الوقت- كشف موقع غلوبال ريسيرش الكندي في مقال للكاتب "ريك إسترلين" الاتهامات الامريكية الزائفة بشأن استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيميائية والغرض الحقيقي من هذه الادعاءات والحروب التي شنتها امريكا في سوريا وليبيا والعراق وسط حملة الاكاذيب التي تنشرها واشنطن.
حيث قال هذا الموقع إن المسؤولين الامريكيين يدعون مرة أخرى بان النظام السوري استخدم "الاسلحة الكيميائية" وهددوا بان الجيش الامريكي قد يضطر الى "مساءلة" الحكومة السورية، ومرة أخرى، تبث وسائل الإعلام الغربية هذه الاتهامات والتهديدات دون شك أو تحقيق.
وكتبت صحيفة واشنطن بوست بعنوان "إدارة ترامب: سوريا ربما تستمر في صنع واستخدام الأسلحة الكيميائية". ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله "إنهم يعتقدون بوضوح أنهم يستطيعون الفرار من العقاب".
وقال المسؤول الأمريكي إن قوات الرئيس السوري قد تقوم بتطوير أنواع جديدة من الأسلحة الكيميائية، والتي يمكن أن تصل إلى الولايات المتحدة .
وقال المسؤولون الامريكيون إن الحكومة السورية قد تقوم بتطوير انواع جديدة من الاسلحة الكيميائية والرئيس دونالد ترامب مستعد للنظر في المزيد من العمل العسكري، ويعتقد ان الرئيس بشار الاسد حافظ سرا على جزء من مخزون سوريا من الاسلحة الكيميائية ".
وأضاف المسؤول أعلاه إنه اذا لم يتخذ المجتمع الدولي الاجراء الان، سوف نبحث استخدام المزيد من القوة وليس فقط ضد حكومة دمشق ولكن ايضاً من قبل الجهات الفاعلة على الارض اليوم في سوريا مثل تنظيم "داعش" الإرهابي، وقال المسؤول الأمريكي "ان هذا الاستخدام سيمتد الى الشواطئ الامريكية". وتختتم مقالة واشنطن بوست بالتهديد والوعيد لسوريا.
واستنادا إلى استعراض الحقائق من التاريخ الحديث، فمن المحتمل جدا أن تكون القصة خاطئة ويجري بثها لخداع الجمهور استعدادا للعدوان العسكري الجديد.
وقال الموقع الكندي إنه قد سبق غزو فيتنام باكثر من 500 الف جندي امريكي حادث خليج "تونينين" الذي كان يفترض فيه ان السفينة الفيتنامية الشمالية هاجمت سفينة أمريكية، وبالطبع هذا لم يكن صحيحا، وكان الرئيس جونسون يعرف ذلك. وتمت الموافقة على القرار بالاجماع (416 - صفر) في مجلس النواب الامريكي، وهنا يجدر السؤال: من الذي كان مسؤولا عن كل هذا الكذب الذي أدى إلى ارسال 55 ألف جندي أمريكي ليقتلوا ملايين الفيتناميين؟.
وفي عام 2003 شنت الولايات المتحدة غزواً كبيراً على العراق ما أدى إلى وفاة أكثر من مليون عراقي على أساس الأدلة الكاذبة والمختلقة التي قدمتها وكالة المخابرات المركزية، وبدعم غير حاسم من قبل وسائل الإعلام الرئيسية.
وفي عام 2011 قادت الولايات المتحدة هجمات الناتو على ليبيا مع الغرض المعلن "حماية المدنيين" من المجزرة. وقد تم شرح ذلك وتشجيعه من قبل الصحفيين والمخربين مثل نيكولاس كريستوف وخوان كول. وتفاخر مسؤولو الناتو بعملياتهم، وبعد النشوة الغربية القصيرة، أصبح من الواضح أن الحملة مبنية على الأكاذيب والنتيجة الحقيقية هي انفجار التطرف والمذابح والفوضى التي لا تزال مستمرة حتى اليوم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا "أين هي المساءلة؟"
وفي أغسطس من عام 2013 سمعنا عن هجوم بغاز السارين واسع النطاق على مشارف دمشق، واتهمت هيومن رايتس ووتش وغيرها ممن يشجعون على شن هجوم غربي على الحكومة السورية. وأكدوا أن الأسد اجتاز "الخط الأحمر" ووجهوا نداء لأوباما بأن الولايات المتحدة بحاجة للتدخل مباشرة، وكشفت التحقيقات اللاحقة أن الحكومة السورية لم تنفذ الهجوم بالغاز، وقد ارتكبها فصيل إرهابي معتمد من قبل تركيا بهدف الضغط على إدارة أوباما لمهاجمة سوريا مباشرة. وقدم اثنان من البرلمانيين الاتراك دليلا على تورط تركيا في نقل غاز السارين الى الأراضي السورية التي تخضع لسيطرة الارهابيين. وقد قام بعض من أفضل صحافيي التحقيق الأمريكي ومنهم روبرت باري وسيمور هيرش، ببحث واكتشاف الأدلة التي تشير إلى أن "المتمردين" المدعومين من تركيا ليسوا سوريين وعلى الرغم من الأدلة الواقعية التي كشفت الادعاءات الكاذبة.
وفي الآونة الأخيرة أصبح واضحا أن الجيش الأمريكي لا ينوي وقف جهوده لتدمير سوريا. وعلى الرغم من الارتباك والمطالبات المتناقضة في الإدارة الأمريكية، فإن الحقيقة الأساسية هي أن الولايات المتحدة تقوم بتدريب وتوريد ميليشيات عسكرية طائفية لشمال سوريا، حيث قالت الولايات المتحدة إنهم في سوريا للتخلص من داعش ولكن الآن بعد أن ذهب داعش إلى حد كبير، يقول الجيش الأمريكي أنه لن يغادر. على العكس من ذلك، ساعد الجيش الأمريكي على مرافقة مقاتلي داعش من الرقة إلى البوكمال، وتقوم الولايات المتحدة الآن بتدريب مقاتلي داعش على إعادة تجسيدهم كقوة أخرى مناهضة للأسد.
وكما هو الحال دائما، يحتاج العدوان الأمريكي إلى قدر من الدعم السياسي. ولتحقيق ذلك، يحتاجون إلى تبرير. وبالتالي فإنهم جعلوا أسلحة الدمار الشامل مرة أخرى ذريعة غبية بشكل لا يصدق.