الوقت- لا يكاد يمرّ أسبوع في كيان الاحتلال حتّى تتجدّد التهم الموجهة للجيش بالفساد الأخلاقي والمالي او تتزايد حالات الانتحار في ظل سخط الراي العام بسبب فضائح طالت العديد من كبار القادة العسكريين مما شكل انهيارا في مستويات قادة العدو.
وبالتوازي مع الفساد القائم في السلطة السياسيّة بدءاً من سجن رئيس الوزراء السابق ايهود أولمرت، مروراً بسجن الرئيس السابق موشيه كتساف، وليس انتهاءً بتهم الفساد الموجّهة إلى رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو وزوجته، يعاني الجيش الإسرائيلي قيادةً وضبّاطاً وجنود من تزايد الفضائح التي تعصف به من تحرشات جنسية، وقضايا فساد مالى بالجملة، وحالات انتحار.
حالات الانتحار
وفي أحدث حالات الانتحار أقدمت مجندة اسرائيلية أمس اول الاثنين، بإطلاق عيار ناري على رأسها في قاعدة "حتسور" العسكرية، الواقعة جنوب فلسطين المحتلة. وذكرت وسائل اعلام عبرية إن هذا الحادث ينضم إلى سلسلة من عمليات الانتحار التي سُجلت خلال فترة الشهرين ونصف الماضية، حيث أقدم سبعة جنود على الانتحار، فيما لا تزال الشرطة العسكرية تُحقق في بعض هذه الحالات لمعرفة الدوافع، مما يشير الى تزايد حالات الانتحار في الاونة الاخيرة .
وبحسب احصائيات قسم القوي البشرية في الجيش الإسرائيلي فقد شهدت سنة 2016 انتحار15 جنديا وجميع من انتحروا من الجنود الذكور.
ففي السنوات الفائتة أقدم ثلاثة جنود صهاينة من لواء “جفعاتي” (أحد ألوية النخبة) بالانتحار على خلفية مشاكل نفسية لها علاقة على ما يبدو باشتراكهم في المعركة البرية خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
في السياق، كشفت صحيفة "هارتس" العبرية عن تقرير أعده مركز المعلومات والأبحاث التابع للكنيست، أظهر أن 124 جندياً فى الجيش ( الإسرائيلى ) قد انتحروا فى السنوات الماضية، أثناء أداء خدمتهم العسكرية فى الجيش، فى حين أظهر التقرير أن نسبة حالات الانتحار فى وسط الشباب أكثر من المجندات، وأن 37% من إجمالى عدد المنتحرين هم من الجنود الجدد.
في حين أوضح المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوآف زيتون أن الجيش الاسرائيلي ينفذ خططا ميدانية للحد من حالات الانتحار في صفوف جنوده، من بينها تفعيل الطب النفسي والتعليم لمساعدة الضباط في التعرف على الجنود الذين يعانون من ضائقة نفسية.
فساد اخلاقي
وفي الجانب الاخلاقي يستمر تغلغل الفساد في الكيان الصهيوني وتزداد مؤشراته شيئا فشيئا، بعد ان طالت قضايا التحرش كبار ضباط الجيش الاسرائيلي حيث كشفت صحيفة "هارتس الاسرائيلية" في عام 2016 عن تحقيق تم مع عقيد في سلاح الجو بجيش الاحتلال يدعى "أمير ايشيل" لقيامه بالضغط على احدى المجندات التي تعمل في لوائه بالقيام بعلاقة غير شرعية رغما عنها وقام بتهديدها لتتمثل لاوامره.
كما ونشرت الصحيفة ذاتها تقريرا عن حادثة التحرش فى لواء "جفعاتى" وتحدثت عن قائد كتيبة"تسيبير" (العقيد ليران حجبي) ، وخضوعه للتحقيق بشبهة التحرش بحق موظفة تحت قيادته وإقامة علاقات جنسية بالاتفاق مع مجندة أخرى في الخدمة الدائمة، حيث قد قدِم قائد اللواء، العقيد عوفر فينتر، الذى تم التحقيق معه أيضًا لأنه علم بالتحرشات الجنسية لحجبى ولم يبلغ عنها لقادته، ذلك فى الوقت الذى تم فيه تسريح ضابط كبير فى سلاح الاستخبارات الإسرائيلية والذي اشتبه بممارسته للجنس مع قاصر.
فساد مالي
وضمن قضايا الفساد يستشري الفساد المالي بكثرة في أوساط العدو السياسية حيث اعتقلت "الشرطة الإسرائيلية" ستة من كبار الشخصيات بينهم ضباط جيش للاشتباه بضلوعهم في قضية فساد وتلقي رشاوي حول قضية شراء إسرائيل لغواصات من ألمانيا ومن بين الموقوفين موظف كبير سابق في ديوان رئاسة الوزراء، وضباط في الجيش الإسرائيلي من بينهم قائد البحرية السابق "اليعازر تشيني ماروم".
و كشفت صحيفة هارتس العبرية في وقت سابق عن تورط رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" في قضايا فساد مالي، وتبادل منفعة ومصالح بينه وبين أحد أصحاب رؤوس الأموال اليهود، الذي يشتبه بأنه قدم له هدايا مقابل تحقيق منافع. وبحسب القناة العبرية الثانية قد تم استدعاء وزير الداخلية الاسرائيلي السابق آريه درعي وزوجته للتحقيق معهم في قضية تبييض الأموال وسرقة الأموال العامة وتلقي الرشاوي هو وزوجته يافا.
تجدر الاشارة ايضا إلى أن الفساد المالي زاد بشكل كبير في الأوساط السياسية الإسرائيلية، وأشهر هذه الحالات هي حالة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وزوجته سارة بحسب القناة الثانية العبرية.