الوقت- صرح نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس "صالح العاروري" في كلمة له أن الضفة الغربية على شفا انتفاضة جديدة. وأضاف العاروري أن "الحضور القوي والمبارك للفلسطينيين في تشييع جنازة "وصفي قبها" أحد قيادات حركة الجهاد الإسلامي في مدينة جنين ، يظهر الدعم الكامل لسكان الضفة الغربية للمقاومة ".
وفي هذا السياق شدد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس في جزء آخر من خطابه على أنه لا بديل عن الوحدة الوطنية الفلسطينية وأن حماس لن توفر جهداً في سبيل تحقيقها.
العاروري يسبب القلق للكيان الاسرائيلي
إن تصريحات العاروري دائماً ما كانت تثير القلق والرعب في داخل الكيان الاسرائيلي ففي عام 2015 اتهم الأمن الإسرائيلي القيادي صالح العاروري وهو أحد مؤسسي الجناح العسكري كتائب عز الدين القسام في تسعينيات القرن الماضي بأنه يضغط على قادة وعناصر الحركة خصوصا في الضفة من اجل تنفيذ المزيد من العمليات من خلال تحويل مبالغ مالية كبيرة لهم بهدف شراء أسلحة وتنفيذ عمليات.
وبحسب المصادر الأمنية للصحيفة الإسرائيلية فان صالح العاروري يضغط من اجل إحماء الأوضاع من خلال إعادة تمويل مجموعات وخلايا حماس لتعود إلى الوضع الذي كانت عليه قبل عملية السور الواقي عام 2002.
وقالت الصحيفة إن جهاز الأمن العام الشاباك استطاع في الأشهر الأخيرة إحباط العديد من عمليات تهريب الأموال وشراء أسلحة وحتى عمليات نفذت وكان يجري الإعداد لتنفيذها حيث أثبتت جميعها أن من يقف وراءها هو صالح العاروري.
وبحسب الأمن الإسرائيلي وفق ما قالت الصحيفة فإن العاروري قرر مؤخراً تغيير سياسته العملية والتوجه إلى التصعيد الميداني من خلال الفعاليات والمظاهرات وعمليات الطعن والدهس بسبب الضربات التي وجهها له الشاباك الذي استطاع الكشف عن عشرات العمليات الخاصة التي كان العاروري ينوي تنفيذها حيث تم الكشف عنها إما من خلال تحويلات مالية أو من خلال عمليات شراء أسلحة.
وقالت صحيفة معاريف إن العاروري من مؤسسي كتائب عز الدين القسام في الضفة عام 1994 وهو من سكان منطقة رام الله حيث أمضى 15 عاما في سجون إسرائيل حيث تم الإفراج عنه إلا انه عاود نشاطه العسكري ليتم إعادة اعتقاله في إسرائيل ومن ثم إبعاده إلى تركيا عام 2010.
الانقسام الداخلي يهدد القضية الفلسطينية
إن استمرار الانقسام الفلسطيني وتحول الصراع الى أدوات للتناحر الداخلي والخلافات الفئوية باتت تهدد النظام السياسي الفلسطيني برمته وما يجري هو محاولة البعض تشتيت الجهود والعمل على تبديد انتصارات الشعب الفلسطيني وتضحياته في معركة القدس ولا بد من التحرك العاجل من جميع المخلصين وضرورة مواصلة الجهود العربية من أجل الدعوة لحوار وطني شامل تحضره كافة الأطراف الفلسطينية للوصول إلى خطوات عملية لإنهاء الانقسام وإعادة بناء المؤسسات الوطنية بالتوافق أو بالانتخابات حيث أمكن وبناء استراتيجية كفاحية عنوانها المقاومة من أجل دحر الاحتلال والحفاظ على الحقوق الوطنية وضمان حق أبناء شعبنا اللاجئين بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها منذ العام 1948.
