمة
وفي مستوطنة كريات شمونة الصهيونية التي كان عدد سكانها في السابق نحو 24 ألف نسمة، يعيش اليوم حوالي 1500 نسمة فقط، وينتشر العديد من سكان هذه المستوطنة الآن بين 220 فندقًا في جميع أنحاء "إسرائيل"، البنوك ومراكز التسوق في هذه المدينة مغلقة، لقد غادرت الشركات الناشئة المدينة، ولم يعد هناك سوى مطعم واحد مفتوح يقدم الفلافل للجنود.
صواريخ حزب الله لا يمكن تعقبها!
لا تستطيع منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية اعتراض سوى العديد من الصواريخ التي تطير في أقواس طويلة، لكن اليوم يطلق حزب الله أيضًا قذائف صاروخية وصواريخ مضادة للدبابات لا يمكن لمنظومة القبة الحديدية التصدي لها، ولا تمتلك "إسرائيل" مرافق خاصة للتعامل مع مثل هذه الأسلحة، لأن الطيران على ارتفاعات منخفضة وضرب الأهداف في ثوانٍ يجعل من الصعب للغاية التعامل معها وبعض هذه الصواريخ منخفضة الارتفاع لا يمكن حتى اكتشافها بواسطة الرادار.
إن استخدام حزب الله لهذا النوع من الأسلحة يعني أنه لا يوجد وقت للهروب إلى ملجأ، وحسب مسؤولين عسكريين ومحليين، سقط صاروخ مضاد للدبابات في صالة للألعاب الرياضية في كيبوتس ساسا في ديسمبر الماضي دون أن يتمكن أحد من فعل أي شيء، ويستخدم حزب الله أيضًا طائرات انتحارية دون طيار واستهدف بها بعض قواعد الجيش في عدة مناسبات.
استمرار الهجمات الصاروخية التي يشنها حزب الله على لبنان
وأعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان، أمس، أنها استهدفت تجمعاً لجنود الكيان الصهيوني في تبه التيهات بالصواريخ والأسلحة النارية، كما استهدفت، صباح أمس أيضاً، بنيران مباشرة من لبنان هدفاً عسكرياً صهيونياً في بلدة "طوة" في الجليل الغربي.
استهدف حزب الله اللبناني الليلة الماضية هدفا عسكريا إسرائيليا في بلدة المطلة
وأعلن حزب الله اللبناني، أمس، استهداف منشآت تجسس تابعة للكيان الصهيوني في شمال فلسطين المحتلة، وأصدر حزب الله بياناً حول هذا الهجوم وأعلن أنه: من أجل دعم الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة ودعم مقاومته الباسلة والنبيلة، قام مجاهدو المقاومة الإسلامية في تمام الساعة 12.50 ظهر اليوم الأحد (بالتوقيت المحلي) بتدمير جهاز التجسس، ومعدات الكيان الصهيوني، حيث استهدفت بشكل مباشر قاعدة الرحاب بالأسلحة المناسبة.
وتأتي هذه الأخبار في الوقت نفسه الذي أعلنت فيه القناة 12 التابعة للكيان الصهيوني، عن استهداف المواقع العسكرية لهذا الكيان في منطقة الرميم المحتلة في الجليل الأعلى، بصاروخ مضاد للدروع من جنوب لبنان، وقبل هذه الهجمات، استهدف حزب الله قاعدة جل العلم التابعة لكيان الاحتلال بقذائف الهاون، إلى ذلك، أصدرت حركة المقاومة الإسلامية في لبنان أو حزب الله، أمس، بيانا أعلنت فيه استهداف منظومات القبة الحديدية التابعة للكيان الصهيوني في القاعدة العسكرية لهذا الكيان في بلدة كفر بلوم المحتلة وتدميرها بشكل نهائي.
وأعلنت دائرة الإعلام الحربي لحزب الله اللبناني في بيان لها: من أجل دعم الشعب الفلسطيني الصامد في غزة ومساعدة مقاومته الباسلة والمشرفة، قام مقاتلو المقاومة الإسلامية اللبنانية عند الساعة 12:20 بالتوقيت المحلي، بغارة جوية بطائرتين مسيرتين مكان إنشاء منظومة الدفاع الجوي ومنصات القبة الحديدية للعدو الصهيوني قرب بلدة كفر بلوم وإلحاق ضربات قاتلة بها.
