الوقت- عقب توقيع اتفاق الاستسلام بين العدو الصهيونيّ وكل من الإمارات والبحرين في البيت الأبيض، الشهر الفائت، تحت عباءة الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب، وممثلي الدول الثلاث، تصادق الهيئة العامة لبرلمان الاحتلال أو ما يعرف بالكنيست، في الـ 15 من الشهر الحاليّ، على ذلك الاتفاق، بعد أيام من مصادقة حكومة العدو، إلا أن البنود السريّة للاتفاق الموقع لن يتم طرحها أمام الكنيست إلا في جلسة خاصة بعد مصادقته نهائياً، وفق هيئة البث العبريّة.
تفاصيل سريّة
قبل أسبوع تقريباً، طالب رئيس ما تسمى لجنة الأمن والخارجيّة في الكنيست الإسرائيليّ، النائب تسفي هوزر، رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، تقديم تقرير بشأن التفاصيل السريّة للاتفاق مع الإمارات، للإشراف عليه برلمانيّاً حتى قبل المصادقة عليه بالكنيست، ومن ثم وافق نتنياهو على الطلب، لكنه أرجأ الجلسة المقرر أن يكشف خلالها عن تلك البنود إلى الأسبوع المقبل، أي بعد مصادقة الكنيست نهائيّاً على الاتفاق.
ومن المتوقع أن تحصل لجنة الأمن والخارجيّة بالكنيست على التفاصيل السريّة للاتفاق، لكن بعد التوقيع عليه، وبذلك تكون الرقابة البرلمانيّة على الاتفاق في المرحلة التي لا يمكن للكنيست خلالها التأثير عليه أو تغييره إذا تطلّب الأمر.
وما ينبغي ذكره، أنّ نتنياهو عشيّة توقيع الاتفاق مع الإمارات، أكّد أنّه لن يدخل حيّز التنفيذ إلا بعد مصادقة الحكومة والكنيست، حيث صادقت حكومة العدو، الاثنين المنصرم، على اتفاق تطبيع العلاقات بين الكيان الغاصب ودولة الإمارات التي تُسمي نفسها بالعربيّة، والذي تم توقيعه في 15 أيلول الفائت، خلال احتفال في البيت الأبيض، وبرعاية الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب.
صفقة مجهولة
في الوقت الذي سيدخل فيه الاتفاق حيز التنفيذ بعد مصادقة الكنيست عليه في جلسته المقررة يوم الخميس في الـ 15 من الشهر الحاليّ، ترفض القائمة العربيّة المشتركة هذا الاتفاق، والتي تضم 4 أحزاب عربيّة في الكنيست، أيّ 15 عضواً من أصل 120، باعتبار أنّه إحدى صفقات السلاح الكبرى التي نفذها الكيان الصهيونيّ في السنوات الأخيرة.
ووفق تصريحات للنائب العربيّ عن القائمة المشتركة، سامي أبو شحادة، فإنّ غياب قضيّة الصراع العربيّ - الإسرائيليّ بشكل كامل تقريباً عن "اتفاق الاستسلام" هو أحد أسباب رفضه من قبلهم، وأوضح أنّ الصراع العربيّ - الإسرائيليّ لم يكن أبداً يدور حول مسائل اقتصاديّة، بل على أساس الاحتلال الصهيونيّ لفلسطين والأراضي التابعة لدول عربيّة أخرى.
وبيّن شحادة أنّ الصفقة التي يتم الحديث عنها والتي تتجاهل الاحتلال والشعب الفلسطينيّ تُبعد السلام ولا تقربه، وعبّر عن قلق القائمة المشتركة من الحاجة لملاحق سريّة لاتفاق "سلام" بين الإمارات والكيان اللّذين لم يتحاربا أبداً، ما يثبت أن لديهما ما يخفيانه، مشدداً عن أنّ الاتفاق الإماراتيّ – الصهيونيّ سيقود إلى الكثير من الدمار والقليل من السلام.
ومن الجدير بالذكر، أنّ المنامة وأبوظبي وقعتا على اتفاق العار مع العدو الغاشم دون حق معرفة بنوده، وفق مراسلة صحيفة "هآرتس" العبريّة، نوعا لانداو، التي وجدت في العاصمة الأمريكيّة واشنطن يومها، وفضحت المحاولات المتكررة لأعضاء الوفد البحرينيّ داخل الفندق، لكي يعرفوا ما هي النسخة الفعليّة التي سيوقعها وزير خارجيّتهم في البيت الأبيض، فيما أعد ترامب ونتنياهو الوثيقة مسبقاً دون علمهم، لتصبح مهمتهم التوقيع على الاتفاق فقط، دون أدنى دراية على ماذا سيوقعون.
بناء على ذلك، يبدو أنّ نتنياهو من خلال تلك المخططات الخبيثة، يحاول جاهداً أن يحصل على موافقة الكنيست، دون إعطائه حق قراءة البنود السريّة، كما فعل تماماً مع الإمارات والبحرين يوم توقيع اتفار العار، لأنّه من المؤكّد أنّ تلك البنود التي وُصفت بالسريّة ستثير حفيظة الكنيست حول هذا اتفاق أو بعض فقراته، الشيء الذي يُهدده بالكامل، وهذا ما لا يريده نتنياهو.