الوقت - رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أن الجهد الأميركي والإسرائيلي والاستكباري لا زال اليوم قائمًا لتمزيق أي جهد يؤدي إلى التقارب والتكامل بين المسلمين، وضرب أي محاولة للترابط الاقتصادي والتجاري والمالي بين الدول الإسلامية، من خلال فرض العقوبات ووضع بعض الشركات والمستثمرين على لوائح الإرهاب، وزعزعة الثقة بين الحكومات الإسلامية، ومنع أي محاولة للتعاون بين هذه الحكومات، ومحاولة تقويض الاتفاق السعودي الإيراني وحالة التقارب والانسجام والتعاون وبناء الثقة التي بدأت تترسخ بين السعودية وإيران.
وخلال ندوة نظمتها المستشارية الثقافية الإيرانية حول نداء آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي لحجاج بيت الله الحرام بحضور السفير الإيراني وممثلين عن أحزاب وحركات لبنانية وفلسطينية، أكد الشيخ دعموش أن الولايات المتحدة الأميركية والغرب ومعهما "إسرائيل" لا يريدون لهذا الانسجام أن يدوم أو يترسخ، ولذلك وجدنا امتعاض الغرب عمومًا من الاتفاق السعودي الإيراني، وموقفه السلبي من انفتاح جامعة الدول العربية على سورية.
واعتبر أن هذا الاستهداف يتطلب بذل المزيد من الجهد لبناء ثقة راسخة، وتقارب متين، وتعاون وثيق بين كل دول العالم الإسلامي، وفي كل القضايا الحيوية التي من شأنها أن تضع العالم الإسلامي على المسار الصحيح والمكانة الجديرة بالأمة الإسلامية في التجربة العالميّة الجديدة الزاخرة بالفرص والتهديدات، مشددًا على أن هذا الأمر يجب أن يعتبر من الأولويات الكبرى على مستوى الأمة، لإحباط مؤامرات العدو وإفشال المخططات والأهداف الأميركية والصهيونية الخبيثة.
ولفت إلى أن المناخات الإيجابية بين دول المنطقة والاتفاق السعودي الإيراني ساهم في سحب فتائل الفتنة المذهبية وفي إفشال المحاولات الأميركية والصهيونية لتحويل الصراع في المنطقة من صراع مع الاحتلال إلى صراع عربي إيراني، ويمكنه أن يؤسس لوحدة حقيقية، وأن يكون له تأثير كبير على مسألة التقريب والتقارب والوحدة بين المسلمين.
وشدد على أننا بعد الاتفاق السعودي الإيراني وانعكاساته الإيجابية على مجمل الأوضاع والعلاقات بين دول وشعوب المنطقة أصبحنا أقرب إلى تحقيق التقارب والأهداف الوحدوية التي نتوخاها، قائلًا: "بات من الواجب في هذه المرحلة الاستفادة القصوى من هذه المناخات الإيجابية والمتغيرات الإقليمية والدولية لصالح محور المقاومة، ولتجسيد الوحدة بين الدول والشعوب المسلمة بكل مفرداتها ومعانيها، لأن تجسيدها بصورة فعلية في هذه المرحلة أصبح أكثر واقعية من المراحل السابقة".
ورأى الشيخ دعموش أن الكيان الصهيوني اليوم في أسوأ حالاته، والأزمات والهواجس السياسية والاقتصادية والأمنية تلاحقه وتربكه وتساهم في تآكل ما يسمى بقوة الردع لديه، لافتًا إلى أن الهجوم على جنين كان بهدف القضاء على المقاومة وبنيتها التحتية العسكرية في هذه المدينة، وسحق المقاومين، ومحاولة رسم معادلات جديدة، لكن حسابات الإسرئيلي أخطأت مرة أخرى، فلا شيء من الأهداف المعلنة أو المضمرة للعدو قد تحقق، لأن القدر المتيقن من نتائج المعركة أن المقاومين الأبطال في جنين الذين وقفوا صفًا واحدًا من مختلف أذرع المقاومة، قاتلوا باحتراف وببسالة وشجاعة منقطعة النظير، وبمعنويات عالية، فزرعوا الرعب في طريق العدو، وأرغموه على الانسحاب تحت النيران يجر أذيال الخيبة والهزيمة، فلم يتمكن العدو من سحق المقاومة واجتثاث المقاومين، ولا من القضاء على البنية التحتية العسكرية للمقاومة، ولا من رسم معادلات جديدة أمام المقاومة، أو تحقيق تغيير استراتيجي في المعادلات القائمة.