الوقت- بحزم، دعا مسؤول بارز في حركة حماس مصر إلى اتخاذ إجراء حازم لتسريع عملية دخول المساعدات إلى قطاع غزة. وتأتي هذه الدعوة في سياق تصاعد الانتقادات حيال تأخر وصول المواد الحيوية إلى المناطق الفلسطينية.
وفي بيان أصدره موسى أبو مرزوق، الذي يشغل منصب عضو المكتب السياسي لحماس، أشار إلى أنه لا يمكن لمصر أن تظل مكتوفة الأيدي، قائلاً: "نأمل ونتوقع من الجانب المصري اتخاذ إجراءات فاعلة لتسريع عملية دخول المساعدات إلى قطاع غزة في أسرع وقت ممكن".
ويشهد قطاع غزة حالياً نقصًا حادًا في الإمدادات الضرورية مثل المواد الغذائية والمياه والأدوية والوقود، وذلك في سياق تواصل الهجمات الإسرائيلية المستمرة التي تؤثر بشكل كبير في حياة السكان المحاصرين في القطاع.
ادعاءات بزيادة المساعدات
قوافل المساعدات لا يمكن لها الوصول إلى قطاع غزة إلا من خلال معبر رفح الحدودي مع مصر، وحتى اللحظة، تم دخول حوالي 90 شاحنة تحمل مساعدات بموجب اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة ومصر.
وفيما يتعلق بالدعم الأمريكي، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأحد عن التزام أمريكا بما أسماها زيادة مهمة وفورية في تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وقد أتى هذا الإعلان بعد اتصالين أجراهما الرئيس بايدن، الأول مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والثاني مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووفقًا لبيان صادر عن البيت الأبيض، تعهد الزعيمان بالعمل على تسريع وزيادة تدفق المساعدات إلى قطاع غزة اعتبارًا من الأمس، وهذا سيتم بشكل مستمر.
وهذه الخطوة تأتي في إطار بعض الجهود الدولية لتقديم الدعم الإنساني والمساعدات للفلسطينيين في غزة في ظل جرائم الاحتلال الإباديّة، وتأمل العديد من الأطراف في أن هذه الجهود ستسهم في تخفيف المعاناة الإنسانية التي يواجهها السكان في القطاع نتيجة جرائم القتل الإسرائيلية، ومصر هي أول دولة عربية أقامت علاقات رسمية مع "إسرائيل" في عام 1979، تلعب دورًا حاسمًا كوسيط في الجهود المبذولة لضمان إطلاق سراح أكثر من 230 رهينة يُحتجزون من قبل حركة حماس في قطاع غزة.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، نفّذ الجيش الإسرائيلي حملة دمويّة قصف خلالها بشكل مكثفة أبنية قطاع غزة رداً على هجوم غير مسبوق نفّذته حركة حماس ضد جنوده بعد مدّة طويلة من التصعيد الإسرائيليّ، وأسفر الهجوم عن مقتل حوالي 1400 شخص، معظمهم من المدنيين وفقًا للسلطات، ما دفع القوات الإسرائيليّة للانتقام من الأطفال حيث ارتكبت مجازر كثيرة راح ضحيتها الآلاف، وهذه الأحداث أثّرت بشكل كبير على الوضع الإنساني في القطاع وأثارت قلقاً دولياً بشأن العنف المتصاعد والضرر البشري الناتج عنه.
إرهاب إسرائيليّ شنيع
يعاني الوضع الإنساني في غزة من تدهور شديد بسبب العمليات العسكرية والقصف الإسرائيلي المستمر، وقد أدى الصراع إلى معاناة إنسانية شديدة، وتسبب في أضرار جسيمة للبنية التحتية، وتعطيل الخدمات الأساسية، وخسائر في الأرواح، ويتسم الوضع في غزة بما يلي:
الضحايا المدنيون: أدت الغارات الجوية الإسرائيلية إلى سقوط عدد كبير جداً من الضحايا المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال، ولقد كانت خسارة أرواح بريئة نتيجة مأساوية للصراع.
النزوح: اضطرت العديد من العائلات في غزة إلى الفرار من منازلها بسبب أعمال العنف، ما أدى إلى أزمة نزوح داخلي كبيرة، وغالبًا ما يفتقر الأفراد النازحون إلى إمكانية الوصول إلى المأوى المناسب والمياه النظيفة والضروريات الأساسية.
