الوقت-رفضت قطر تسلّم رئاسة جامعة الدول العربية بديلاً من دولة فلسطين التي تخلّت عن رئاسة الدورة العادية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، ردّاً على إعلان التطبيع الإماراتي والبحريني مع تل أبيب.
قطر أكّدت تمسّكها بحقها في الرئاسة للدورة المقبلة، فيما جاء اختيار الدوحة وفق الترتيب الهجائي لأسماء الدول، واستناداً إلى النظام الداخلي لمجلس جامعة الدول العربية.
موقف الدوحة جاء بعد أيام من ذكر المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر أن بلادها لن تنضم إلى دول الخليج في إقامة علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل" حتى يتم حل النزاع مع الفلسطينيين.
وأشارت في حديث لوكالة "بلومبيرغ" الى أن الحل لا يمكن أن يكون بالتطبيع، وأن جوهر الصراع هو حول الظروف القاسية التي يعيشها الفلسطينيون كأشخاص من دون وطن ومعاناتهم تحت وطأة الاحتلال.
وفيما لم تعلن قطر التطبيع مع "إسرائيل" كالإمارات والبحرين، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية أن جهات في الخليج قالت لاذاعة "كان" الإسرائيلية إن ضغوطاً أميركية تمارس على قطر للموافقة على تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" بصورة رسمية مقابل إلغاء المقاطعة من قبل السعودية مصر الامارات والبحرين. ووفق وسائل الإعلام فإن قطر حتى الآن ترفض ربط القضيتين.
كما كشفت جهات أُخرى في الخليج للإذاعة المذكورة أن قطر تخشى من أن يمسّ اتفاق تطبيع علني مع "إسرائيل" بمكانتها في أوساط الفلسطينيين.
وتعليقاً على موقف جامعة الدول العربيّة من التطبيع الإماراتي والبحريني مع الاحتلال الإسرائيلي، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي "لا يشرفنا رؤية الدول العربية تهرول للتطبيع مع الاحتلال خلال رئاستنا لمجلس الجامعة"، معلناً أنّ فلسطين قررت التخلي عن دورها كرئيس للدورة الحاليّة لجامعة الدول العربية.
القرار الفلسطيني جاء بعد إعلان جامعة الدول العربية أن الاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة "لم يتوصل لتوافق حول مشروع القرار الفلسطيني لرفض الاتفاق على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات".
"حماس" اعتبرت أن قرار تخلي فلسطين عن حقها في ترؤس مجلس جامعة الدول العربية بدورته الحالية، رسالة احتجاج واضحة على سياسة الجامعة، وتشدد على أن الأخيرة انحرفت عن مسارها.
نتائج الاجتماع لاقت استنكاراً فلسطينيّاً واسعاً، حيث اعتبرت مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية، أنّ موقف الجامعة العربية سيفسح المجال لدول أخرى للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
يذكر أن المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات ومصر أعلنوا قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر عام 2017 موجهين الاتهامات إلى الدوحة برعاية الإرهاب وضرب الاستقرار بالمنطقة وعدم تنفيذ اتفاق الرياض.