الوقت - أكد متخصصون في المكتبات الرقمية والصوتية ازدياد وانتشار وأهمية الكتاب الصوتي في ظل رغبة الأجيال الجديدة بالاستفادة من الكتب بأقصر وأسرع طريقة ممكنة في عصرنا، الذي يفرض إيقاعه المتسارع على كل مناحي الحياة، وأن عوامل نجاح الكتاب الصوتي تتضمن صوت الراوي وطريقة الأداء وجودة المحتوى المسجل وحجم المبيعات.
وأشار المتخصصون إلى أن الكتب الصوتية شكلت ما يشبه البديل عن أولياء الأمور المفقودين لدى الملايين من الأطفال الأيتام الذين لا يجدون من يقرأ لهم، معتبرين أن هذه الميزة للكتب الصوتية شكلت إضافة غير مسبوقة في قطاع الصناعات الإبداعية والمعرفية.
وأشارت المتخصصة ياسمينا جريصاتي إلى أن تفضيل الناشئة للكتاب الورقي أو الصوتي يعتمد على السوق، كما أن الشباب في ألمانيا لم يقرأوا كتاب "هاري بوتر" لكنهم استمعوا له، ولكن في منطقتنا ما تزال الكتب الصوتية جديدة نسبياً وسوقها ناشئ ولم يصل إلى حد النضج الذي يسمح له باستبدال الكتب الورقية.
من جانبها، أكدت آنى أوزوالد أن الشباب يستمعون للموسيقى وحلقات البودكاست وبدأوا بالاستماع للكتب الصوتية، لكن الجيل ألفا الذي تلا الجيل "زي" أو جيل ما بعد الألفية، مهتم بالكتب الصوتية أكثر من الأجيال التي سبقته.
ومن جانبه أوضح أحمد التميمي، أن الشباب بدأوا بتفضيل الكتاب الصوتي نظراً لسهولة الوصول إليه في مختلف الأمكنة، في السيارة والنادي والمكتب والمنزل، وفى أي وقت، قائلا: "أتوقع أن تنتشر الكتب الصوتية بشكل كبير جداً في المستقبل".
وأضاف من إيجابيات الكتاب الصوتي أن المستمع يستطيع تحميل مئات الكتب على هاتفه، إلا أن ذلك يترافق مع تحدٍ واضح وهو صعوبة التركيز في الاستماع بسبب التنبيهات المتواصلة على المنصات والتطبيقات المختلفة.
وأشار أحمد التميمي، بالنسبة للأطفال، لن يستطيع الكتاب الصوتي منافسة الكتاب الورقي فى المستقبل القريب، لكن يمكن للأطفال أن يبدأوا بالتعلم من الكتب الصوتية إلى أن يتقنوا القراءة، وعندها سيمتلكون الخيارين معاً، وليس واحداً على حساب الآخر".