الوقت - نشرت اسبانيا سفينة حربية بالقرب من مياه مليلية وكتبت وزارة الدفاع أنها مخصصة للدفاع عن المياه الإقليمية، وذلك بعد ان شاركت السفينة “هي بي 45 أوداز” في مناورات عسكرية مع الجزائر وقدمت من هناك مباشرة الى محيط مياه مليلية.
وكانت اسبانيا قد وجهت مذكرة احتجاج شفوية الى المغرب، حسب الصحافة المغربية، تحتج على ترخيصه لشركة مغربية بإنشاء مزرعة لتربية الأسماك في المياه القريبة من الجزر الجعفرية الواقعة في المتوسط وتابعة سياديا الى اسبانيا.
وطالبت الأحزاب الإسبانية، وبالخصوص اليمينية، مثل “فوكس” المحسوب على اليمين المتطرف بإرسال سفن حربية للمنطقة لردع المغرب عما تعتبره مطامع في المياه السيادية الإسبانية.
ووسط الجدل القائم حول إقامة مزرعة تربية الأسماك بالقرب من الجزر الجعفرية في البحر المتوسط، نشرت قيادة أركان الدفاع الإسبانية مؤخرا صورا لإحدى سفنها البحرية في مياه حوض البحر الأبيض المتوسط بالقرب من مدينة مليلية، مُرفقة برسالة تبرز استعدادها للدفاع عن الأراضي الموجودة “تحت السيادة الإسبانية”.
وفسرت جريدة “الصحيفة” المغربية التي اهتمت بالخبر بأن اسبانيا ترسل رسالة تنطوي على تلميحات إلى التأهب لمواجهة عسكرية مع المغرب، وتقول الجريدة المغربية “نشرت قيادة الأركان الإسبانية على حسابها في “تويتر” صورا للسفينة العسكرية المُخصصة لدوريات مراقبة السواحل P45 Audaz بما في ذلك صورة مقربة لأحد مدافعها، ومعها عبارة تقول “حل الغسق، ولا تزال السفينة تواصل مراقبتها البحرية على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع في إطار عمليات متواصلة، حيث تتواجد داخل المياه الإقليمية الخاضعة للسيادة الإسبانية”.
وتفاجأ المهتمون بالعلاقات بين اسبانيا والمغرب بتعمد وزارة الدفاع الإسبانية إرسال بالضبط سفينة المراقبة التي شاركت منتصف ديسمبر الماضي في المناورات العسكرية مع الجزائر رغم توفرها على أسطول حربي كبير ومتعدد السفن.
واعتادت اسبانيا عند كل أزمة حول سبتة ومليلية أو الجزر المتوسطة أو الخالدات في المحيط الأطلسي نشر صور لسفن عسكرية بالقرب من مناطق النزاع تعلن استعدادها لمواجهة أي طارئ.
وتأتي هذه الخطوة في غمرة الجولة الجديدة من مسلسل الأزمات بين المغرب و إسبانيا, والمتعلقة بالجزر الجعفرية، فليست المرة الاولى التي يلجأ فيها الجيش الاسباني لنشر قواته في أقاليمه البحرية, اذ سبق له أن نشر قواته من قبل خلال أزمة الهجرة السرية التي عرفتها مدينة سبتة قبل أشهر.
وكشفت تقارير إخبارية عن مخاوف اسبانية من تحول الجزر الجعفرية إلى وجهة جديدة للمهاجرين غير الشرعيين المغاربة، وجاءت هذه المخاوف بعد وصول 18 مهاجرا غير شرعي الى “لاكوارديا سيبيل” بالجزر الجعفرية في ظرف ثلاثة أيام فقط, وطلبوا اللجوء.
وأبرزت نفس المصادر أن الأمر يتعلق بمغاربة تمكنوا من التسلل الى المنطقة وطلبوا بعد وصولهم إلى الجزر, اللجوء السياسي من السلطات المختصة لكن دون جدوى, موضحة أن الحرس المدني أعادهم بعد ساعات قليلة إلى الأراضي المغربية.
