الوقت- نفذت قوات الحرس الثوري الإيراني فجر يوم الاربعاء الماضي هجمات صاروخية على قاعدتين عسكريتين امريكيتين في العراق وذلك رداً على الهجوم الإرهابي الأمريكي الخبيث الذي نفذته طائرات بدون طيار أمريكية وقتلت قائد قوة القدس الحاج "قاسم سليماني" وعددا من رموز محور المقاومة قبل نحو اسبوعين في العاصمة العراقية بغداد. يذكر أن هذه هي المرة الأولى منذ عقود، التي ترد فيها حكومة بلد ما على هجوم إرهابي أمريكي، وتقوم باستهداف قواعدها العسكرية التي تشكل عمودها الفقري في المنطقة.
تفاصيل الهجوم الصاروخي الذي نفذته قوات الحرس الثوري على القواعد الامريكية
أعرب العميد "أمير على حاجي زادة" قائد القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الايراني بان الثمن لدم الشهيد اللواء "قاسم سليماني" هو اخراج كافة القوات الامريكية من المنطقة، معتبرا أن الهجمات الصاروخية الاخيرة على القاعدتين الامريكيتين بانها تشكل البداية لهذه المسيرة. وفي هذا السياق، قال قائد القوات الجوية والفضائية في الحرس الثوري الإيراني، إنه "بعد الهجمات الصاروخية" على القواعد العسكرية الأمريكية في العراق، استخدمت طهران وسائل الحرب الإلكترونية، ما جعل من المستحيل إرسال ونقل الصور بواسطة طائرات أمريكية مسيرة". ووفقا له، تسبب هذا في "ذعر الجيش الأمريكي، بحيث أنهم لم يتمكنوا من تقييم درجة الضرر الناجم عن القصف".
وأضاف العميد "حاجي زادة" : "لقد جعلنا جميع الطائرات المسيرة التي تحلق فوق قاعدة عين الأسد العسكرية خارج سيطرة القوات الأمريكية، وقطعنا اتصالاتهم لفترة من الوقت، الأمر الذي أرعب الأمريكيين". وأوضح العميد أيضًا أن طهران التي تقوم بعملية "الشهيد سليماني"، لم تكن تريد أن يؤدي الهجوم إلى سقوط ضحايا بين العسكريين. ومع ذلك، حاولت تحقيق بداية لطرد القوات الأمريكية من المنطقة. وأكد أن هذه ليست سوى العملية الأولى من العمليات المعدة. وأضاف "حاجي زادة"، قائلا: "إذا كانت إيران تنوي قتل الجيش الأمريكي، فستخطط لعمليات مع عدد كبير من الضحايا". ووفقا للعميد "حاجي زادة"، فلقد تم إطلاق 13 صاروخًا على القواعد الأمريكية فجر يوم الاربعاء الماضي. وأكد أن إيران مستعدة لإطلاق مئات الصواريخ في الساعات الأولى، كما أعدت آلاف الصواريخ للاشتباكات المحتملة بين الجانبين. وخلص العميد "حاجي زادة" إلى أن "الانتقام الرئيسي، كما ذكر المرشد الأعلى سماحة السيد آية الله خامنئي، هو طرد أمريكا من المنطقة".
إيران تحذر أمريكا من رد قاسٍ وأكثر شدة
في أعقاب قيام قوات الحرس الثوري الايراني بشن هجمات صاروخية على قاعدتين أمريكيتين بحوالي 13 صاروخ باليستي فجر يوم الاربعاء الماضي رداً وانتقاماً لدماء الشهداء الذين استشهدوا على أيادي الغدر والخيانة الامريكية قبل نحو أسبوعين في العاصمة العراقية بغداد، أعلن مساعد شؤون العمليات في الحرس الثوري الايراني "عباس نيلفروشان" أنه "يتوقع مغادرة الجيش الامريكي من الشرق الاوسط بعد تلقيه الرد على مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني". وأكد "نيلفروشان" أن "انتقام المقاومة الجغرافي على اغتيال قاسم سليماني سيكون مؤلما جدا وخارج السيطرة ونتوقع أن يضطر الأمريكيون مغادرة المنطقة بعد ذلك الرد". وفي سياق متصل قال العميد "نيلفروشان" إن "صواريخ حرس الثورة أصابت أهدافها بدقة في القواعد الأمريكية والعدو لم يكن قادرا على حرف أو إسقاط أي منها".