حزب الله حوّل مستوطنات الشمال إلى منطقة محظورة
أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، الأحد الماضي، بأنّ أكثر من 60 ألف مستوطن إسرائيلي يعيشون على طول الحدود الشمالية مع لبنان أُمروا بإخلاء منازلهم في أوّل إخلاءٍ جماعي للمنطقة في تاريخ “إسرائيل”، وقالت الصحيفة إنّ الصواريخ المضادة للدبابات التي أطلقت من لبنان، ألحقت أضراراً بعشرات منازل المستوطنين، أما المستوطنون الذين رفضوا الإخلاء فتجنبوا إنارة الأضواء ليلاً حتى لا يصبحوا أهدافاً مرئية، كما أشارت الصحيفة إلى أنّ “المستوطنات الشمالية أصبحت مهجورة ومحظورة فعلياً، وأيضاً نقاط التفتيش العسكرية الإسرائيلية تمنع الدخول إلى المستوطنات التي تقع على بعد ميل أو أكثر من الحدود”.
من جانبٍ آخر، لفتت الصحيفة إلى أنّ المستوطنين لديهم انتقادات للحكومة الإسرائيلية حول أوامر الإخلاء، ويقول بعضهم إنّ الحكومة “أظهرت ضعفاً ومنحت حزب الله نصراً فعلياً”، وفي “كريات شمونة”، التي تضمّ نحو 24,000 نسمة لا يزال هناك نحو 1,500 نسمة فقط أما البقية فهم موزعون على نحو 220 فندقاً، كما أنّ البنوك ومراكز التسوق في المدينة مغلقة، ولا يوجد سوى مطعم صغير واحد يقدّم الشاورما والفلافل للجنود.
وحول فعالية القبة الحديدية في التصدي لصواريخ وقذائف حزب الله، قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إنّ القبة الحديدية لا تعترض كل القذائف والصواريخ التي يطلقها حزب الله، وليس لدى “إسرائيل” استجابة فورية للأسلحة الذكية والدقيقة التي تحلق على ارتفاعٍ مُنخفض من الأرض، وتضرب الأهداف في ثوانٍ ومن دون سابق إنذار، وأردفت الصحيفة أنّه حتى خلال أسوأ معارك الماضي، بما في ذلك حرب العام 2006 التي استمرت أكثر من شهر فإنّ “إسرائيل” لم تقم أبداً بإخلاء المستوطنات الحدودية بشكلٍ رسمي.
ونقلت “نيويورك تايمز” الأمريكية عن أحد المزارعين الإسرائيليين وهو إيتان دافيدي (53 عاماً)، قوله إنّ عناصر قوات الرضوان التابعة لحزب الله يراقبوننا عبر السياج الحدودي، هم درسوا كل المجتمع، درسوا روتيننا وأماكن عملنا، إنّهم يعرفون متى آتي ومتى أذهب، إنّهم يعرفون كل أطفالي، يشار إلى أنّ قلق المستوطنين الإسرائيليين في شمال فلسطين المحتلة يتزايد بسبب العمليات العسكرية التي يُنفّذها حزب الله منذ الثامن من أكتوبر 2023، ونتيجة عدم وجود أي أفق لا لعودتهم، ولا لحلٍ سياسي مع حزب الله.
وقد أدّت عمليات المقاومة إلى إبعاد نحو 100 ألف مستوطن إسرائيلي عن مساكنهم، الأمر الذي جعل رؤساء السلطات المحلية في الشمال، يفقدون صبرهم، مؤكدين أنّ “الوعود التي قُطعت سُجِّلت على لوح ثلج”، واليوم، حذّر رئيس مجلس الجليل الأعلى شمال فلسطين المحتلة، جيورا زالتس، في مقابلته مع إذاعة “FM103” الإسرائيلية، من “أزمة في الشمال قد تستمر لسنوات عديدة قادمة”، منتقداً أداء الحكومة الإسرائيلية بشأن الجبهة مع لبنان، وشدّد زالتس على أنّ “حزب الله هو التحدي الأقوى والأكبر والأخطر”، متوجهاً إلى المسؤولين الإسرائيليين بالقول إنّه “لأجل ذلك، لا يمكنكم التعامل مع الشمال على أنّه ساحة جانبية”.