ولقد بات من الضروري العمل على أهمية اتخاذ المواقف الصعبة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية والتي تشكل بداية هامة لإفشال التدخل الاستعماري على أرض فلسطين ووضع حد لمشاريع التصفية والعدوان الاسرائيلي وما نواجهه من مؤامرات ولذلك يجب تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية والدفاع عن الثوابت الوطنية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، والحفاظ على القرار الوطني المستقل بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وبصمود الشعب الفلسطيني وبعزيمته وإرادته سنتجاوز المرحلة الخطرة التي تهدد مستقبل المنطقة بأكلمها.
الاحتلال يقف بوجه قيام دولة فلسطينية
حكومة الاحتلال تمارس عنصريتها وتسعي للحيلولة دون قيام الدولة الفلسطينية وهذا الواقع المر والصعب ولا يمكن ان يستمر فهي تمارس عدوانها الظالم ضد الشعب الفلسطيني وتفرض الحصار المالي على القيادة الفلسطينية كما تواصل عدوانها وتهديدها باقتحام قطاع غزة بشكل متواصل ضاربين بعرض الحائط كل القرارات الدولية وما تنص عليه الشرعية الدولية من قوانين وأننا بحاجة ماسة لتفعيل كل الامكانيات واتخاذ الخطوات التي تؤدي الي قيام دولة فلسطين وفضح ممارسات الاحتلال الذي يريد السلام مقابل الامن فقط ولا يهمه قيام دولة فلسطينية.
الاحتلال الإسرائيلي يكثف من إجراءاته العدوانية تجاه أرضنا وشعبنا خاصة في مدينة القدس المحتلة وأهلها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية ويواصل عدوانه الهمجي بشكل متواصل من اجل تطبيق ما يسمى برامج الضم ومخططات التصفية للقضية الفلسطينية، وفي ظل هذه المعطيات وهذا الواقع السياسي والظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية لا بد من العمل على تحقيق المصالحة الوطنية وأننا أحوج ما نكون لإنهاء الانقسام لمواجهة كافة التحديات والمؤامرات وإحباط كل محاولة للمساس بشرعية تمثيل شعبنا ولهذا فإن استعادة وحدة الوطن وإنهاء حالة الانقسام هو أول ما نسعى إلى تحقيقه فوحدتنا الوطنية هي الاساس في مواجهة كل مؤامرات التصفية وضرورة تمتين وتقوية علاقاتنا الفلسطينية تحت راية فلسطين ستشكل السياج الواقي والأمن لحماية الشعب الفلسطيني ومشروعة الوطني.
الوحدة مصلحة فلسطينية
إن إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة يتطلب من جميع الفصائل الفلسطينية الإيمان الحتمي بتحقيق المصالحة وذلك بالسعي لها بكل صدق وإخلاص، لأن إنجاز هذه المصالحة والوحدة هو مصلحة فلسطينية عامة تنعكس على كل أطياف الشعب الفلسطيني.
نعم يجب على الجميع العمل والمقاومة بجد للوصول الى الوحدة ويجب التغلب على على السلبيات التي تظهر على طريق إنجازها، وتعزيز الإيجابيات التي تساهم في توحيد الصف الفلسطيني.
إن إنجاز المصالحة مسؤولية الجميع، مسؤولية كل الفلسطيني، وليس مسؤولية حركتي فتح وحماس فقط، لأن كل الفلسطيني وجميع الفصائل والمؤسسات والفعاليات والأفراد معني بإنجاز المصالحة، فالوقوف في محطة الانتظار من قبل البعض مراهنا على فشل المصالحة إنما يضع حجر عثرة على طريق إنجازها، وأن الاصطياد في الماء العكر لا يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني، لذلك كانت كلمة هنية في الأمس مثالاً واضحاً على العمل الدؤوب من أجل تصفية هذا الماء وإزالة الشوائب منه.
