الوقت - فشل الكيان الإسرائيلي في إقناع العالم بمزاعمه حول ما أسماه تمكّنه من الاستيلاء على وثائق سرية تتعلق بملف إيران النووي.
وخلال مقابلة أجرتها شبكة "بي بي سي" البريطانية مع سفير الكيان الإسرائيلي في لندن "مارك ريجيف" أخفق الأخير في إقناع مقدّم البرنامج بمزاعم تل أبيب بشأن ما أسمته عملية سرية لجهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" لسرقة وثائق مزعومة من إحدى المواقع النووية الإيرانية جنوب العاصمة "طهران".
وعندما سأل مقدم "بي بي سي" السفير الإسرائيلي عن مزاعم رئيس الوزراء الصهيوني "بنيامين نتنياهو" بشأن تمكّن تل أبيب من الحصول على "نصف طن" من الوثائق السرية لبرنامج إيران النووي اكتفى "مارك ريجيف" بالقول بأنه لا يمكنه الدخول في التفاصيل.
ثم سأل مقدم "بي بي سي" السفير الإسرائيلي: ألا تعتبر ما تزعمه تل أبيب من أنها تمكّنت من سرقة وثائق سرية عن البرنامج النووي الإيراني عملاً عدوانياً؟ إلا أنّ "مارك ريجيف" أيضاً لم يتمكن من الإجابة عن هذا السؤال واكتفى بالقول بأنه لا علم له بكيفية الحصول على هذه الوثائق.
وبعد ذلك سأل مقدم "بي بي سي" السفير الإسرائيلي عن مزاعم تل أبيب بأنها أرسلت عناصر من الموساد إلى داخل إيران للاستيلاء على الوثائق المزعومة اكتفى "مارك ريجيف" أيضاً بالقول بأنه لا يمكنه الدخول في التفاصيل.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو" قد زعم في وقت سابق بأن الموساد تمكّن من دخول إيران والاستيلاء على وثائق سرية بشأن برنامج طهران النووي.
كما زعم أحد المسؤولين في جهاز المخابرات الإسرائيلي والذي رفض الكشف عن هويته خلال مقابلة مع صحيفة "نیویورك تایمز" الأمريكية بأن عناصر الموساد سرقت حوالي 500 كيلو غرام من الوثائق السرية للبرنامج النووي الإيراني من إحدى المواقع جنوب طهران، وزعم كذلك بأنّ هذه العملية حصلت في إحدى الليالي من عام 2016، في حين زعم نتنياهو بأن العملية حصلت في عام 2017، وهذا يظهر مدى كذب وتناقض هذه المزاعم ويثبت بشكل لاريب فيه بأن القصة مختلقة من الأساس ولا صحة لها على الإطلاق..
وتجدر الإشارة إلى أن مسرحية نتنياهو الجديدة بشأن برنامج إيران النووي كانت فاشلة إلى درجة أن الكثير من وسائل الإعلام الإسرائيلية قد فنّدت مزاعمه أيضاً، وأكدت بأنه لم يقدم أي دليل مقنع في هذا المجال، لافتة إلى أن ما عرضه نتنياهو قد يقنع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الذي يسعى للانسحاب من الاتفاق النووي مع طهران تحت ذرائع واهية، لكنه لن يقنع الترويكا الأوروبية "ألمانيا وفرنسا وبريطانيا" والعالم أجمع، فيما أكدت روسيا والصين ودول أوروبية كثيرة بأن مزاعم الكيان الإسرائيلي المفبركة تثبت أهمية الاتفاق النووي المبرم بين إيران والمجموعة السداسية الدولية في تموز/يوليو 2015 والحائز على تأييد مجلس الأمن الدولي عبر قراره المرقم 2231.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد كذّبت "نتنياهو" بخصوص الأنشطة النووية الإيرانية، وأكدت أنها لا تملك أي مؤشر له مصداقية عن أنشطة في إيران على ارتباط بتطوير قنبلة نووية.
وأوضح متحدث باسم الوكالة في بيان بأن هيئة حكّام الوكالة كانت قد أعلنت في وقت سابق إنهاء النظر في هذه المسألة بعد تلقيها تقارير مؤكدة بهذا الصدد.
كما ردّت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي "فيديريكا موغيريني" على أكاذيب "نتنياهو" ودعته إلى عدم التدخل فيما لا يعنيه، مشددة على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يقدّم أي دليل يفيد عدم التزام إيران بالاتفاق النووي.
وأوضحت موغيريني إن الاتفاق النووي ليس مبنياً على أساس افتراض حسن النية أو الثقة؛ بل على أساس تعهدات واقعية وآليات التحقق من المصداقية ومراقبة دقيقة جداً للحقائق والتي تتم من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أصدرت حتى الآن 10 تقارير أكدت فيها التزام إيران الكامل بالاتفاق.