الوقت- تتوالى تداعيات الاستفتاء المرتقب في إقليم كردستان العراق حيث صوّت مجلس النواب العراقي، في جلسته الاعتيادية السابعة عشر التي عقدت اليوم برئاسة سليم الجبوري رئيس المجلس وبحضور 168 نائبا على قرار نيابي بشان استفتاء اقليم كردستان.
على الإثر انسحب النواب الأكراد من جلسة البرلمان المخصصة لمناقشة هذه القضية، التي أثارت كثيرا من التوتر بين بغداد وأربيل في الآونة الأخيرة.
واعتبر رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أن عملية التصويت هذه تؤكد "حرص مجلس النواب على وحدة العراق ترابا وشعبا."
وأكد "إلزام رئيس الوزراء باتخاذ كافة التدابير التي تحفظ وحدة العراق والبدء بحوار جاد لمعالجة المسائل الموجودة بين بغداد والإقليم".
وخشية التداعيات المفترضة لهذا القانون الذي يعطّل نتائج الاستفتاء بشكل تام من الناحية القانونيّة، توجهت القوى الكردية في مجلس النواب العراقي، بطلب رسمي لإلغاء القرار الذي صوتت عليه غالبية نواب المجلس.
في السياق، صوّت مجلس محافظة ديالى, الثلاثاء, على رفض فكرة إقامة استفتاء كردستان في المحافظة, فيما أمهل مدراء النواحي المصوتة على تنفيذ الاستفتاء 72 ساعة لإعلان موقفهم.
وقالت عضو المجلس سميرة الزبيدي إن “18 عضواً في مجلس محافظة ديالى صوّتوا اليوم, على رفض فكرة إقامة استفتاء كردستان داخل حدود المحافظة”.
العبادي: الاستفتاء غير دستوري.. فرض الامر الواقع بالقوة مرفوض.. وندعو للحوار
على صعيد متّصل، دعا رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، اليوم الثلاثاء، القيادات الكردية الى زيارة بغداد لفتح باب الحوار وايجاد حلول لازمة الاستفتاء التي افتعلها مسعود بارزاني، فيما جدد رفضه للمشروع.
وقال العبادي خلال المؤتمر الاسبوعي الذي يعقده بمكتبه ببغداد، ان “مجلس الوزراء جدد تاكيده على عدم دستورية استفتاء كردستان”، لافتا الى ان “فرض الامر الواقع بالقوة امر مرفوض”.
واضاف ان “تصدير نفط كركوك من قبل الاقليم مخالف للدستور”، داعيا “القيادات الكردية الى المجيء الى بغداد لفتح الحوار”.
الجعفري: استفتاء كردستان سيكون له تداعيات خطيرة
من جانبه، حذر وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري من تداعيات الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان وعلى أمن واستقرار العراق ودول المنطقة.
قال الجعفري في كلمته في الدورة 148 العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، اليوم الثلاثاء، بالقاهرة، إن "الاستفتاء الذي سيجري في كردستان سيكون له تداعيات خطيرة على أمن واستقرار دول المنطقة ككل، وأمن واستقرار العراق ووحدة أراضيه".
وقرأ الجعفري في كلمته نص المادة الأولى من الدستور العراقي، قائلا إنها "تنص على أن العراق دولة اتحادية واحدة مستقلة ذات سيادة كاملة، وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق".
جمع تواقيع لاقالة رئيس الجمهورية ومحافظ كركوك
إلى ذلك، كشف عضو مجلس النواب فائق الشيخ علي، عن جمع تواقيع داخل البرلمان لاقالة رئيس الجمهورية ومحافظ كركوك، فيما اشار الى عزم الاعضاء العرب على تشريع قوانين انتقامية تستخدم كاوراق ضغط تجاه المواقف الكردية المستقبلية .
وقال الشيخ علي ، ان “مجلس النواب شرع بإجراء التوقيعات على إقالة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم على خلفية مواقفة تجاه استفتاء انفصال كردستان الذي يعتزم الشروع به مسعود بارزاني”، لافتا الى ان “تواقيع اخرى تم جمعها لاقالة محافظ كركوك نجم الدين للمواقف ذاتها”.
