الوقت- جرت خلال الأيام القليلة الماضية تغييرات في جيش الكيان الصهيوني، حيث عُزل العشرات من قادة القوات الجوية والبرية في الجيش واستبدلوا بقادة جدد. ومن ناحية أخرى، جرى أيضاً تغيير رئيس مجلس الأمن القومي لهذا الكيان. وقبل نحو ثمانية أشهر أيضاً تم استبدال نائب رئيس أركان الجيش الصهيوني من قبل "بيني غانتس" .حيث ان هذه التغيرات تأتي في سياق واحد وعلى ما يبدو تتبع تسير في مسار محدد.
تغييرات الجيش
نشر موقع الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من هذا الأسبوع خبراً حول أن رئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي أقال 18 جنرالا من قادة الجيش ورشح قادة جدد لهذه المناصب. حيث كان جميع قادة السابقين من داعمي نتنياهو وبات القادة الجدد من معارضيه.
تغيير رئيس مجلس الأمن القومي
وفي مطلع الأسبوع الجاري، عيّن رئيس الوزراء الجديد للكيان الصهيوني نفتالي بينيت، " إيال حولتا " محل "مائير بن شبات" مستشاراً لرئيس الوزراء ورئيساً لمجلس الأمن القومي. حيث يحمل "إيال حولتا " في سجله رئاسة مجلس التخطيط السياسي والاستراتيجي ورئاسة مجلس تكنولوجيا الموساد. وكان " مائير بن شبات" من الشخصيات المقربة من نتنياهو التي شغلت هذا المنصب خلال الاعوام الـ 6 سنوات الأخيرة.
تغيير نائب رئيس هيئة الأركان
في نوفمبر 2020 قام أفيف كوخافي بتعيين "هرتسي هاليفي" محل "آيال زامير" كنائب جديد لرئيس هيئة الأركان. وكان اسم هرتسي هاليفي قد طرح في عام 2018 بعد تعيين كوخافي كخيار أول ليحل في منصب نائب الرئيس، لكنه لم يفز بالمنصب بسبب معارضة نتنياهو ، وتم انتخاب آيال زامير، المقرب جدا من نتنياهو، نائبا لرئيس هيئة الأركان.وعادة ما يصبح رئيس الأركان التالي نائب رئيس هيئة الأركان، لذلك هو منصب مهم يتم التنافس عليه دائما. حيث ان استبدال " هاليفي " بـ "زامير" هو في الواقع تغيير للرئيس التالي لهيئة الأركان، وعليه يظهر نفسه منذ الآن ويسلب منصباً آخر من المقربين من نتنياهو ويقدمه لمعارضيه.
مجموع التغييرات المذكورة تتضمن تغيير مناصب الأشخاص الذين كانوا يعتبرون شركاء وحلفاء لنتنياهو. حيث قدم هؤلاء الاشخاص مكانهم الآن لمن هم خصومه الحقيقيون. ومعظم هذه التغييرات، التي تحدث في حكومة نفتالي بينيت، هي محاولة لعزل نتنياهو بشكل دائم عن السلطة. فنفتالي بينيت، على رأس معارضي نتنياهو يقوم بتغييرات من شأنها إضعاف عودة نتنياهو إلى السلطة. علاوة على ذلك، حتى لو تولى السلطة مجدداً في ظل هذه التغييرات، لن يحظى بالدعم طالما أن هؤلاء الأشخاص في مناصبهم.
وكتبت إحدى وسائل الإعلام الصهيونية هذا الأسبوع أن الدافع الرئيسي للحكومة الحالية للوصول إلى السلطة والائتلاف كان دافعاً مناهضاً لنتنياهو وهو لا يزال مستمراً.
وبالتالي يمكن وصف هذه المجموعة من الإجراءات بأنها انقلاب صامت يتبلور في فترة "ما بعد نتنياهو" من خلال خصومه لإزالة أسباب عودته إلى السلطة.