الوقت- خلال كل السنوات الماضية تم الإعلان عن مبادرات ووساطات وهدنات في اليمن وجميعها بائت بالفشل، قبل حوالي شهر ونصف الشهر من اليوم أعلنت الأمم المتحدة عن هدنة إنسانية في اليمن لمدة شهرين، حكومة صنعاء قبلت بتلك الهدنة في سبيل التخفيف وسعيها الحثيث لإنهاء معاناة الشعب اليمني التي تسببت فيها السعودية. السعودية ومنذ دخول الهدنة حيز التنفيذ، لم تلتزم ببنود الهدنة وخرقتها مئات المرات في العديد من الجبهات وذلك من خلال عدم السماح بفتح مطار صنعاء. من خلال الخروقات التي قامت بها السعودية والتنصل من الالتزام ببنود الهدنة يتضح لنا أن السعودية ودول التحالف لا ترغب في السلام وليس لديها نوايا صادقة، لذلك تقوم بتمرير تلك الشطحات وهذا الاستعلاء والاستكبار، الذي يتناقض يوما بعد يوم، وما حدث مؤخرا بشأن الهدنة هو خير دليل على ذلك.
من جهة أخرى لايخفى على أحد أن التحالف السعودي الإماراتي، قد قَبل بالاتفاقية عبر الأمم المتحدة و بضمانات إقليمية متمثلة في سلطنة عمان وبشروط محددة، وهى حق مشروع لأبناء الشعب اليمني، فكان من أهم شروط تلك الهدنة هو فتح مطار صنعاء وتنفيذ رحلتين أسبوعيا إلى القاهرة والأردن، علاوة على السماح بدخول ناقلات النفط وتبادل الأسرى بأعداد وأسماء محددة، وكانت الهدنة تتحدث عن الملف الإنساني وتعد مدخلاً أساسياً ورئيسياً للتمهيد لأي تسوية سياسية قادمة، لكن بكل أسف أثبتت الأسابيع الست الماضية أن التحالف السعودي لم يلتزم ببنود الهدنة وفي ظل التصريحات التي أعلنتها حكومة الإنقاذ الوطني في الداخل اليمني والتي حملت فيها الأمم المتحدة إلى جانب دول العدوان المسؤولية الكاملة عن فشل مسار الهدنة في اليمن.
تفاصيل أول رحلة تجارية من مطار صنعاء إلى الأردن
في يوم الاربعاء الماضي أعلنت الخطوط الجوية اليمنية، عن تسيير أول رحلة تجارية إلى مطار صنعاء ضمن هدنة أعلنتها الأمم المتحدة مطلع أبريل. حيث زفت الخطوط الجوية اليمنية في بيان بشرى للمسافرين اليمنيين عن رحلة أسبوعيا من مطار صنعاء الدولي المحاصر من قبل قوى العدوان السعودي الإماراتي إلى العاصمة الأردنية، البيان للخطوط الجوية اليمنية أشاد ايضاً باتفاق الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة التي دخلت حيز التنفيذ في 2 أبريل/نيسان الجاري، وقد تضمنت تشغيل رحلتين جويتين تجاريتين أسبوعياً إلى صنعاء ومنها خلال شهري الهدنة إلى الأردن، ومصر. في ظل التعنت السعودي الإماراتي لم يتحقق شيئ من بنود الهدنة سوى تسيير أول رحلة تجارية إلى مطار صنعاء ضمن هدنة أعلنتها الأمم المتحدة مطلع أبريل. في هذا السياق أعلن وزير النقل في حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء عبد الوهاب يحيى الدُّرة عن تفاصيل أول رحلةٍ تجارية من مطار صنعاء إلى الأردن منذ بدء الهدنة الإنسانية في اليمن ، حيث صرح وزير النقل في حكومة صنعاء عبد الوهاب يحيى الدُّرة، يوم الأحد، أنّ "أول رحلة تجارية من مطار صنعاء ستسير إلى الأردن، منذ بدء الهدنة الإنسانية، اليوم الإثنين". أشار الدرة خلال تصريحه إلى أنّ "الرحلة التجارية التي ستسير إلى المملكة الأردنية الهاشمية، وستعود ، عبر الخطوط الجوية اليمنية".
من الجدير بالذكر أنه كان من المقرر تسيير هذه الرحلة التجارية، للمرة الأولى منذ 6 سنوات، في الـ 24 من نيسان/أبريل إلى العاصمة الأردنية عمّان، إلاّ أنّ شركة الخطوط اليمنية أعلنت تأجيلها وعدم السماح لها بتشغيلها. هذا ونفى الوزير الدُّرة "وجود أي مانع أو قرار من الأمم المتحدة يحول دون استمرار الرحلات التجارية من مطار صنعاء بصورة دائمة، من دون ربطها بالهدنة الإنسانية، كحق للمواطن اليمني في السفر من أقرب المطارات إليه، وخاصةً أن الأمم المتحدة تقوم بالتفتيش والرقابة على الرحلات الجوية التجارية". وفي وقتٍ سابق، جدّد الدرة تأكيد جاهزية مطار صنعاء الدولي التشغيلية الفنية والمهنية، لاستقبال الرحلات المدنية والتجارية كافة.