وأوضح العميد "نيلفروشان" أن قاعدة "عين الأسد" هي عين الفتنة والمكان الذي كان يتم فيه التخطيط والتنفيذ لعمليات أميركا الإرهابية في المنطقة واغتيال الشهيد الفريق قاسم سليماني تم التخطيط له فيها وجرى تنفيذه انطلاقا منها لذلك قرر حرس الثورة الإسلامية دك غرفة عمليات الاغتيال وتدمير قيادة الاستكبار في المنطقة. وأضاف، "نحن لا نرغب في شن حرب شاملة ولكننا مستعدون بشكل كامل لتحقيق أهداف الثورة الإسلامية"، مؤكدا أنه "إذا أخطأ الأعداء فسنرد بشكل رادع يكون على مستوى وشأن الشعب الإيراني". كما أعرب مساعد قائد الحرس الثوري الإيراني العميد "عباس نيلفروشان"، إن أي اعتداء على طهران سيؤدي إلى تدمير القواعد الأمريكية في المنطقة، متوعدا إسرائيل بالرد بأسلحة لم يعلن عنها من قبل إذا هاجمت إيران.
اعتراف وسائل الاعلام الكردية بالأضرار الجسيمة التي لحقت بالقاعدة الامريكية
في أعقاب انتشار الكثير من ردود الفعل على الهجمات الصاروخية الإيرانية الاخيرة على القواعد الامريكية في العراق، نشر الصحفي العراقي الكردي "بختيار غوران" ليلة يوم الخميس الماضي صوراً من داخل قاعدة "عين الأسد" التي تم استهدافها من قبل قوات الحرس الثوري الإيراني بعدد من الصواريخ الباليستية فجر يوم الأربعاء الماضي في حسابه الرسمي على تويتر وهنا تجدر الاشارة إلى أن الصور التي نشرها هذا الصحفي الكردي العراقي، كشفت جزءًا بسيطاً من الأضرار التي لحقت بهذه القاعدة الأمريكية.
خبير في معهد "جيمس مارتن": كان لدى إيران خريطة لقاعدة "عين الأسد"
أعرب "ديفيد شميلر"، المحلل في معهد "ميدلبري" بأن الصور التي حصلت عليها شركة "بلينت بلت" التجارية ومعهد "ميدلبري" للدراسات الدولية، تُظهر حظائر الطائرات ومباني أصابها وابل من الصواريخ الإيرانية التي أطلقت في وقت مبكر من صباح الأربعاء الماضي وتكشف الصور أيضا مدى الأضرار الناجمة عن الضربة الإيرانية على القاعدة الجوية في العراق، حيث لحقت الأضرار ما لا يقل عن خمسة هياكل في قاعدة عين الأسد الجوية في العراق، في محافظة الأنبار وهذا الامر يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأنه كان لدى إيران خريطة لقاعدة "عين الأسد".
ما لا يقل عن 400 قتيل وجريح في الرد الصاروخي الإيراني على قواعد أمريكا في العراق
قال الخبير في شؤون غرب آسيا "محمد علي مهتدي"، إن "الرد الصاروخي الإيراني الذي استهدف قاعدتين امريكيتين في العراق خلّف أكثر من 100 قتيل وأكثر من 300 جريح". وأكد خبير شؤون منطقة غرب آسيا على أن عددًا كبيرًا من الطائرات العسكرية ومروحيات الأباتشي والطائرات الأمريكية من دون طيار قد تم تدميرها وإحراقها في الهجوم الصاروخي الذي نفذته قوات الحرس الثوري الايراني فجر يوم الاربعاء الماضي على عدد من القواعد الامريكية المتمركزه في العراق. وأشار "مهتدي" إلى أن "ترامب" لا يمكنه الاعتراف بحجم الضرر الذي ألحقته الصواريخ الإيرانية بالقواعد الأمريكية، لأنه إذا فعل ذلك، فإن العديد اقرباء المقتولين والمجروحين سوف يقومون بتأجيج الرأي العام الامريكي ضد الحكومة وضد رئيس أمريكا.
