الوقت- مؤخراً، أعلن أحد مراكز الأبحاث الأمنية الأكثر موثوقية في الکیان الصهيوني، في تقرير يشير إلى انتصار حماس في جولة جديدة من الصراعات مع "إسرائيل"، أن يحيى السنوار قد وضع "إسرائيل" بأكملها على المحك، وحسب مركز دراسات الأمن الداخلي التابع للكيان الصهيوني، إن حركة حماس انتصرت في جولة جديدة من الحرب المعرفية المستمرة مع "إسرائيل"، وتمكنت من إشراك "إسرائيل" بأكملها في المعركة، وإن حماس سخرت مرة أخرى من "إسرائيل" وأزعجت أعصابها، وحققت العديد من الإنجازات في المجال المعرفي لهذه المعركة، واستطاعت التأثير في الرأي العام الإسرائيلي، ناهيك عن العالمي.
كيان ضعيف وعاجز
وفقاً لنتائج مركز الدراسات هذا، فقد أظهر الکیان الصهيوني ضعفه وعجزه في مجال المعرفة والحرب ضد المقاومة، وأهدى عملية تبادل الأسرى لحركة حماس، وأشار هذا المركز إلى فرحة واسعة يعيشها الفلسطينيون بإطلاق سراح الأسرى من السجون الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وفي هذه المناسبات حملت الأهالي رموزا خاصة بحركة حماس، واعتبر هذا التقرير إطلاق سراح الأسرى انتصارا وإنجازا جديدا لحركة حماس، وأكد أن هذه العملية ستؤدي إلى تعميق شعبية وقاعدة حركة حماس الشعبية في الضفة الغربية وإضعاف السلطة الفلسطينية.
من ناحية ثانية، كتبت صحيفة "يسرائيل هوم" سابقًا أن حماس بعيدة عن الانهيار وأن عملية تبادل الأسرى تتم تمامًا كما أرادت حماس، وأكد المحلل العسكري لهذه الصحيفة ليلخ شوفال أن زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار تمكن من التوصل إلى اتفاق يوقف الهجوم الإسرائيلي في ذروته، ويقول حاييم يالين، أحد مسؤولي البلدات في المنطقة الحدودية القريبة من غزة، أيضاً: السنوار يلعب ويسخر منا، وذكرت الصحيفة، في تقرير مشترك لمراسلها في "إسرائيل" جان فيليب ريمي ومراسلتها في لبنان هيلين سالون، أن السنوار هو من تولى التفاوض وهو من يناقش تفاصيل كل نقطة من اتفاقية الهدنة، بدءًا من إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وحتى إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين.
وأضافت الصحيفة إن هذا الزعيم هو من يملي إيقاع تطور الأمور منذ دخول هذه "الهدنة" حيز التنفيذ يوم الجمعة 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، كما أنه على استعداد لكبح "إسرائيل" إن هو لاحظ أنها تنتهك شروط التفاوض، وأفادت الصحيفة في تقريرها المشترك، الذي أعده مراسلوها في "إسرائيل" جان فيليب ريمي وفي لبنان هيلين سالون، بأن السنوار يقود عمليات التفاوض بشكل مباشر، فهو الشخص الذي يدير مناقشات تفاصيل كل نقطة في اتفاقية الهدنة، بدءًا من إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وصولاً إلى إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، وأشار التقرير إلى أن هذا الزعيم يحدد إيقاع تطور الأمور منذ بداية تنفيذ "الهدنة" في 24 نوفمبر/تشرين الثاني، ويظهر استعداده للتصدي لأي انتهاكات من قبل "إسرائيل" لشروط التفاوض.
قائد منتصر في غزة
يظهر هذا القائد الفلسطيني، الذي يبلغ من العمر 61 عامًا، أنه قد تحدى - وفقًا للصحيفة - تصنيفات البعض في "إسرائيل" الذين وصفوه بأنه "رجل ميت"، بعد مرور نحو شهر ونصف من بداية الحرب، ولم يُبق السنوار على قيد الحياة فقط، بل حقق أيضًا انتصارًا سياسيًا جديدًا، وفي هذا السياق، نقل الإعلام العبري سابقا عن المستشار السابق لعدد من رؤساء جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي (شين بيت)، ماتي شتاينبرغ، قوله: "شخص مثل السنوار يعرف كيف يفك رموز الإسرائيليين بشكل جيد للغاية، لقد فهم قادة حماس بشكل أساسي تمامًا الانقسامات في البلاد، وبالتالي ضعفها، ولكنهم أيضًا يفهمون حقيقة أنه لمحاربة جيش أقوى بكثير من حيث الوسائل والرجال، من الضروري اللجوء إلى أسلحة مختلفة، بما في ذلك الرهائن، وكل عملية إطلاق سراح للرهائن هي بمثابة تذكير بهذا النصر في نظر الرأي العام الفلسطيني"، وفقًا لشتاينبرغ،
وتأكدت صحيفة "لوموند" الفرنسية من أن السنوار، الذي اعتقلته "إسرائيل" في عام 1989 وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة، أظهر قوة استثنائية في مواجهة القصف الإسرائيلي الذي أسفر عن مئات الضحايا في قطاع غزة، وفي تقريرها، أشارت الصحيفة إلى أن السنوار، زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، استفاد من صمود حركته وقوة التحالف الفلسطيني في وجه القوة العسكرية الإسرائيلية، ما جعله الشخصية المحورية في التفاوض بشأن اتفاقية الهدنة، وفي تقريرها، أكدت الصحيفة الفرنسية أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، بقيادة زعيمها يحيى السنوار، أظهرت قوة استثنائية وصمودًا أمام القصف الإسرائيلي العنيف الذي أسفر عن مئات الضحايا، وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الصمود والقوة الفلسطينية أجبرا "إسرائيل" على قبول التفاوض، حيث أصبح السنوار الشخصية المحورية في هذه العملية، متناولة تفاصيل اتفاقية الهدنة والتفاوض على إطلاق الرهائن والسجناء الفلسطينيين.
