الوقت_ لم تترك الإمارات مكاناً للصلح في العالم العربيّ، فإضافة إلى فضائح خيانتها وتطبيعها مع العدو الصهيونيّ، تسعى جاهدة لكم الأفواه التي تندد بتلك الجريمة التي ارتكبتها أبو ظبي بحق القضيّة المركزية للعرب والمسلمين، حيث كشف موقع “مغرب انتلجنس” الفرنسي مؤخراً، تفاصيل تهديد ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد للجزائر، بفرض عقوبات سياسيّة واقتصاديّة ربما تصل إلى إعادة تقييم العلاقة بين البلدين، في محاولة إماراتيّة لإخماد الرفض الجزائريّ لمسألة التطبيع وملفات أخرى.
بعد أن فشلت أبو ظبي في تبرير تحالفها مع العدو الصهيونيّ بذريعة وقف مشاريع ضم الأراضي الفلسطينيّة، رغم أنّ تصريحات المسؤولين الصهاينة فندت كل الادعاءات الإماراتيّة الكاذبة، لا تزال أبو ظبي تروج بكل ما أُوتيت من قوة لاختلاق إيجابيات لفعلتها النكراء إضافة إلى أنّها فتحت "جبهة سياسيّة" ضد المعادين لمسألة التطبيع وعلى وجه الخصوص الجزائر.
وفي هذا الصدد، قال موقع “مغرب انتلجنس” الفرنسي، أنّ الإمارات أبلغت الجزائر عبر مسؤول أمنيّ كبير عن شعورها بالقلق مما وصفته بـ “سياساتها المعادية لها”، مهددةً بـ “مراجعة تعاونهما الاقتصاديّ والثنائي بشكلٍ كامل”، وأشار الموقع إلى أنّ الإمارات هددت بفرض عقوبات سياسيّة واقتصاديّة قد تصل إلى إعادة تقييم العلاقات الثنائيّة برمتها.
وفي الوقت الذي كشفت فيه المصادر أنّ الرسالة السريّة التي أبرقتها أبو ظبي في شهر أيلول المنصرم، وصلت إلى الرئيس الجزائريّ عبد المجيد تبون على وجه السرعة، لم يرد تبون عليها تفادياً لتأزيم الوضع الإقليميّ والعربيّ المتأزم والمعقد أصلاً، وفق الموقع.
وما ينبغي ذكره أنّ التحفّظات الإماراتيّة تركّزت على الملف الليبيّ ومسألة التقارب مع تركيا الإخوانيّة التي تعاديها أنقرة إضافة إلى ملف التطبيع، بحيث ترى الإمارات أن الجزائر وقعت في الفخ التركيّ بما يخص الأزمة الليبية وهو ما يعد تهديداً لمصالحها.
ويشار إلى أنّ العداء الإماراتيّ لأنقرة انعكس على قضيّة الإساءات الصادرة عن الرئيس الفرنسيّ، إمانويل ماكرون، لأهم رمز إسلاميّ وهو النبيّ محمد (ص)، حيث طغى حينها العداء التركيّ - الإماراتيّ النابع من الخلافات الايديولوجيّة والجيوستراتيجيّة، على المشهد ما جعل دولة الإمارات التي تسمي نفسها بالعربيّة في موقف الدفاع عن موقف ماكرون على خلفيّة الجدل الذي طاله في الأوساط الإسلاميّة، والمتعلّق بموقفه من الرسوم الكاريكاتوريّة المسيئة للنبي الأكرم.
وإنّ تناقض المصالح والعداء الدفين بين تركيا والإمارات، والذي يمثل جزءاً من الخلافات الكبيرة بين أنقرة والدول الخليجيّة، جعل أبوظبي تتخذ مواقف مخجلة مشابهة للمواقف السعوديّة التي وصفت بالـ "مشلولة" تجاه نصرة الدين الإسلاميّ، حيث أشار وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجيّة، أنور قرقاش وقتها، إلى أنّه يجب الاستماع إلى ما قاله ماكرون حرفيّاً في خطابه، وأوضح أنّه محقّ تماماً في مواقفه ولا يريد عزل المسلمين في الغرب، معتبراً أنّه يجب على المسلمين أن يندمجوا بشكل أفضل، وأنّه من حقّ سلطات باريس البحث عن طرق لتحقيق ذلك بالتوازي مع مكافحة التطرّف والانغلاق المجتمعيّ، وفق تعبيره.
ورغم أنّ الإمارات أصدعت رؤوسنا بالخطوات العمليّة للتطبيع التي تحمل في طياتها وعوداً ببناء جسور جديدة لتخفيف تصعيد النزاعات القائمة ومنع نشوب صراعات جديدة في المستقبل، أوضح الموقع أنّ الإمارات لم تخفِ غضبها من تصريح الرئيس تبون حول التطبيع والهرولة باتجاهه، بل ذهبت أبعد من ذلك، فوصفت تصريحاته في رسالتها بـ “العداء المعلن”، لافتاً إلى أن التوتر بين البلدين بلغ ذروته بعد تصريحات تبون عن الدول العربيّة التي تطبع علاقاتها مع العدو الصهيونيّ في 20 أيلول المنصرم.
وفي ظل غياب الرد الجزائريّ ودون لمس أيّ تغيير في سياسات هذا البلد، قرّرت أبو ظبي فتح قنصليّة لها في مدينة "العيون" في الصحراء الغربيّة، خلال شهر تشرين الثاني الجاري، كرد واضح مفاده أننا "لم نعد في خندق واحد".
و"الصحراء الغربية" هي منطقة مُتنازع عليها، تقع في شمال إفريقيا، و يُسيطر المغرب على أجزاء كبيرة منها ويدعي أن الإقليم تابع له بشكل رسميّ،
ويصنف ضمن قائمة الأمم المتحدة للأقاليم غير المحكومة ذاتياً، ، فيما اندلعت حرب بين البلدان حول ملكية المنطقة، فتأسست حركة قومية صحراويّة عُرفت بجبهة "البوليساريو" والتي أعلنت في وقت لاحق عن تأسيسها "الجمهوريّة العربيّة الصحراويّة الديمقراطيّة" و شكلت حكومتها في "تندوف" بالجزائر.