كتائب حزب الله تؤكد موقفها الرافض للاستفتاء وتعده مخطط امريكي- صهيوني مابعد معركة داعش
وفي سياق ردود الأفعال الرافضة للاستفتاء، وصف المتحدث الرسمي باسم كتائب حزب الله محمد محي، الثلاثاء، الاستفتاء الكردي بأنة المرحلة الثانية ما بعد داعش ضمن المخطط الأميركي الصهيوني لتقسيم وتدمير العراق، مشيرا الى ان موقف الكتائب داعم لقرار البرلمان والحكومة الرافض لاجراء الاستفتاء.
وقال محي إن “هناك دول معروفة تدعم الاستفتاء بالباطن رغم إعلان موقفها بالضد من الاستفتاء وأولها الولايات المتحدة الأميركية”.
وأضاف ان “الاستفتاء مخطط صهيوني يرمي الى تقسيم العراق ويعد المرحلة الثانية بعد داعش التي أفشلها العراقيون بتكاتف قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي وفصائل المقاومة الاسلامية”، مؤكدا، ان “الاستفتاء خُطط له ليكون الورقة الرابحة التي يمكن للمنطقة ان تكون ملتهبة وعلى صفيح ساخن من الحروب المستمرة والصراعات الداخلية، لنهب ثروات البلد وفق مخططاتهم الاستعمارية في التقسيم”.
واعتبر المتحدث الرسمي “قرار البرلمان بمنع الاستفتاء بمثابة تفويض شعبي للحكومة”، داعيا إياها الى “استغلال التفويض بشتى الطرق القانونية والدستورية لمنع إقامته.
الناصر: استفتاء كردستان هو "ملف سياسي".. وهذه أهداف برزاني
إلى ذلك، صرح المحلل السياسي، مستشار رئيس مجلس النواب العراقي، خالد الناصر، اليوم الثلاثاء ، أن ملف استفتاء كردستان هو "ملف سياسي".
وأشار الناصر إلى أن هذا له علاقة بمرحلة ما بعد "داعش"، وله علاقة بجغرافية المناطق المتنازع عليها، ولا يتعلق فقط بقضية تقرير المصير.
وقال الناصر إن "السيد مسعود برزاني، رئيس إقليم كردستان، لا يسعى لإنشاء دولة كردية، بل يريد الحصول على مكاسب جغرافية، فيما يتعلق بالمناطق المتنازع عليها، مستغلا هذه الفترة الحرجة، وهو لديه مشكلة دستورية تتعلق برئاسته للإقليم، هل هي شرعية أم لا؟". وأشار إلى أن هذا الأمر لن يمر بسهولة في ظل معارضات إقليمية ودولية وإشكاليات قانونية ودستورية تتعلق بالصلاحيات الحصرية للسلطة الاتحادية فيما يتعلق بالقضايا السيادية.
وتابع الناصر قائلا "اقتطاع جزء من الخارطة العراقية يمس بالسيادة العراقية، وبالتالي يجب أن يكون هناك دور للحكومة في بغداد، وهذا ما أقره البرلمان الاتحادي برفض هذا الإجراء، منوها أن هذا الإجراء الذي يتعلق بالسيادة العراقية لا بد له من توافق كل الأطراف في البلاد".
ومن ضمن الشروط التي ربما يتمسك بها برزاني، بحسب الناصر، هو ما يتعلق بوجود البيشمركة في مناطق حررت من "داعش" في الفترة الأخيرة، في كركوك وسهل نينوى ومناطق في ديالى.
لواءين من البيشمركة وقوة من الـPKK في كركوك
حسن توران النائب التركماني عن محافظة كركوك كشف، الثلاثاء، عن انتشار لواءين من البيشمركة وعدد من عناصر الـPKK في كركوك إضافة الى قوة أخرى في طوز خورماتو.
وقال توران إن “قوة كبيرة من الـ PKK ولواءين من البيشمركة انتشرت اليوم في عموم مركز محافظة كركوك إضافة الى قوة أخرى من الـ PKK انتشرت بقضاء طوزخورماتو”.