الوقت - أجبرت المحكمة الأمريكية مؤخراً شركة طيران الإمارات على دفع غرامة مالية كبيرة لمواطن نيجري قام موظفو الشركة بالاعتداء عليه وضربه أثناء رحلة جوية من نيجريا إلى أمريكا.
وفي التفاصيل فإنّ مواطناً نيجيرياً في السبعينات من عمره كان يسافر على متن طائرة تقلّه من نيجيريا إلى شيكاغو للقاء أسرته، عندما وقع الحادث على متن طائرة خطوط الجو الإماراتية التي أقلعت من دبي في فبراير الماضي، واتهم المواطن النيجري أفراد رحلة تابعة لطيران الإمارات بتقييده وتوجيه عدة لكمات في الوجه خلال رحلة طيران دبي إلى شيكاغو.
وأشار المحامي هوارد شافنر، من شيكاغو، إلى أنَّ موكله كان يجلس في المقعد الخاطئ عندما طلبت: " منه مضيفة الطائرة تغيير المقعد". "لم يكن يدرك أنه يجلس بمقعد مختلف، وحدث جدل وتعرّض للاعتداء في تلك الأثناء".
وبحسب محامي المواطن النيجري فإن الخلاف اندلع حينما نهض أوكسون (المسافر) من مقعده لدخول المرحاض، وحينما عاد جلس في مقعد خاطئ من غير قصد، وقال إن موكله كان مضطرباً حينما طلبت منه مضيفة الطائرة الانتقال، وكان يريد "أن يأخذ معه حقيبته التي كانت بالمقصورة العلوية"، وقال المحامي إن موكله لم يدرك السبب وراء مطالبة طاقم الطائرة له بالانتقال، وزعم أن العجوز يفهم ويتحدث الإنكليزية، ولكنه يواجه بعض الصعوبة في فهمها حينما يتحدثها شخص غير نيجيري، وأوضح المحامي إن الشجار تصاعد في ذلك الحين وقام أحد أفراد طاقم الطائرة بلكم أوكسون على وجهه "مرة واحدة على الأقل"، ما ترك "تورّماً كبيراً"، وجروحاً كبيرة على معصميه وكاحليه"، قائلاً إنه يعتقد أنها ناجمة عن الحبل المستخدم في تقييد أوكسون، وزعم أيضاً أن فم أوكسون قد تم إغلاقه بشريط وتركه لساعات على متن الطائرة "من دون أي طعام أو ماء".
ونقلت الشبكة الأمريكيّة عن محامي الرجل قوله إن أوكسون ظل خاضعاً للعلاج لعدة أيام، وكان "مشوشاً" بعد الحادث، وقال المحامي "الرجل لم يقترف خطأً سوى أنه جلس بمقعد آخر، وحتى ذلك لا يمنحكم الحق في ضربه".
الشرطة الأمريكية لم توجه أي تهمة للمواطن النيجري
وما إن وصل المواطن النيجيري إلى مطار شيغاغو حتى استقبله مسؤولو الوكالة الأمريكية للجمارك وحماية الحدود مصحوبين بضباط من إدارة شرطة شيكاغو وإدارة المطافئ، وقاموا بنقله إلى سيارة إسعاف كانت في انتظاره كي تقلّه إلى مستشفى مجاور، من أجل فحصه طبياً.
ورغم أن الخطوط الجوية الإماراتية زعمت تسليم أوكسون إلى الشرطة، إلا أن الشرطة الأمريكية لم توجّه أي اتهامات ضده في أعقاب الحادث، وذكر مايكل كرزاك، أحد الشركاء بمكتب كليفورد القانوني بشيكاغو، أن الحادث يمثّل حالة أخرى من حالات المبالغة في ردّ الفعل من قبل موظفي الخطوط الجوية، وذكر كرزاك على الموقع الالكتروني للشركة: “مرة أخرى، نجد موظفين بالخطوط الجوية يبالغون في ردة فعلهم تجاه أحد المواقف التي لا تمثل خطراً أو تهديداً للآخرين على الإطلاق".
الخطوط الجوية الإماراتية تتذرع بحماية الركاب
من جانبها اعترفت الخطوط الجوية الإماراتية بما حدث، وقال المتحدث باسم الخطوط لشبكة نيوز ويك "رغم الجهود التي بذلها طاقمنا للتدخل وإقناعه، أزعج أوكسون المسافرين الآخرين مراراً، ورفض الجلوس بالمقعد المخصص له، وذهب للجلوس بأحد مقاعد درجة مختلفة، ونتيجة لذلك، قام طاقمنا بمنعه وتقييده"، وقال المتحدث: “طاقم طائراتنا مدرب تدريباً عالياً على ضمان سلامة وأمن المسافرين، وكانوا يهتمون برعاية أوكسون باستمرار على مدار فترة الرحلة، وتحظى سلامة وأمن ركابنا بأهمية قصوى، ولن يتم التنازل عن ذلك مطلقاً”.
يذكر أن أوكسون كان خلال رحلته هذه قد حصل لأول مرة على تأشيرة لدخول أمريكا، وكان مسافراً إلى شيكاغو للقاء زوجته وابنه وابنته الذين هاجروا إلى أمريكا في وقت سابق، وظلت أسرته في انتظاره بمطار شيكاغو لساعات طويلة، قبل أن يتم إخبارهم بنقله إلى المركز الطبي لجامعة شيكاغو لعلاجه من الجروح والندبات.