ويوم 25 نوفمبر 2021، احتجت، اسبانيا على إنشاء المغرب لمزرعة لتربية الاسماك بجزر شفارين (جعفرين)، الأربعاء، مشيرة الى أن المشروع “احتلال غير مشروع” للمياه الاقليمية الاسبانية.
وحسبما اكدته صحيفة “ألباييس الإسباية” أن وزارة الشؤون الخارجية الاسبانية قد سلمت الاسبوع الماضي، مذكرة احتجاج لسفارة المغرب بإسبانيا على انشاء مزرعة لتربية الاسماك بمحاذاة جزر شفارين (جعفرين).
وأشارت إلى أن رئيس الدبلوماسية الاسبانية خوسي مانويل ألفاريس بوينو، قد اعتبر المشروع المغربي بمثابة “احتلال غير مشروع للمياه الاقليمية الاسبانية” ويشكل “خطرا على أمن الملاحة البحرية وتهديدا للبيئة”.
ومن جانبها اعطت وزارة النقل الاسبانية مهلة 20 يوما للشركة الاسبانية المختصة في تربية الاسماك “مورينو” لسحب الاقفاص البحرية.
في ذات السياق غرد الدبلوماسي السابق والصحفي المغربي علي لمرابط “في النهاية فان ضغط الصحافة الاسبانية كان قويا، حيث تشير اخر الاخبار الى ان الادارة الاسبانية قد اعطت 20 يوما للشركة المغربية لسحب اقفاصها و الا فسيتم تفكيكها بالقوة، جبهة جديدة و صمت مغربي؟”.
واضاف ان “جزر جعفرين قد احتلتها اسبانيا منذ 1848، فمتى سيتم استرجاع جزر جعفرين وسبتة و مليليه ونقور و جزيرة ليلى الخ…؟”، متهكما على تقاعس و عجز المغرب على استرجاع اراضيه المحتلة من اسبانيا في حين نجد انه قام في 1975 بمسيرة تتكون من 350000 شخص ليضم بصفة غير قانونية الاقليم غير المستقل للصحراء الغربية.
واعتبرت البرلمانية يولاندا موريلو ان المشروع المغربي “يعتبر “اعتداء جديدا على السيادة الاسبانية” داعية الحكومة الاسبانية للتحرك فيما يخص هذه القضية.
كما اكدت ان الجهاز التنفيذي “لم يتلق اي طلب او اتصال من اي مؤسسة مغربية او من الحكومة المغربية من اجل انشاء مزرعة لتربية الاسماك في هذه المنطقة”.
وكان الصحفي والكاتب الاسباني اينياسو سمبريرو قد اعرب في تحليله الاخير حول الموضوع لاهم القنوات الاذاعية الاسبانية، عن انتقاده الشديد لكون “الحكومة المغربية قد رخصت لمؤسسة مغربية بالشروع في انشاء مزرعة لتربية الاسماك في المياه الاقليمية الاسبانية التي لا تبعد الا ب700 متر عن ارخبيل جزر جعفرين بمليلة”.
ويتعلق الامر بالنسبة اليه بـ “اعتداء على المياه الاقليمية الاسبانية و ليس فقط من وجهة النظر الاسبانية و انما من وجهة النظر الدولية”.
وخلص في الاخير الى التأكيد بان هذه المزرعة لتربية الاسماك التي يعتبرها “غزوا”، تشكل كذلك “اعتداء بيئيا” في هذه المنطقة.
ما قامت به قيادة الأركان الإسبانية وإن فاجأ الجميع في توقيته ونوعية السفينة المعنية بالمراقبة، فإنّ العارفين بالعلاقات الإسبانية المغربية يؤكدون أنّ مدريد وعند كل أزمة مع الرباط حول سبتة ومليلية أو الجزر المتوسطية أو تلك الموجودة في المحيط الأطلسي تقوم بنشر صور لسفن عسكرية بالقرب من مناطق النزاع، في تحد واضح للملكة المغربية، وإعلان استعدادها لمواجهة أي طارئ أو فكرة يخطوها المغرب.