الوقت- نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية في عددها اليوم مقالاً تناولت فيه عملية اغتيال صالح الصماد وآثارها على المشهد اليمني وعملية السلام، متوقعة انهيار جهود التسوية التي كان يسعى إليها الصماد خلال فترة رئاسته.
وقالت المجلة الأمريكية إن "استهداف الصماد، يمثّل في الوقت ذاته تحديّاً للحكومات الغربية، التي تدعم بقوة جهود التسوية التي ترعاها الأمم المتحدة في اليمن" ووصفت المجلة مقتل الصماد، بأنه "ضربة قاضية لعملية السلام المتعثّرة أصلاً في البلاد كون الصماد يعدّ زعيماً وسطياً يسعى للتوصل إلى تسوية تفاوضية للأزمة اليمنية" مشيرة إلى أنه: "بقدر ما تنوّع السعودية والإمارات مصادر أسلحتهما، تزداد قدرتهما على العمل بشكل منفرد وبطرق قد تبتعد عن المصالح الأمريكية".
وتناولت المجلة الدور الإماراتي الكبير الذي تلعبه في اليمن وقالت "منذ 2016، تحاول الإمارات ترسيخ نفسها كشريك رئيسي للغرب في مجال مكافحة الإرهاب في المنطقة، وفي نفس الوقت تعزيز قدراتها العسكرية من خلال صفقات السلاح مع الصين"، مشيرةً إلى أن "الإمارات استثمرت بكثافة المساعدات العسكرية لقوات التحالف العربي في اليمن، وشكّلت وحدات أمنية مختلفة تخضع لقيادتها، وتعتبرها الأمم المتحدة قوات بالوكالة".
وأضافت "الإمارات تقول إنها تستخدم تلك الوحدات لمكافحة تنظيم "القاعدة" في الساحل الجنوبي لليمن، لكنها الآن تدعم طارق صالح ابن شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح الذي يسعى لاستعادة ميناء الحديدة الاستراتيجي من الجماعة"، مشيرة إلى أن "الضربة التي استهدفت الصماد تؤكّد أن الإمارات تتمسك بالخيار العسكري وتعتزم اختبار قدرات جديدة، ففي العام الماضي باعت الصين للإمارات طائرة من دون طيار Wing Loong II تضاهي طائرة "أم كيو 9" الأمريكية".
يذكر أن طائرات العدوان الأمريكي السعودي قد اغتالت رئيس اليمن صالح الصماد في الحديدة غرب صنعاء، وكان الصماد زعيماً وسطياً يسعى للتوصل إلى تسوية تفاوضية للأزمة اليمنية، وتم تشييعه يوم أمس في صنعاء في ميدان السبعين وتم دفنه بالقرب من تمثال الجندي المجهول.