الكيان الصهيوني المستفيد الأكبر من الانقسام الداخلي
إن الانقسام كرس ثقافة أخذت الشعب الفلسطيني إلى حالة الإخوة الأعداء، هذه الثقافة قلبت الأمور رأساً على عقب، وكان المستفيد الأكبر هو المحتل، فهذه الثقافة كرست انقسام الشعب والأرض في جيل فلسطيني تربى في ظل الانقسام، وهذا يتطلب من الجميع جهداً كبيراً في إنهاء ثقافة الانقسام، فلا يمكن في ليلة وضحاها أن تصبح أدوات الانقسام هي أدوات المصالحة دون إنجاز المصالحة فعلاً، حيث يتطلب الأمر من الذين عملوا على تكريس الانقسام الإعتذار للشعب الفلسطيني عموماً، ولأهلنا في قطاع غزة خاصة، لأن أهل غزة هم الذين عانوا من ويلات الانقسام، هذا الانقسام الذي رافقه الحصار الخانق للقطاع، والذي رافقته حروب شنها العدو الصهيوني على القطاع، موقعاً القتل والتدمير والتخريب في كل القطاع، ولم يتم حتى الآن إعادة بناء ما دمره العدو الصهيوني في قطاع غزة.
لذلك نعتبر أن المقاومة والوحدة والهوية الفلسطينية هي أهم الركائز التي تصب في مصلحة القضية الفلسطينية ولذلك يعمل الاحتلال على ضرب أركان هذا المثلث الذهبي.
الوحدة هي الطريق لمواجهة المخاطر الصهيونية
أهمية مواجهة المخاطر التي يسببها الكيان الاسرائيلي تكمن في ضرورة انهاء الانقسام الفلسطيني والعمل على تجسيد الوحدة الوطنية وإطلاق برامج استراتيجية خاصة بعمليات الإصلاح والتغيير والتي باتت تشكل محوراً مهما وحاجة فلسطينية أولاً وأخيراً ولا بد من الاستمرار في الحوار الوطني ووفقاً للمصلحة الوطنية العليا ومن دون مصالح شخصية وذاتية وبعيداً عن الحسابات الضيقة لتنطلق جهود الإصلاح ضمن ورشة الإصلاح والتغيير الكبرى في جميع الاتجاهات والمجالات للتأكيد على أهمية بناء الوطن والمؤسسات والإنسان الفلسطيني القادر على الحفاظ على الوجود الوطني ووحدة الشعب الفلسطيني ومواقفه ورؤيته لمواجهة الاحتلال ومخطط حكومة بينت التصفوي الاستسلامي الذي يهدف للنيل من المؤسسات الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وأرضه ودولته وكل صوت فلسطيني حي يقول لا للاحتلال.
وبات من المهم تشكيل الحكومة الفلسطينية والمناخ الذي تولد به لتحقيق أهداف انهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية وأن تعكس رؤية نحو الإصلاح والتغيير الحقيقي في النهج والممارسة بعيداً عن المصالح الشخصية ومن أجل المصلحة والأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني في تجسيد الديمقراطية وضمان إجراء الانتخابات في جميع أنحاء الأراضي المحتلة.
وفي حصيلة الامر اننا نقف امام مرحلة خطيرة وعدوان اسرائيلي واحتلال ظالم فحان الوقت لجني ثمار العمل والوحدة وبناء جسور الثقة بين الكل الفلسطيني وعودة الروح الوطنية بما يعزز وحدة الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية واستمرار مسيرة نضال شعب فلسطين الذي سيثمر على قيام دولة فلسطين مع التأكيد على ان صراع شعب فلسطين هو صراع مع عدوه الاول الاحتلال الغاصب لأرضنا والسارق لوطننا وستبقى بوصلة فلسطين تجاه الوطن الفلسطيني مستمرة ولن ينالوا من دولتنا ولا من صمود شعبنا مهما تكالبت قوي العدوان والظلم والتآمر ولن تسقط قلاع الثورة وستستمر المقاومة الشعبية حتى قيام الدولة الفلسطينية واحدة موحدة فوق التراب الوطني الفلسطيني.