قائد القوات اللاتفية المتمركزة في العراق.. الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة عين الأسد كان أكثر قوة من الهجمات السابقة
قال قائد القوات جمهورية لاتفيا المتمركزة في العراق "اندرس براسين"، إن "الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة الأسد كان أشد من الهجمات التي شهدوها من قبل، حيث قال "لقد كان هجومًا مكثفًا للغاية، وأحد جنودنا الذي كان يقوم الان بمهمته السادسة في العراق والذي شهد مرارًا وتكرارًا العديد من الهجمات بالهاون والصواريخ، يقول إن هذا الهجوم كان الأكبر والأخطر". وأضاف "براسين" إن الهجوم كان أقوى 100 مرة من الهجمات السابقة، ولفت إلى أن الصواريخ الباليستية المستخدمة كانت تحتوي على 600 إلى 900 كجم من المتفجرات. وأكد قائد القوات اللاتفية إن جميع الصواريخ الايرانية أصابت منشآت عسكرية وتسببت في أضرار جسيمة للمدرج والمنشآت الأخرى.
تراجع السيناتور الجمهوري بعد تصريحات قائد القوات الجوية في الجيش الايراني
بعد تصريحات أدلى بها العميد "حاجي زاده"، قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني، تراجع "ليندسي غراهام"، السيناتور الجمهوري البارز عن تصريحاته السابقة وذلك لأنه خاف من ردود الفعل الإيرانية التي قد تحدث، وقال إنه لا يرى "أي انتقام في الوقت الحالي". وقال إنه "بدلاً من ذلك، يجب على الولايات المتحدة أن تسعى لتحقيق أهدافها الاستراتيجية فيما يتعلق بإيران".
الركوب على أمواج الدعاية الضخمة المناهضة لإيران
كان الهجوم الصاروخي الإيراني على القواعد الامريكية الاول من نوعه وكان أيضا حاسماً للغاية وفي هذا السياق، ذكرت العديد من المصادر الاخبارية بأن الرئيس الامريكي "دونالد ترامب" أعرب في خطابه الذي صرح به في البيت الأبيض عقب الهجوم الصاروخي الايراني على قواعد بلاده في العراق، عن استعداده للسلام مع طهران، وكذلك تراجع السيناتور الجمهوري "ليندسي جراهام" عن تصريحاته المتسفزه وأوضح أن الولايات المتحدة لن تسعى للانتقام من طهران وكل هذه الامور تؤكد بما لا تدع مجالا للشك بأن الدخول في مواجهات عسكرية مع القوات الإيرانية سوف يكون باهظ التكلفة بالنسبة للجانب الأمريكي وأن الهجمات الصاروخية الإيرانية الاخيرة ضد الأهداف الأمريكية الواقعة على الأراضي العراقية قد أضرت بشدة بسمعة واشنطن ومصداقيتها في العالم.
ومع ذلك، ونظرًا لتزامن هذه الهجمات الصاروخية الناجحة والمتميزة مع الحادثة غير المتوقعة لسقوط طائرة الركاب الاوكرانية في العاصمة الإيرانية طهران، فقد بذلت وسائل الإعلام الغربية والعربية جهودًا كبيرة لتسليط الضوء على الخطأ الإنساني الذي تسبب في تحطم هذه الطائرة في طهران. كما قامت تلك الوسائل الاعلامية بنشر العديد من التقارير المفبركة والمغلوطة لتضليل الرأي العام العالمي وصرف نظره عن الانتصارات التي حققتها قوات الحرس الثوري على القوات الامريكية في العراق ولهذا فإنه يمكن القول بأنه هذا الاستغلال الاعلامي لحادثة الطائرة الاوكرانية لن تؤثر على مجريات الامور والمعادلات الإقليمية وذلك لأن الهجمات الصاروخية الايرانية الاخيرة كانت الاولى من نوعها التي تمكنت من تغيير ميزان المعادلات وتوازن القوى في المنطقة.