الوقت- مع احتدام المعارك واقتراب نهاية تنظيم داعش، تمكنت القوات العراقية مرفقة بالحشد الشعبي من دكّ بقايا داعش خلال اليومين الماضيين في مدينة الموصل القديمة، كما قامت بتأمين المدنيين الفارين من ويلات إرهاب التنظيم وسط تحذيرات أممية.
وفي الموصل القديمة تمكّنت القوات الأمنية العراقية من صد هجوم لتنظيم داعش استهدف مواقعها، حيث شنّ مسلحي التنظيم هجوما على مواقع الشرطة الاتحادية في منطقة "باب الطوب" في الجهة الجنوبية لمدينة الموصل القديمة، بعد منتصف الليلة الماضية مستخدمين أسلحة متوسطة وخفيفة.
واستمرت المواجهات بحسب المصادر لنحو ساعتين الى أن تمكّنت القوات العراقية من التصدي للهجوم وقتل عدد من مسلحي التنظيم،
وفي الجانب الغربي من الموصل واصل الجيش العراقي خلال اليومين الماضيين تقدمه بشكل حذر وبطيء في حي الشفاء، لاسيما بعد الخسائر التي تعرّض لها جرّاء إصرار إرهابيي تنظيم داعش على البقاء في الحي.
كما سبّبت كثرة العبوات الناسفة والسيارات المفخخة التي نصبها إرهابيي داعش في طريق تقدم القوات العراقية، الى إيقاف عمليات هذه القوات في حي الزنجيلي غربي الموصل، وبدأت حملة تفكيك للمفخخات بالمناطق التي استعادتها.
من جانبه أكد رئيس الوزراء "حيدر العبادي" يوم أمس خلال تفقده القوات العراقية غربي الموصل، أن إعلان النصر سيكون قريبا جدا في الموصل.
استبسال القوات العراقية لدحر التنظيم
وفي سابقة ليست الأولى من نوعها، قامت فرنسا بالإستنجاد بالقوات العراقية لمطاردة الإرهابيين الفرنسيين الموجودين في الموصل وقتلهم، وذلك وفقا لتحقيق نشره موقع صحيفة "وول ستريت جورنال".
حيث ذكر مسؤول في الشرطة العراقية أن القوات الفرنسية الخاصة سلّمت للأجهزة العراقية قائمة بـ27 اسما، مع صور لـ5 منهم وذلك من أجل قتلهم.
وتمكّن الجيش العراقي من القضاء على عدد من الإرهابيين استنادا إلى معلومات مخابراتية، وأخرى لتحديد مواقعهم قدمتها القوات الفرنسية.
يذكر أن القوات العراقية تواجه مجموعات إرهابية من جنسيات مختلفة منضمة الى تنظيم داعش الارهابي في الموصل.
من جهته تمكّن اللواء 17 في الحشد الشعبي من صدّ هجوم واسع لتنظيم داعش الإرهابي على قطعاته في تل الزلط غرب الموصل، وقتل 12 انتحاري من القوة المهاجمة التي كانت أغلبها من الإنتحاريين.
وأفاد إعلام الحشد في بيان: كبّدت قواتنا الإرهابيين المهاجمين خسائر جسيمة وأجبرتهم على الفرار تاركين جثث قتلاهم في أرض المعركة.
تأمين الحدود العراقية السورية
وعلى جهة الحدود السورية العراقية، أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، يوم أمس الثلاثاء، أن قوات بلاده تمكّنت من محاصرة الإرهاب والسيطرة على حركته، وفيما توعد بعدم إبقاء أي إرهابي، أشار إلى وضع خطة لتأمين الحدود العراقية السورية.
ولفت العبادي الى أنه تم وضع خطّة بإشرافه وبالتنسيق مع الحشد الشعبي لتأمين الحدود العراقية السورية.
وتوقّع العبادي أن إعلان النصر في مدينة الموصل سيكون قريباً جداً، فيما اعتبر وصول الحشد الشعبي إلى الحدود العراقية السورية إنجازاً.
وأما في حي النجار بالجانب الأيمن لمدينة الموصل، فقد أعلنت الاستخبارات العسكرية العراقية الثلاثاء، أنها ضبطت ثلاث سيارات مفخخة مبيّنة أن السيارات المضبوطة كان الغرض منها استهداف النازحين والقوات الأمنية.
الى ذلك ذكرت "ليز غراند" منسّقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة: إن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى وجود ما بين 180 ألفا إلى مئتي ألف مدني في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم داعش في الموصل، غالبيتهم العظمى في البلدة القديمة.
يذكر أن الطائرات الحربية العراقية قامت بإلقاء آلاف المنشورات، داعية فيها السكان إلى المغادرة واتباع تعليمات القوات الأمنية، بهدف إنقاذهم من شرارة المعركة المحتدمة مع داعش.
ومنذ نحو سبعة أشهر خاض كل من الجيش العراقي والحشد الشعبي معارك شرسة في محافظة نينوى لتحريرها من تنظيم داعش، الذي قضي عليه في الساحل الأيسر بينما ما زال قابعا في بعض مناطق الساحل الأيمن.