الوقت- مرّة أخرى، تشنّ قوات الجيش النيجيري هجوماً عنيفاً على المسلمين الشيعة الذين خرجوا في مظاهرات سلمية تطالب بإطلاق سراح الشيخ "إبراهيم الزكزكي" زعيم الحركة الإسلامية والزعيم الروحي للشيعة في نيجيريا، حيث هاجمت قوات الجيش والشرطة النيجيرية المتظاهرين الذين شاركوا في تلك المسيرات السلمية التي خرجت في مدينة "كادونا" النيجيرية، وأفادت بعض المصادر المحلية بأن قوات الشرطة النيجيرية فتحت النار بشكل مباشر وعشوائي على أولئك المتظاهرين، ما أدّى إلى استشهاد شخصين وجرح 40 آخرين وُصفت جراح بعضهم بالخطيرة، وإضافة إلى ذلك قامت الشرطة النيجيرية باعتقال العديد من المتظاهرين الجرحى، وساقتهم إلى سجونها السرية ولقد بررت قوات الجيش والشرطة النيجيرية جرائمها هذه بحق المتظاهرين الشيعة، بأنهم كانوا مسلحين ببعض الأسلحة النارية، وببعض السكاكين، ولكن الصور التي تم تداولها بشكل كبير في وسائل الإعلام المحلية والخارجية أكدت بأن المتظاهرين لم يحملوا أي أسلحة تُذكر، وإنهم مجرد متظاهرين خرجوا بشكل سلمي للمطالبة بالإفراج عن زعيمهم الروحي.
كثيراً ما تكذب قوات الشرطة النيجيرية وتلفّق الكثير من الادعاءات الباطلة لتبرّر جرائهما وعمليات القتل والانتهاكات الوحشية التي تقوم بها بحق أبناء الحركة الإسلامية النيجيرية ولا سيما الطائفة الشيعية القاطنة في هذا البلد ولقد أكدت الحركة الإسلامية النيجيرية من جانبها أن التظاهرات التي يشارك فيها المدنيون من النساء والشباب والأطفال الشيعة دائماً ما تكون سلمية ووفقاً للعديد من التقارير الإخبارية فلقد قامت قوات الجيش والشرطة النيجيرية خلال السنوات الماضية بشنّ العديد من الهجمات الوحشية على المدن والمقار والحسينيات التابعة لشيعة نيجيريا، وأدّت تلك الهجمات غير الإنسانية إلى استشهاد وجرح الآلاف من أبناء المذهب الشيعي في نيجيريا، فقبل عدة سنوات قامت قوات الشرطة النيجيرية بشنّ هجوم وحشي على حسينية "بقية الله" الواقعة في مدينة "زاريا" النيجيرية التي كانت تحّضر لمراسم ولادة الرسول الأكرم (ص)، ما أدّى إلى استشهاد عدد من قادة الحركة الإسلامية النيجيرية وجرح 300 من المواطنين الشيعة، وفي ذلك الوقت قامت الشرطة النيجيرية بفرض حصار على منزل الشيخ "الزكزاكي" وأعلنت بأن أبناء المذهب الشيعي كانوا يعتزمون اغتيال "توكور بوروتاي" رئيس أركان الجيش النيجيري ولكن الشيخ "الزكزاكي" نفى كل هذه الادعاءات جملة وتفصيلاً وصرّح قائلاً: "عندما يكون أفرادنا غير مسلحين فكيف يمكننا مهاجمة موكب الجيش، ولماذا لم يصب أيٌّ من أفراد الجيش وواصلوا طريقهم؟"، وكشف زعيم الحركة الإسلامية في نيجيريا الشيخ "إبراهيم الزكزاكي" عن أن السعودية هي من موّلت تنفيذ الجيش النيجيري مجزرة "زاريا".
يذكر أن الشيخ "ابراهيم الزكزاكي" تعرّض للعديد من محاولات الاغتيال، بعض منها في أعوام 1999 و2007 و2015 وفقد إحدى عينه وأصيبت زوجته بجروح بالغة واستشهد 6 من أبنائه خلال الأعوام السابقة على أيدي قوات الجيش النيجيرية ويتمتع هذا الشيخ الجليل بشعبية كبيرة في نيجيريا من قبل الشيعة والسنة على حدِ سواء ومن جهة أخرى فإن المسيحيين في نيجيريا يعتبرونه شخصية دينية كبيرة.
إن كل هذه الهجمات الوحشية التي تقوم بها قوات الجيش والشرطة النيجيرية بحق هذه الطائفة المظلومة التي انتشرت بشكل كبير وأضحت أكبر تجمّع شيعي في القارة السوداء، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن هناك مؤامرة يقودها التيار السلفي الوهابي ضد الشيعة في نيجيريا وخاصة السعودية التي تنفق الكثير من الأموال لنشر الوهابية في قارة إفريقيا وبالأخص في نيجيريا، ونظراً لتزايد عدد الشيعة خلال السنوات الماضية في هذا البلد، فإن هذا الأمر قد أثار حنق علماء آل سعود في السعودية، ولهذا فإنهم لم يدّخروا جهداً لإثارة الطائفية، وخلق الفرقة بين المسلمين السنة والشيعة في نيجيريا، وهنا تؤكد العديد من التقارير الإخبارية بأن السعودية قدمت الكثير من الدعم المالي والعسكري للحكومة ولقوات الجيش والشرطة النيجيرية لكي يتسنّى لها القيام بعملياتها الإجرامية ضد أبناء المذهب الشيعي العزًل وهذا الشيء يؤكده رفض المحكمة الاتحادية النيجيرية لشكوى قدمها زعيم الحركة الإسلامية الشيخ "ابراهيم الزكزكي" الذي تعتقله السلطات منذ أكثر من ثلاث سنين.
لم يكن الاضطهاد الذي تعرّض له أبناء المذهب الشيعي في نيجيريا حائلاً دون إحياء المراسم الحسينية، فعلى الرغم من حملات التنكيل التي مارستها وتمارسها الحكومة والشرطة النيجيرية بحق أولئك المظلومين والاستمرار في اعتقال زعيمهم الروحي وقتل وجرح وسجن المئات من أبناء جلدتهم، بتمويل ودفع من السعودية، إلا أنهم استمروا في إقامة المآتم الحسينية لكي يستلهموا منها الصبر والعزيمة والقوة والثبات على الموقف.