الوقت- كشف آخر استطلاع للرأي العام الإسرائيلي أجرته البرفسورة الإسرائيلية المختصة "مينا تسيمح"عن استمرار تقدم حزب "يش عتيد"(يوجد مستقبل) برئاسة "يائير لبيد".
وأوضح الاستطلاع أن "يش عتيد" سيحصل على(26) مقعداً والذي تزداد قوته في كل استطلاع يجري في المجتمع الإسرائيلي. وفي وقت سابق توقّعت صحيفة "جورزليم بوست الإسرائيلية" وفق استطلاع رأي أن يكون لبيد هو البديل المرتقب لرئيس الوزراء نتنياهو.
من هو يائير لبيد؟
ولد لبيد عام 1963، وهو متزوج وأب لثلاثة أولاد. تلقى تعليمه في تل أبيب ولندن، حيث زاول مهنة الإعلام، وقد كتب في الصحف المشهورة في إسرائيل مثل: معاريف ويديعوت أحرونوت. وعمل في التلفزيون الرسمي والتجاري.
لبيد الذي خرج من رحم الإعلام وسطع نجمه من خلال عمله كمقدم برنامج "أستوديو الجمعة" الإخباري في القناة الثانية ومقاله الأسبوعي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وأيضا من خلال 11 كتابا ألفها ونشرها، بينها عدة روايات، يسوّق لنفسه أنه جاء إلى الحلبة السياسية من رحم الاحتجاجات الاجتماعية، التي شهدها الكيان الإسرائيلي في العام 2011.
وفي حال فوز لبيد برئاسة الحكومة، فهذا يعني أنّه سيكون على مواجهة مع ممثلي الأحزاب الدينية في البرلمان الإسرائيلي، باعتبار أنه ابن السياسي المعروف يويسي"تومي" لبيد، المعروف بأفكاره ومواقفه العلمانية، وبالتالي سيكون، وفق يمينيين، نسخة طبق الأصل لأبيه، أي خصما لدودا لمواقفهم الدينية المتحفظة. ولكن يبدو أن اليمين الإسرائيلي لن يرضى بذلك حيث يتبلور سيناريو جديد في الخفاء هو الوحدة بين أحزاب اليمين الإسرائيلي من أجل الفوز على يائير لبيد، فقد نقلت القناة الثانية الإسرائيلية، عن مصادر، قولها: هناك إمكانية لوحدة حزب "البيت اليهودي" وحزب "إسرائيل بيتنا" مع "حزب الليكود"، أو اثنين من هذه الأحزاب على الأقل من أجل الحفاظ على السلطة بأيديهم.
وزير الماليّة
في آذار 2013 عُيّن لبيد وزيرا للمالية. منذ بداية توليه منصبه، من أجل مواجهة العجز في الميزانية، رفع نسبة ضريبة القيمة المضافة، وذلك بخلاف وعده قبل الانتخابات لعدم رفع الضرائب. ولكن، في كانون الأول 2014، وفي أعقاب "أزمة ثقة"، أقال نتنياهو، لبيد من منصبه. لاحقا، اتضح أنّ هذا المنصب قد أضر كثيرا بشعبية لبيد، وكان من بين عوامل سقوط حزبه من 19 مقعدا في انتخابات عام 2013 إلى 11 مقعدا فقط في عام 2015.
ومنذ عام 2015 يجلس حزب لبيد في المعارضة، متّخذاً خطوات لتوسيع قاعدة لكسب تأييده وتأييد حزبه.
موقف لبيد من حزب الله وحماس
يمتلك عضو الكنيست لبيد رؤيته الخاصّة تجاه حزب الله وحماس، فقد كتب في مقال تحت عنوان " رئيس الحكومة والقوة الحكيمة" نشره في "تقدير استراتيجي"، المجلة المهنية التي يصدرها معهد بحوث الامن القومي في جامعة تل ابيب. وقد طرح لبيد نقاط عدّة، منها أن اسرائيل قوية لا تعتمد فقط على الجيش القوي، القوة السياسية متعلقة بالتأييد الدولي، مؤكداً على ضرورة اعادة العلاقة على اساس تأييد اسرائيل من أمريكا وغرب اوروبا. وقد أكّد لبيد على حاجة الحكومة الى اقناع المواطن بأن الاستثمار الكبير في الأمن مبرر، في الوقت الذي يترك فيه علاج المواضيع المشتعلة والمتعلقة بالحياة اليومية. وينتقد عضو الكنيست أداء القيادة السياسية في عملية الجرف الصامد: ضعف أداء الكابنت وخروج اسرائيل للحرب دون أن تضع لنفسها النتيجة المطلوبة، استراتيجية الخروج والاطار الزمني.
و يشكك لبيد في مفهوم الحسم، وهو أحد المركبات الثلاثة للنظرية الامنية الاسرائيلية التي وضعها دافيد بن غوريون في الخمسينيات اضافة الى التحذير والردع فيما يتعلق بأعداء الجيش الاسرائيلي الحاليين، حزب الله وحماس. ويقول إن مفهوم الحسم، كما عرفناه في السابق، لم يعد ساري المفعول.
نتائج الاستطلاع الأخير
مقابل التقدّم الملحوظ لحزب "هناك مستقبل"، حزب الليكود حسب نتائج الاستطلاع سيحصل على (22) مقعداً، وهذا العدد أقل بمقعدين عن آخر استطلاع أجرى، وبالتالي فإن"نتنياهو" لن يتمكن من تشكيل حكومة إن كانت نتائج الانتخابات الإسرائيلية مشابه لنتائج الاستطلاع.
حزب الليكود يعلّق
حزب الليكود الإسرائيلي علق على نتائج الاستطلاع بالقول : "اليسار الإسرائيلي مستمر في الانتصارات في استطلاعات “مينا تسيمح، والليكود برئاسة نتنياهو سيستمر بالفوز في صناديق الاقتراع".