ويُظهر يحيى إبراهيم السنوار، قائد مجاهد وشخصية بارزة في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قوة استثنائية وصمودًا أمام الهجمات الإسرائيلية، وُلد في مخيم خان يونس للاجئين في غزة عام 1962، وقضى معظم حياته في السجون الإسرائيلية، حيث قضى 24 عامًا خلال مراحل شبابه، وتشير المعلومات إلى أن السنوار يعتبر قضية الأسرى جزءًا أساسيًا من مواقفه، ويتحدث بتصريحات صريحة تظهر قوته واستمراريته في مواجهة العدوان الإسرائيلي، ومن ينسى تصريحات السنوار حول أن قضية الأسرى لن تنتهي إلا بوقف العدوان الإسرائيلي، ما يُعزز فهمه لأهمية قضية الأسرى ويُظهر تمسكه بحقوق الفلسطينيين، وفي سياق مواجهة التهديدات الإسرائيلية، يُؤكد الواقع على تقدير الإسرائيليين للسنوار باعتباره شخصية قوية وتهديدًا صريحًا ل"إسرائيل".
وفي الوقت الذي أثبت المقاومون للعالم قوة واستمرارية المقاومة الفلسطينية برغم التحديات التي تواجهها، ودائما ما تذكر تصريحات السنوار باستعداد حماس للاستمرار في مواجهة "إسرائيل" وتحدي تحركاتها، ما يبرز الفشل الإسرائيلي والتوترات الداخلية التي تواجهها، حيث إن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تحمل دلالات ضعف وقلق من تصاعد القدرة العسكرية لحماس، يُشدد كثيرون على أن المقاومة الفلسطينية، بما في ذلك حماس، أصبحت قوة رادعة للغاية وأن الهجمات الإسرائيلية لم تنجح في كبح عزيمتها.
وتحديدًا، يُشير محللون إلى استعداد الشعب الفلسطيني للتحدي والمقاومة في وجه الاعتداءات الإسرائيلية، ويستشهدون بدعوة رئيس حماس في قطاع غزة التي أكد فيها استعداد الشعب للتصدي لأي اعتداء، ومعركة "طوفان الأقصى" شهدت هزيمة عسكرية ومعنوية غير مسبوقة للكيان، وكان لها تأثير كبير على القوات الإسرائيلية والساحة السياسية في فلسطين، إضافة إلى الخسائر الكبيرة التي تكبدتها "إسرائيل" وأثرت على حزب الليكود ورئيسه بنيامين نتنياهو، ما سيؤدي إلى تغييرات في المشهد السياسي، وحاولت أجهزة الأمن الإسرائيلية جمع معلومات حول يحيى السنوار وزعيم كتائب "القسام"، محمد الضيف، وخططت لاعتقالهم، لكنها فشلت في ذلك.
في النهاية، معركة "طوفان الأقصى" قامت حماس بشنها كرد على الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين وفشلت في محاولات "إسرائيل" للقبض على قادة المقاومة، وهذه المعركة أثبتت قدرة حماس على مقاومة "إسرائيل" وكشفت عن ضعف الكيان الصهيوني، فيما يبرز يحيى السنوار، رئيس حماس في قطاع غزة، مقابل الكيان الإسرائيلي الذي أظهر ضعفه في مواجهة العمليات البطولية.
وكم من مرة أشار السنوار إلى أن خطة الاحتلال لقطع "رأس المقاومة في غزة" فاشلة، مع استمرار النضال في وجه الاحتلال الإسرائيلي، وتأكيده على أن الكيان الصهيوني "أوهن من بيت العنكبوت"، في وقت يعتبر الشباب الفلسطيني قوة مستمرة في نضالهم لتحرير أرضهم واستعادة مقدساتهم، رغم محاولات الاحتلال إرهابهم واستخدام القوة العمياء ضد الأبرياء العزل.