الوقت- الجماعات الارهابية المسلحة في شمال غرب سوريا لاتزال تحاول استغلال الازمات من اجل النهب والسرقة، وكان اخرها كارثة الزلزال المدمر الذي وقع في تركيا وسوريا، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين فصائل الجبهة الوطنية، وجيش العزة، وهيئة تحرير الشام وهي فرع تنظيم القاعدة في سوريا بريف إدلب، بسبب الخلاف على الاستيلاء على المساعدات المخصصة لمتضرري الزلزال. حيث يريد كل فصيل منهم السيطرة على المساعدات من اجل بيعها وعدم توزيعها على المحتاجين، وتوزيع الاموال بين اعضائه، والجماعات الارهابية ما ان دخل وفد أممي معبر باب الهوى شمال إدلب في اتجاه المناطق التي تعرّضت للزلزال، حتى قاموا بمنع دخول المساعدات واغلقوا الطرقات على الحافلات بهدف تقاسم ما تحمل.
بالمقابل الرئيس السوري، بشار الأسد، أكد، خلال استقباله وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، على ضرورة إدخال المساعدات العاجلة لكل المناطق في سوريا، بما فيها تلك التي تخضع للاحتلال وسيطرة الجماعات المسلحة، ووجه بفتح معبري سراقب وأبو الزندين من جانب واحد، اي من طرف الدولة السورية من أجل إيصال المساعدات. فيما أعلن محافظ إدلب ثائر سلهب، أن السلطات السورية مستعدة لإيصال المساعدات الإنسانية اللازمة إلى إدلب، لكن المسلحين يمنعون ذلك.
واضاف إن الدولة السورية أعلنت مسؤوليتها عن جميع المواطنين، بغض النظر عما إذا كانوا في مناطق سيطرة دمشق أو خارجها. لكن، هذه المسألة تعتمد الآن على الطرف الآخر. واوضح ان الدولة السورية مستعدة لمساعدة الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري لإيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة في الشمال لضمان وصول هذه المساعدات بأمان إلى المتضررين المستهدفين. وأكد سلهب، أن حجم الدمار كبير جدا في ادلب وعدد الضحايا والجرحى كبير ايضا. وجميع القرى والبلدات المتاخمة لتركيا تضررت بشدة من الزلزال.
اما وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان، فقد اكد خلال اتصال هاتفي برئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا إسبولياريك، ان الوضع الإنساني في إدلب خطير جدا، نظراً إلى أعداد الضحايا والمصابين المرتفعة في هذه المنطقة. معلنا استعداد طهران لإرسال فرق إغاثة إليها متوقعا من الصليب الاحمر باجراء التنسيقات اللازمة مع الهلال الاحمر الايراني لارسال وتوزيع المسارعات في ادلب الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية.
مقابل كل هذا رفض متزعم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، دخول مساعدات إنسانية إلى المتضررين من الزلزال في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة في إدلب من مناطق الدولة السورية. واضاف ان من يريد إدخال المساعدات فهناك معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا ولا حاجة لتوفير فرق خاصة لدخول المساعدات من مناطق الحكومة السورية. زاعما عدم وجود فرق لتأمين قوافل المساعدات التي تريد ان تدخل من مناطق الدولة السورية. ويسيطر الجولاني على معظم المعابر الحدودية بين مناطق سيطرة المعارضة المسلحة وتركيا والحكومة السورية، حيث يسعى جاهداً لفرض هيمنته على الطرق والعابر التجارية لكسب أكبر قدر ممكن من الأموال عبر تلك المعابر.
وبعد رفضه دخول المساعدات من مناطق الدولة بدأ الجولاني يشحد ويترجى من الغرب المساعدات حيث دعا خلال مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية، ومحطة فوكس نيوز الأميركية، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تقديم مساعدات عاجلة للمتضررين من الزلزال. واعتبر أن كمية مساعدات الأمم المتحدة التي دخلت عبر معبر باب الهوى الذي يصل الشمال السوري بتركيا لم تكن كافية. مشيراً إلى أن ما تسمى حكومة الإنقاذ التابعة لتحرير الشام، تواصلت مع جهات دولية من أجل طلب المساعدة، لإعمار المناطق المتضررة.
موقف الجولاني هذا تناغم بشكل مباشر مع الطرح الأميركي الذي تتمسّك به واشنطن منذ لحظة وقوع الزلزال. وتواصل واشنطن تلميع صورة هذا الارهابي وفتح الطريق له للخروج على إعلام أميركا وبريطانيا. وهو ما يؤكد الانباء التي تتحدث عن الميل الواضح لدى واشنطن إلى التعاون مع جماعته الارهابية التي تُعتبر القوّة الأكبر بين الفصائل في الشمال الغربي من سوريا.
خلال الحرب المفروضة على البلاد وطوال سنواتها الصعبة سمحت الدولة السورية بفتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة للمسلحين من أجل انقاذ المدنيين الأبرياء وهناك ادلة كثيرة على ذلك سواء في حلب وحمص والغوطة الشرقية ودرعا وغيرها من المناطق، في حين أن المساعدات التي كانت تدخل للمناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين كانت تُباع للناس.