الوقت- بعد أن أعاد سيطرته على الهلال النفطي، يواصل الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر تقدمه نحو بنغازي حيث تمكن من دخول منطقة قنفودة الواقعة إلى الغرب من بنغازي يوم السبت الماضي طارداً مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي من أخر معاقلهم لينسحبوا على اثر ذلك إلى منطقتي الصابري وسوق الحوت شمال المدينة.
من جهته أدان المجلس الرئاسي الليبي لحكومة الوفاق سيطرة قوات حفتر على منطقة القنفودة داعيا أعيان قبائل شرق ليبيا والشخصيات السياسية والنشطاء ووسائل الإعلام ومسؤولي المؤسسات العسكرية والأمنية إلى استنكار ما قام به من نسبوا أنفسهم للجيش الليبي في مدينة بنغازي شرق ليبيا من نبش للقبور وتمثيل بالجثث، ومطالبا بتقديم الجناة إلى العدالة لينالوا جزاءهم.
حفتر يهدد بدخول طرابلس
من جانبه، طمئن المشير حفتر سكان العاصمة طرابلس بأن الجيش الليبي لن يخذلهم محذرا المجموعات التي تسيطر على العاصمة من الوقوف في وجه تقدم قواته طالبا منهم مغادرة العاصمة قبل وصول قواته وناشد العالم بأن يقف إلى جانب الشعب الليبي ويشمع صوته.
وفي تصريح له، قال حفتر "نقول لأهلنا وأحبائنا فى عاصمة كل الليبيين إن صوتكم المطالب بالجيش والشرطة وطرد عصابات القتل قد بلغنا ونقول لكم إننا كما اخترنا أن نكون جنودا لكم لحمايتكم وطرد القتلة، نقول لكم وكلنا ثقة فى الله عز وجل إن قواتكم المسلحة لن تخذلكم وهي قريبة لكم حتى تعود طرابلس إلى الوطن".
وحذر المشير حفتر المجموعات المسلحة التي تسيطر على طرابلس بالقول "ان أمامهم فرصة لمغادرة المشهد قبل الوصول إليكم ولن تقوم لكم قائمة".و تابع المشير حفتر "أما من أطلق الرصاص الحي على المدنيين الذين يعتقدون أن رصاصهم سيخيف الشعب فإن أمانيهم ستتحطم أمام إصرار الشعب، وأن جيش ليبيا البطل سيثأر لكل ليبي تطاولتم عليه".
من جانبه أكد المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الليبي العقيد أحمد المسماري، أن قوات الجيش سيطرت بالكامل على منطقة عمارات وقضت على أعداد كبيرة من القوات التي تحصنت في تلك المنطقة.
حكومة الوفاق تستنكر
على صعيد متّصل، حذر المجلس الرئاسي الليبي لحكومة الوفاق من القضاء على جميع المساعي الرامية لإحلال المصالحة بين الأطراف المتنازعة في حال نفذت قوات المشير حفتر تهديدها بدخول العاصمة طرابلس بقوة السلاح مستنكرة هذه التهديدات.
وأصدر المجلس مساء الأحد الماضي بياناً أدان فيه الشعارات والهتافات التي صدرت من متظاهري الساحة الخضراء الجمعة الماضية، والتي دعت لعودة الجيش والشرطة لطرابلس واصفا إياها بالداعية إلى "الكراهية والمحرضة على الفتنة".
كتيبة البوني تقتحم مقر المجلس
إلى ذلك، اقتحمت كتيبة البوني التابعة للصادق الغرياني وقوات غرفة ثوار ليبيا، يوم الأحد، مقر المجلس الرئاسي الليبي في قاعدة بوسته البحرية في طرابلس، وبحسب مصادر إعلامية فقد تم إخلاء قاعدة بوستة بالكامل، وإخلاء الإدارة الرئيسية لشركة ليبيانا المقابلة للقاعدة، التي تعتبر أكبر شركة اتصالات في ليبيا، في حين ألغى رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، زيارة مقررة إلى إيطاليا بسبب التوتر المتصاعد في طرابلس.
وفي أعقاب ذلك أعلن المجلس في بيان له أنه لن يتخلى عن أهداف ومبادئ ثورة فبراير رافضاً جر الوطن إلى الفوضى وانتشار الإرهاب على حد تعبيره.وأضاف البيان أن "تعنت بعض الأطراف لغرض اكتساب أمجاد شخصية ومحاولة إعادة الحكم الدكتاتوري، أصبح اليوم عائقا أمام كل الليبيين والمجتمع الدولي".
اختطاف وزير الدفاع
في السياق، تحدثت مصادر إعلامية عن اختطاف وزير الدفاع في حكومة الوفاق، العقيد المهدي البرغثي، من قبل عدد من المسلحين أثناء اقتحامهم مقر المجلس الرئاسي في قاعدة أبو ستة البحرية لحكومة "فائز السراج" في العاصمة طرابلس.
وقالت هذه المصادر أن مسلحين من منطقة سوق الجمعة بدعم من "كتيبة البوني" اقتحموا مقر القاعدة البحرية وأطلقوا أعيرة نارية في الهواء وأجبروا الحراس والموظفين على المغادرة.
وبحسب مصدر عسكري في وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوفاق فإن رئيس المجلس "فائز السراج"، ومساعديه نقلوا من المقر قبل وصول المسلحين بعد تلقي تحذيرات أمنية. وأضاف المصدر أن وزير الدفاع في حكومة الوفاق "المهدي البرغثي" لا يزال داخل القاعدة البحرية، بينما نقلت مصادر أهلية إنه بات في قبضة المسلحين الذين اختطفوه إلى مكانن غير معلوم.
وأشار المصدر إلى أن عملية اقتحام القاعدة تأتي احتجاجا على بيان أدان المجلس الرئاسي من خلاله تفريق المتظاهرين بالرصاص الحي داخل ميدان الشهداء في طرابلس بعد أن "هتفوا باسم خليفة حفتر، القائد المنشق عن الجيش الليبي، وأعلنوا دعمهم له وطالبوه بتحرير طرابلس من المليشيات".