الوقت- ضجت المواقع الإخباريّة بتصريحات السفير الصهيونيّ السابق لدى القاهرة، إسحق ليفانون، الذي تحدث أنّ الزيارة المتوقعة لرئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو إلى مصر، ستكون لها أهمية كبيرة لإنعاش العلاقات بينهما، مشيراً إلى أهميّة الاجتماعات السابقة بين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال العامين المنصرمين في الأمم المتحدة، ومؤكّداً في الوقت ذاته أنّها مختلفة بطبيعتها عن الاجتماع ضمن زيارة رسميّة.
زيارة مزمعة
أوضح موقع "معاريف" العبريّ أنّ المسؤول الصهيونيّ إسحق ليفانون، حضر عدداً من الاجتماعات بين رئيس وزراء العدو والرئيس المصري الاسبق محمد حسني مبارك، لكن تلك الاجتماعات لم تكن رسميّة، لذلك فإنّه يبارك الزيارة الصهيونيّة المزمعة إلى القاهرة بشكل رسميّ، بعد هذه الفترة الطويلة.
وتتحدث الأنباء عن زيارة لنتنياهو إلى القاهرة لمقابلة أول رئيس عربيّ ثمن الجهود التي أدت إلى التوصل لما يسمى "اتفاق سلام" بين تل أبيب والإمارات، للتطرق إلى مباحثات في الجانب الاقتصاديّ، مع تواجد ثلاثة مواضيع هامة تربط بين السلطات المصريّة والاحتلال، ووفق ليفانون، وهي مكافحة الإرهاب الذي يشكل الكيان أخطر بؤره، بالإضافة إلى "اتفاق الكويز" الثلاثي بين القاهرة وتل أبيب وواشنطن، والذي يقضي بتصدير المنتجات المصرية إلى الأسواق الأميركية بإعفاء كامل من الجمارك بشرط أن يتم استيراد البعض من تلك المنتجات من قبل الاحتلال، وأخيراً وليس آخراً اتفاق الغاز الذي بموجبه تبيع حكومة العدو الغاز الفلسطينيّ المنهوب إلى مصر.
وفي هذا الشأن، دعا المسؤول الإسرائيليّ حكومة كيانه إلى نقاش مسألة تحركات سفير العدو في مصر وحرية الاجتماع مع الشخصيات التي يريدها وألا تكون علاقته منحصرة فقط مع مدير قسم الكيان الغاشم في وزارة الخارجيّة المصرية، وأن يتمتع بنفس حرية الحركة التي يتمتع بها السفير المصري في الأراضي المحتلة، فيما حث نتنياهو على أن يطالب بإلغاء المقاطعة التي تفرضها النقابات المهنيّة في مصر على الكيان الصهيونيّ ومن يتعامل معه.
رفض شعبيّ ونقابيّ
من المؤكّد أنّ الشعب المصريّ يرفض أيّ اجتماع أو لقاء بين مسؤوليه ومسؤولي الكيان، منذ توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" للتطبيع في 17 سبتمبر/ أيلول عام 1978 في الولايات المتحدة، وآخر دليل على ذلك، ما حصل مع الفنان المصريّ، محمد رمضان، لموافقته على التقاط صورة مع مطرب صهيونيّ في الإمارات التي تصف نفسها بالعربيّة، ما أثار عاصفة من الغضب في الشارع المصريّ وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، فيما تم إحياء مواقف النقابات المهنية والعمالية في مصر مجدداً.
ورغم الآراء والأفكار الشعبيّة المعارضة لإقامة علاقات مع العدو الغاصب للأرض العربيّة، إلا أنّ هذه الزيارة ترتبط بشكل وثيق مع دخول عدة دول عربيّة إلى حظيرة التطبيع الأمريكيّة مع كيان الاحتلال، ما أثار تخوفات السيسي حول دور القاهرة في الملف الفلسطينيّ، خلافا لتداعياته على أمنها القوميّ في ظل الحديث عن مشاريع جيوإستراتيجية مشتركة بالمنطقة قد تستثني مصر، إضافة إلى ترتيب الأوراق المصرية - الصهيونيّة قبيل قدوم الرئيس الأميركي الجديد، جو بايدن، إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل.
ووفق مواقع إخباريّة نقلاً عن محللين سياسيين، فإنّ للزيارة شقين هامين الأول اقتصاديّ، يتعلق بخطط النقل المباشر عبر الموانئ في الأراضي المحتلة مما يفقد قناة السويس كثيرا من أهميتها ويحرم مصر من دخل قومي إستراتيجيّ، والثاني إقليميّ ويتمثل في تزايد الدخول الصهيونيّ على دول خليجية بعينها، مما يهدد دور مصر الإقليمي والعربي القيادي المفترض ويهدد دورها في القضية الفلسطينية.
في الختام، يسعى الكيان الصهيونيّ للمحافظة على ما تسمى "اتفاقيات السلام" مع مصر، في الوقت الذي تخشى فيه تل أبيب من تراجع أهميتها بالنسبة للقاهرة في ظل التهدئة في غزة وتراجع التهديد الأمنيّ في سيناء، وتنامي العلاقات الخليجية - الصهيونيّة على حساب العلاقات مع القاهرة، ليبقى السؤال الأبرز دون إجابة، ماذا سيكون الرد الشعبيّ المصريّ على تلك الزيارة؟ ، في ظل الرفض الشعبيّ العارم لموجة التطبيع العربيّة على مستوى الدول والأشخاص حتى، هذا ما ستخبرنا به الأيام القادمة.