الوقت- قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية في مقال اقتصادي تحليلي اليوم الاثنين على لسان الكاتب "هاميش مكري" إنه يجب علينا أن ننظر إلى أبعد من احتفال الرئيس شي جين بينغ لمعرفة ما إذا كان بإمكان الصين توسيع صناعات الخدمات وتحسين ظروف العمل لديها.
الحدث الكبير في هذا الأسبوع سيكون ما يحدث في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ففي يوم الاربعاء، تجتمع قيادة الحزب الشيوعي الصيني في بكين لبدء المؤتمر الوطني التاسع عشر. وهذه الاجتماعات لا تعقد إلا مرة كل خمس سنوات وتعطينا أفضل شعور لتوجه السياسة على مدى السنوات القادمة. فعلى سبيل المثال، تلقينا في المرة الأخيرة رسالة واضحة مفادها أن الهدف من السياسة هو إبطاء معدل النمو الاقتصادي، وتحسين استدامته ووضع حياة الناس في الصين، وقد حدث ذلك بالفعل - أو على الأقل حدث تحول في هذا الاتجاه.
الآن الشيء الذي يجب البحث عنه هو ما إذا كانت هذه مناسبة سياسية بحتة، و "تتويج" شي جين بينغ للرئيس، الذي هو على وشك أن يبدأ فترة ولايته الثانية لمدة خمس سنوات، أم أننا سنعرف المزيد عن اتجاه الاقتصاد، وستظل الصين ملتزمة بالعولمة، على نحو لا يثير الدهشة، لأنها فعلت ذلك بشكل جيد للغاية. لذلك نتوقع أن يتم إعادة التأكيد على هذه الامور والشيء الأكثر إثارة للاهتمام هو مدى التزامه بالإصلاح الاقتصادي وهذا جعل الشركات المملوكة للدولة أكثر حساسية للسوق أو السماح بالمعارضة الاقتصادية.
ونحن لن نحصل على أعمال كاملة هذا الأسبوع، للمؤتمر الذي يستمر حتى منتصف الشهر المقبل. ولكن الشيء الذي يجب القيام به هو أن ننظر إلى ما هو أبعد من السياسة وما وراء احتفال الرئيس، لنرى كيف يمكن للصين أن تجعل الانتقال من اقتصاد قائم على التصدير والبنية التحتية إلى اقتصاد يوسع صناعات الخدمات ويحسن وظروف العمل والصحة لشعبها. أنا متفائل إلى حد ما، ولكن دعونا نرى ذلك.
هنا في بريطانيا الشيء الذي تبحث عنه سيكون إذا كان الاقتصاد قويا بما فيه الكفاية للوقوف على ارتفاع أسعار الفائدة الشهر المقبل، فهناك مختلف مؤشرات ة من خلال: مبيعات التجزئة والعمالة والأجور والتضخم. وسوف تكون هذه الدفعة الأخيرة من البيانات لبنك انكلترا المركزي للتفكير مليا فيما بات ينتظره، وسوف تبدو خاصة هذه الامور وتبعياتها في العمالة والأجور. كما كان هناك القليل أو عدم وجود علامة على التباطؤ في التوظيف، وبعض العلامات الصغيرة على ارتفاع في الأجر الحقيقي. لكن مخلفات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أصبحت أكثر غموضا، كما هو متوقع وبتخميني نحن ما زلنا على زيادة الشهر المقبل في المعدلات، ولكننا سوف نعرف أكثر عن هذا الموضوع بحلول نهاية الأسبوع.
اما في أوروبا، أعتقد أن الشيء الذي يجب على المملكة المتحدة أن تبحث عنه سيكون إشارات حول العلاقات طويلة الأمد التي يرغب الاتحاد الأوروبي باقامتها مع المملكة المتحدة، بدلا من النقاش غير السار في الوقت الراهن.
فواحدة من المشكلات المركزية من الناحية التكتيكية لأوروبا الطلب على أعلى فاتورة وهو غير حكيم استراتيجيا، ويرجع ذلك جزئيا لأنه يضر الاقتصاد البريطاني، ولكن أيضا لأنه يرى أن أوروبا تريد أن تضر المملكة المتحدة، ويمكنك أن تفهم لماذا تريد أن تضر حكومة المملكة المتحدة، ولكن هذا سيجعل العلاقات طويلة الأجل أصعب بكثير وقد ارتكب الاتحاد الأوروبي هذا الخطأ في علاقاته مع روسيا، وقد يرتكب نفس الخطأ مرة أخرى.
وعندما نتحدث عن الاقتصاد لا بد ان نذكر اليابان التي لديها انتخابات عامة، والقضية الكبيرة من منظور عالمي هي ما إذا كانت العلامات الأخيرة مستدامة، وأن الركود الطويل في السنوات الثلاثين الماضية قد انتهى. وستكون اليابان نابضة بالحياة بشكل إيجابي جدا بالنسبة للعالم ككل.
وعقب اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن خلال الأيام القليلة الماضية، بدا المستثمرون أكثر استرخاء بشأن الاقتصاد العالمي، وأقل قلقا بشأن تقييمات الأسهم.