الوقت- إن سيطرة الجيش الإسرائيلي على مستشفى الشفاء، أكبر مجمع طبي في غزة، هي المحور الرئيسي للاستراتيجية العسكرية لهذا النظام في غزوه البري، وقد تم الكشف عن هذه الاستراتيجية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية عندما حاصر أكثر من 40 ألف جندي إسرائيلي مدينة غزة؛ حيث يقول المسؤولون الإسرائيليون إن قادة حماس يتمركزون هناك، بعد ذلك هاجم الجنود المقاتلين والملاجئ، ولطالما اتهم المسؤولون الإسرائيليون حماس باستخدام المدنيين كدروع بشرية في قطاع غزة المكتظ بالسكان، قائلين إن الحركة نشرت منشآت عسكرية تحت الأرض بالقرب من المنازل والمدارس والمساجد والمستشفيات في جميع أنحاء غزة، وصارت مستشفى الشفاء "الدليل أ" في هذه الرواية؛ لأن الجيش الإسرائيلي ادعى أن حماس تستخدم متاهة واسعة من الأنفاق تحت المستشفى كقاعدة.
لكن ليس من الواضح ما إذا كانت الإستراتيجية الإسرائيلية فعالة أم لا؟ وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن نظراءهم الإسرائيليين أخبروهم أن عليهم توقع عدة أسابيع أخرى من عمليات التطهير في الشمال قبل أن تعد "إسرائيل" مبادرة منفصلة في جنوب غزة وتوسع هجومها.
وقال وزير الحرب الإسرائيلي في بيان بالفيديو إن "إسرائيل" سرعت عملياتها ضد الأنفاق وأن حماس فقدت السيطرة في الشمال وتهرب إلى الجنوب.
لكن المحللين العسكريين شككوا في تصريحات جالانت وأثاروا العديد من التساؤلات، إذا تحركت حماس جنوبا واندمجت مع بقية السكان، فكيف ستختفي؟ إلى متى تستطيع "إسرائيل" مواكبة الضغوط الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار مع تزايد الخسائر في صفوف المدنيين في غزة؟ هل كانت مستشفى الشفاء هدفاً عسكرياً مهماً للهجوم؟.
وقال مسؤولون أمريكيون إن قرار "إسرائيل" السريع بشن عمليات برية وحصار لم يترك سوى القليل من الوقت للقادة الإسرائيليين للتخطيط على نطاق واسع لتقليل المخاطر التي يتعرض لها المدنيون، وهو أحد أسباب ارتفاع عدد الضحايا المدنيين.
أصبح المستشفى معلما خاصا، ولم يقدم الجيش بعد أدلة علنية على وجود شبكة أنفاق واسعة النطاق ومركز قيادة تحت منطقة الشفاء، كما تتعرض "إسرائيل" لضغوط دولية متزايدة، وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن البحث عن المستشفى سيستغرق وقتا بسبب خطر مواجهة أعضاء حماس والكمائن المتفجرة.
وقال جيورا إيلاند، الجنرال المتقاعد بالجيش الإسرائيلي والرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إن استهداف مستشفى الشفاء لم يكن هدفاً استراتيجياً، وهذه مجرد مناورة تكتيكية مهمة في محاولة "إسرائيل" للسيطرة على السرد المتعلق بحماس، وبينما كان قادة حماس على الأرجح تحت مستشفى الشفاء في بداية الحرب، إلا أن معظمهم ذهبوا إلى الجنوب، ونتيجة لذلك، قال إنه يتعين على "إسرائيل" إجلاء المدنيين واستهداف كتائب حماس هناك في الأسابيع والأشهر المقبلة.
وتوقع آيلاند أن تزداد القضية تعقيدا بسبب نفاد صبر المجتمع الدولي تجاه "إسرائيل"، وقال الخبير العسكري الإسرائيلي ياجيل ليفي إن الهجوم على مستشفى الشفاء هو استعراض للقوة وليس جزءا من استراتيجية واضحة"، ومن خلال القيام بذلك، قد تخاطر "إسرائيل" بحياة رهائنها، وبذهابه إلى مستشفى الشفاء، لم يأخذ الجيش في الاعتبار مستقبل الرهائن أو سلامتهم، لذا سنفقد الرهائن بتأخير تبادل الأسرى.
وقال الجنرال ماكنزي، القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية: "الوقت ليس في مصلحة إسرائيل، سواء على المستوى الدولي أو المحلي".
وقال جيريمي بيني، المتخصص في شؤون الدفاع في الشرق الأوسط لدى شركة جينز، وهي شركة استخبارات دفاعية في لندن، إن الإسرائيليين قد لا يحتاجون إلى إنهاء اللعبة، لأنه سيفرض عليهم ذلك.