الوقت- تعليقاً على المنهج الإجراميّ الصهيونيّ بحق أصحاب الأرض والمقدسات، وعقب إعدام قوات العدو الإرهابيّ، الأسيرة الفلسطينيّة المحررة، ابتسام كعابنة (28 عاماً- من مخيم عقبة جبر في أريحا) قرب حاجز قلنديا شمالي القدس المحتلة، السبت المنصرم، أصدرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بياناً بشأن استشهاد الشابة التي قتلت برصاص قوات الاحتلال، مؤكّدة أنّ قوات الاحتلال الصهيوني تواصل ارتكابها أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربيّة والقدس المحتلة، متجاهلة أدنى حقوق الفلسطينيين، حيث لا تعطي تلك قوات العدو المدججة بالسلاح، أدنى قيمة لأصحاب الأرض العزل، وتطلق النار بدم بارد على الشبان والأطفال والنساء والفتيات والشيوخ بقصد الإعدام والقتل، ولم تكن جريمة إعدام الأسيرة كعابنة آخر تلك الجرائم، بل سبقتها جريمة جنين، ثم جريمة إعدام الفتى محمد حمايل، وغيرها من الجرائم الكثيرة التي لا تُعد ولا تُحصى.
يوماً بعد آخر، تتزايد الجرائم الصهيونيّة بحق الفلسطينيين، بسبب غياب محاسبة قادة الاحتلال على ما يقترفونه من جرائم ضد الإنسانيّة، حيث أطلقت قوات الاحتلال النار على الأسيرة ابتسام كعابنة، وتركتها ملقاة على الأرض دون تقديم الإسعاف إليها، ولم تسمح بدخول سيارة إسعاف الهلال الأحمر، وبحسب وسائل الإعلام الفلسطينيّة، فإنّ قوات الاحتلال أغلقت على الفور، الحاجز بالكامل، ومنعت مرور المركبات والمارة، فيما أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحرَّرين استشهاد ابتسام كعابنة، وهي أم لطفل كانت قوات العدو قد اعتقلتها في 27 آب/ أغسطس 2016، وحكمت عليها حينها بالسَّجن عاماً ونصف العام.
وفي ظل استنكار لجان المقاومة الفلسطينيّة تلك الجريمة الشنيعة، أكّدت أنّ استمرار جرائم العدو الصهيوني تستدعي إطلاق العنان للمقاومة في الضفة، وملاحقة قادته في المحافل الدوليّة، وأوضحت حركة الجهاد الإسلاميّ في فلسطين، أنّ هذه الجريمة، تجسد أبشع أنواع الاٍرهاب والعدوان الذي يستهدف العزل من أبناء فلسطين، منوهة إلى أن الصمت على هذه الجريمة يمثل "وصمة عار في جبين الهيئات والدول والمنظمات" التي تدعي الاهتمام بحقوق الإنسان، ولمن يتشدقون بالحديث عن الحريات والعدالة، لأنّ هذا الصمت يمثل غطاء للإرهاب وتشجيعاً للعدو الذي يمعن في القتل والإجرام.
ومع تصاعد الجرائم الصهيونيّة بحق الفلسطينيين في الفترة الأخيرة، بسبب صمت العالم والمنظمات الدوليّة المعنية بحقوق الإنسان، على الانتهاكات البشعة للعدو الغاصب، يتمادى العدو القاتل في ارتكاب الجرائم الوحشيّة بحق الأبرياء، في الوقت الذي يتعرض فيه الكيان الصهيونيّ لانتقادات دائمة حول خروقات حقوق الإنسان التي تتم في الأراضي المحتلة الموجهة ضد الفلسطينيين، بما يشبه نظام “أبرتهايد" أو الفصل العنصريّ، وقد اعتبرت لجان المقاومة أن الجريمة بحق الأسيرة المحررة تُعد "استمراراً في مسلسل جرائم العدو بحق أبناء الشعب الفلسطينيّ الصامد".
