الوقت- تواصل السعودية عدوانها على اليمن. العدوان لا يزال يرواح مكانه منذ أكثر من سنتين دون أي تقدّم ملحوظ عدا ارتفاع عدّد الضحايا المدنيين من ناحية، وعدد القتلى من المرتزقة والجنود من ناحية آخرى.
تطوّرات ميدانيّة
على الصعيد الميداني، لقي عدد من مرتزقة العدوان السعودي مصرعهم، أمس الثلاثاء، خلال عمليات لقوات الجيش واللجان الشعبية في مأرب.
وأوضح مصدر عسكري لـ "المسيرة نت" أن قوات الجيش واللجان استهدف تحصينات المرتزقة في تبة المطار بقذائف بي10 محققة إصابات مباشرة.
وأكد المصدر مصرع 6 من مرتزقة العدوان على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية في تبة المطار وجبل هيلان بمديرية صراوح.
على صعيد متّصل، لقي عدد من عناصر الجيش السعودي مصرعهم وجرح آخرون كما تم تدمير آليات عسكرية تابعة لهم، اليوم الأربعاء، إثر قصف صارخي ومدفعي طال تجمعاتهم في قرية القفل بجيزان.
وأوضح مصدر عسكر "للمسيرة نت" أن مدفعية الجيش اليمني واللجان الشعبية قصفت – بفضل الله – تجمعات للجيش السعودي في قرية القفل جنوب جيزان.
وأضاف أنه تم اعطاب جرافات وآليات تابعة للجيش السعودي في قصف صاروخي شنته وحدات القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية استهدف مركز القفل السعودي.
روسيا تحذّر من اقتحام ميناء الحديدة
على الصعيد السياسي، وبعد تراجع تحالف العدوان السعودي في وقت سابق عن نيّته اقتحام ميناء الحديدة بسبب فشل عسكري دام لأشهر، حذّرت روسيا مجدّداً عبر نائب وزير خارجيتها "غينادي غاتيلوف" أن أهم ما يمكن أن يقوم به المجتمع الدولي لليمن هو وقف هذه "الحرب المجنونة".
ودعا "غاتيلوف" إلى رفع الحصار المفروض على الشعب اليمني وطرح مبادرة لتحسين الوضع الإنساني.
وقال غاتيلوف في كلمة ألقاها في مؤتمر المانحين الدولي حول اليمن: "في حال استمرار الحرب في اليمن سيستفيد تنظيم "داعش" وتنظيم "القاعدة" وغيرهما من الإرهابيين والمتطرفين".
ودعا الدبلوماسي الروسي إلى طرح مبادرة فورية لتحسين الواقع الانساني في اليمن ووقف كل أشكال الحصار البحري والجوي والبري في هذا البلد.
وحذر نائب وزير الخارجية الروسي من تصعيد الكارثة الإنسانية في اليمن في حال اقتحام ميناء الحديدة وشن هجوما لاحقا على العاصمة صنعاء، مؤكدا أن ذلك أمر غير مقبول.
أزمة إنسانيّة في اليمن
على الصعيد الإنساني، دعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المجتمع الدولي إلى دعم مفاوضات السلام في اليمن، ودق ناقوس الخطر بسبب ارتفاع حصيلة الضحايا الأطفال في البلاد جراء العمليات القتالية.
وقال غوتيريش أثناء مؤتمر للمانحين حول اليمن في جنيف، إن الإحصائيات المتوفرة تدل على أن طفلاً ما دون 5 سنوات يموت في اليمن لأسباب غير طبيعية كل 10 دقائق، وتابع "هذا يعني أن 50 طفلاً يمنيًا سيموتون أثناء انعقاد مؤتمرنا"، مؤكداً انه "بإمكاننا منع ذلك".
وأما في الجنوب اليمني، يتفاقم الوضع الإنساني في المناطق الخاضعة لحكومة هادي التابعة لدول العدوان والتي عجزت عن توفير أدنى متطلبات العيش الكريم للمواطن.
فقد سجّلت أزمة الكهرباء في محافظة عدن والمحافظات المجاورة أبين، الضالع، لحج، ارتفاعًا في ساعات الانقطاع بمعدل ست ساعات انقطاع مقابل ساعة لعودة التيار الكهربائي، مع ارتفاع في درجات الحرارة، مما دفع بخروج تظاهرات غاضبة في مدينة كريتر قطعت الطريق المؤدية إلى مقر إقامة حكومة هادي في معاشيق.
ناشطون وسياسيون جنوبيون دعوا إلى إقامة فعالية ٢٧ أبريل في ساحة العروض بخور مكسر وتحويلها إلى اعتصام مفتوح ضد سياسة حكومة هادي التي حولت مدينة عدن إلى قرية نائية وأغرقت المدينة في أزمتي الكهرباء والوقود.
وترافق غياب الأمن مع تعدد الأزمات الإنسانية من كهرباء ووقود وارتفاع في الأسعار والمواصلات، حيث انتشرت جرائم سرقة السيارات والممتلكات والخطف للمواطنين، وشوهد ازدياد في حالات التسول في الشوارع.
ومع كل ما تشهده مدينة عدن والمحافظات الجنوبية من أزمات، ودعوات للخروج إلى الشارع توجد أجهزة أمنية وميليشيات تدعمها قوى الاحتلال لقمع التظاهرات، إلا أنّ المدينة اليوم على صفيح ساخن بين طرفي الصراع السلطة المحلية ممثلة بعيدروس المدعوم إماراتيًا والرئاسة والحكومة ممثلة بهادي وبن دغر، المدعومتان من السعودية، مع مؤشرات التصعيد عسكريًا بين الطرفين.