وأشار إلى أنّ مطار صنعاء يقدم خدمات ملاحية جوية لطائرات الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها والمنظمات الدولية الإنسانية العاملة في اليمن بشكل يومي، بكوادر يمنيين مؤهلين بشهادة موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية الذين يغادرون ويصلون مطار صنعاء، لافتاً إلى أنّه من المفترض "تسيير الرحلات بشكل يومي من دون أي قيود أو تحديد، كحق من حقوق الإنسان في التنقل من أقرب المطارات إليه".
وفي نفس السياق أكّد مستشار المجلس السياسي الأعلى، محمد طاهر أنعم، في حديث له أنّ "الهدنة الإنسانية تراوح مكانها ومضى معظمها، والقيادة في صنعاء منزعجة لعدم تنفيذ الجانب السعودي لبنود الهدنة، وخصوصاً فتح المطار وعدم عرقلة دخول السفن". كذلك، أدانت أحزاب اللقاء المشترك، في وقت سابق، بأشد العبارات، مماطلة التحالف السعودي في فتح مطار صنعاء وعدم التزامه ببنود الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة لمدة شهرين، والتي قارب الشهر الأول منها على الانقضاء، من دون أدنى التزام من التحالف، وخصوصاً فيما يتعلق بمطار صنعاء.
طائرة اليمنية في مطار صنعاء
وصلت صباح اليوم الإثنين، طائرة اليمنية إلى مطار صنعاء، قادمة من عدن، لنقل أول رحلة تجارية إلى العاصمة الأردنية عمّان.وأكدت مصادر إعلامية وصول طائرة اليمنية إلى مطار صنعاء لنقل المسافرين إلى العاصمة الأردنية عمان، والعودة بحمولة أخرى من عمان إلى صنعاء.وتعد هذه أول رحلة لطيران اليمنية، عبر مطار صنعاء منذ سنوات، حيث توقف المطار للعدوان السعودي الأماراتي ورفضت الاستجابة لكل دعوات التخفيف من معاناة المواطنين.يأتي ذلك عقب قبول التحالف السعودي الإماراتي تسيير رحلات عبر مطار صنعاء، بجوازات سفر صادرة عن العاصمة صنعاء.
بعد مواقفة التحالف السعودي الإماراتي على تسيير أولى الرحلات الجوية من مطار صنعاء بجوازات سفر صادرة عن حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء إلى المملكة الأردنية، وفق الهدنة السارية حاليا التي ترعاها الأمم المتحدة وتتطلع إلى تمديدها والوصول لمفاوضات شاملة لإحلال السلام. تطرح العديد من التساؤلات هل تساعد تلك الخطوة في تمديد الهدنة والذهاب نحو التفاوض، أم إن جماعة "أنصار الله" ترى أنها لم تحقق ما تم الاتفاق عليه من جانب التحالف وبالتالي قبول هدنة جديدة مضيعة للوقت دون جدوى؟ في الحقيقة لايخفى على أحد أن ما يتم التصريح به من قبل دول التحالف ونسمعه في وسائل الإعلام فيما يتعلق بالهدنة والسلام، لا يبعث على الاطمئنان على الإطلاق.
ضغط كبير
يعلم الجميع أن حجم الملف المتعلق بفتح مطار صنعاء والضغط عليه كان كبير جداً، وربما فتح المطار كان من أهم الملفات بالنسبة للشعب اليمني حيث يوجد عشرات الالاف من ابناء اليمن العالقين في الخارج إضافة إلى مئات الحالات المرضية في الداخل اليمني والتي تحتاج إلى السفر إلى الخارج لتلقي العلاج، وهنا لابد من الاشادة بدور حكومة الانقاذ الوطني في صنعاء حيث مارست عبر سلطنة عمان ضغطا شديدا لفتح مطار صنعاء، وكانت هناك إشكالية تتعلق بوثائق السفر، حيث تشترط الحكومة التي تسمي "الشرعية" أن تكون الوثائق صادرة من عدن وبمعنى أدق تابعة لهما. وفي هذا السياق فأن الموافقة على فتح مطار صنعاء جاءاستجابة للضغوط المجتمعية، وإنقاذاً للهدنة الإنسانية المهددة بالانهيار، حيث تراجعت مايسمي بـ"الشرعية" عن قرار إلغاء التعامل بجوازات السفر الصادرة من صنعاء "تيسيراً للمواطنين الراغبين في السفر عبر مطار صنعاء الدولي"، وجاءت موافقة التحالف السعودي ومرتزقتة بعد نحو ثلاثة أسابيع من تعثر تسيير أول رحلة تجارية عبر مطار العاصمة، على خلفية تمسك مايسمي بالشرعية بالإجراءات المعمول بها في مطاري سيئون وعدن (المنفذين الجويين الوحيدين) بما في ذلك "اعتماد جوازات السفر الصادرة عنها باعتبارها وثائق وطنية سيادية".
في الختام بعد ممانعة طويلة، استجابت ما تسمى بالشرعية والتحالف السعودي للواقع الذي فرضته جماعة أنصارالله والمتعلق بالسفر عبر مطار صنعاء المغلق منذ 7 أعوام بالجوازات الصادرة من العاصمة صنعاء وهنا قالت الحكومة التي تسمي نفسها بالشرعية ، في بيان منسوب لمصدر مسؤول فيها، موافقتها العمل بتلك الجوازات بأنه تعاط إيجابي مع مبادرة المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، التي تضمنت إعادة تشغيل الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء بواقع رحلتين أسبوعيا، إحداهما لمصر والأخرى للأردن.