وفي الوقت الذي ترى فيه لجان المقاومة أنّ تلك الجريمة هي "دليل واضح على أن المقاومة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو الغاصب"، تؤكّد أنّ الكيان الباغي يدرك جيداً أن الدم الفلسطينيّ ليس رخيصاً، وأنّه سيدفع ثمن جرائمه بحق الفلسطينيين، عاجلاً أم آجلاً، فيما ذكرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أنّ دماء الشهيدة كعابنة وغيرها من شهداء فلسطين لن تذهب هدراً، بل ستزيد نار الصراع اشتعالاً، وستجعل الفلسطينيين أكثر تصميماً على مواصلة طريق المقاومة حتى تحرير أرضهم وإزالة الاحتلال عن كل شبر من فلسطين.
ولا يخفى على أحد أنّ الكيان الصهيونيّ المستبد يستبيح أرواح الفلسطينيين دون أيّ رادع أخلاقيّ أو إنسانيّ، وتشير حركة الجهاد الإسلاميّ أنّ هذه الجريمة تؤكد ضرورة التحام كل أبناء فلسطين وقواهم، لمواجهة العدو الصهيوني الذي لا يرحم صغيراً ولا كبيراً ولا رجلاً ولا امرأة، وتحتم على الكل الفلسطينيّ إبقاء جمرة الصراع مشتعلة، والاشتباك مع الاحتلال بكافة الوسائل وخاصة عند حواجز الموت التي تملأ أرجاء الضفة والقدس المُحتلتين، وهذا ما أكّدت عليه الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، حيث بيّنت أنّ جرائم الاحتلال تتطلب استراتيجيّة وطنيّة شاملة تتحمل مسؤوليتها اللجنة التنفيذيّة في منظمة التحرير الفلسطينيّة وحكومة السلطة الفلسطينية، وتتضمّن إعادة النظر في العلاقة بدولة الاحتلال المزعومة، إضافة لوقف التنسيق الأمنيّ معها، ووقف العمل ببروتوكول باريس الاقتصاديّ، ومقاطعة اقتصاد العدو.
ومن الجدير بالذكر، أنّ الكيان الصهيونيّ العنصريّ لم يترك نوعاً من أنواع جرائم الحرب إلا واستخدمها ضد أصحاب الأرض والمقدسات بدءاً من تعذيب الأسرى أو إساءة معاملتهم أو إعدامهم، ومروراً بالجرائم الموجهة ضد المدنيين والتعدي على ممتلكاتهم الشخصية وتهجيرهم قسريّاً، وليس انتهاءً عند التعذيب والإبادة الجماعية، وفي الفترة الماضيّة تزايدت الاعتداءات الهمجيّة العسكريّة لقوات الاحتلال المجرم، وبالأخص من ناحية استهداف وقتل وتهجير وحصار الفلسطينيين ونهب أراضيهم.
كما أنّ جرائم الحرب التي يرتكبها العدو هي برهان على "الحقد الأعمى" الذي يكنه العدوان الصهيونيّ القاتل ضد العرب والمسلمين وبالأخص الفلسطينيين الذين يشاهدون أبنائهم تُقتل بدم بارد أو تموت بسبب الحصار الخانق، ومنازلهم التي عاشوا فيها لعقود تُهدم وتُسلب دون أي ذنب، دون أيّ تحرك عاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيليّة المباشرة على المدنيين العزل ومقدساتهم.
بناء على ذلك، إنّ سر الخلاص الفلسطينيّ يكمن في الوحدة والمقاومة، لوضع حد لجنايات الكيان الصهيونيّ، في ظل منهج الإجرام الوحشيّ الذي تتبعه قوات العدو ضد الشعب الفلسطينيّ الأعزل، خاصة في ظل التحركات الصهيونيّة المكثفة والمتصاعدة للتضييق على أصحاب الأرض والقضاء على حقوق الشعب الفلسطينيّ في أرضه، في إصرار فاضح من حكومة العدو على قتل آخر رمق للسلام الذي يتحدث عنه البعض وبالأخص الولايات المتحدة التي تدعم الكيان بشكل غير محدود وعلى كافة المستويات، وتعرقل بشكل دائم إدانة تل أبيب و إجراء تحقيق دوليّ في سلسلة الجرائم الصهيونيّة.