تدمير البنية التحتية: تسبب الصراع في أضرار جسيمة للبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المنازل والمدارس والمستشفيات ومرافق الكهرباء والمياه وقطع الانترنت، وكان لهذه الأضرار تأثير شديد على الحياة اليومية لسكان غزة.
تحديات المساعدات الإنسانية: واجه إيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة تحديات كبيرة بسبب تدمير البنية التحتية، ما يجعل من الصعب على منظمات الإغاثة الوصول إلى المحتاجين في ظل الحصار الإسرائيليّ والقصف المستمر.
نقص الأساسيات: هناك نقص في السلع الأساسية مثل الغذاء والمياه النظيفة والإمدادات الطبية والوقود، ما يؤدي إلى تفاقم معاناة السكان.
الصدمة النفسية: لا شك أن للعنف المستمر والخسائر في الأرواح تأثير عميق على الصحة العقلية للأفراد في غزة، وخاصة بين الأطفال الذين عانوا من الصدمات غير المسبوقة.
تحديات كبيرة تواجه مستقبل الغزاويين
إن ترك الغزاويين لمواجهة مصيرهم يمكن أن يؤدي إلى مخاطر جمة على مستقبلهم وأولها تحديات الرعاية الصحية، حيث فرض الإجرام الإسرائيليّ ضغوطاً هائلة على نظام الرعاية الصحية في غزة، وقد اكتظت المستشفيات والمرافق الطبية التي تتعرض للقصف، مع نقص الإمدادات الطبية والعاملين، وقد أصبح علاج الجرحى أمراً صعباً على نحو متزايد، كما تضررت بعض المرافق الطبية نفسها في الغارات الجوية.
وتأثرت المدارس في غزة بشكل مباشر بالصراع، حيث تضرر العديد منها أو أعيد استخدامها كملاجئ للعائلات النازحة، ويمكن أن يكون لتعطيل التعليم عواقب طويلة المدى على تنمية جيل الشباب وآفاقه، وعانت غزة منذ فترة طويلة من مشاكل ندرة المياه، وأدى الصراع إلى تفاقم هذه المشكلة، وقد أدى الضرر الذي لحق بالبنية التحتية للمياه إلى زيادة التحديات أمام الوصول إلى المياه النظيفة، وهو أمر بالغ الأهمية للصحة والصرف الصحي.
أيضاً، للصراع الدائر تأثير شديد على اقتصاد غزة الهش أصلاً، وتعطلت الأعمال التجارية أو دمرت، ما أدى إلى فقدان سبل العيش وزيادة معدلات الفقر، فيما يزعم المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول ومنظمات الإغاثة والأمم المتحدة، بتعبئة جهوده لتقديم المساعدة الإنسانية إلى غزة، ويشمل ذلك الدعم المالي والإمدادات الطبية والجهود المبذولة لتسهيل توصيل المساعدات الأساسية.
ودعا الزعماء الدوليون، بما في ذلك الأمم المتحدة، إلى وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات للبحث عن حل سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويُنظر إلى الدبلوماسية والحوار على أنهما الوسيلة الأكثر فعالية لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح وتخفيف الأزمة الإنسانية.
وأثارت الهجمة الإسرائيليّة على غزة مخاوف كبيرة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب المحتملة، وقد أدت هذه القضايا إلى دعوات لإجراء تحقيقات مستقلة لضمان المساءلة عن أي انتهاكات للقانون الدولي.
في الختام، على الرغم من الصعوبات المستمرة، أظهر سكان غزة مرونة وتضامنًا ملحوظين مع المقاومة خلال الأزمة، وقد لعبت المنظمات والأفراد المحليون دوراً حاسماً في تقديم الدعم والمساعدة للمتضررين الذين فقدوا عائلاتهم ومنازلهم، ويؤكد الوضع في غزة الحاجة الملحة إلى التوصل إلى حل مستدام وسلمي للصراع الفلسطيني مع الاحتلال، وإن تحقيق السلام الدائم لهؤلاء ومعاقبة الكيان أمر بالغ الأهمية لمعالجة الأزمة الإنسانية، وإعادة بناء البنية التحتية، وتحسين حياة الناس في المنطقة، والتعاون الدولي والدعم ضروريان لهذا المسعى.