الوقت- بعد الخروقات الأمنية التي حصلت مؤخراً في محافظة الانبار العراقية وتمكن عصابات "داعش" الارهابية من دخول بعض المناطق في هذه المدينة، اكدت منظمة بدر على لسان أمينها العام هادي العامري أن تحرير الانبار لن يتم إلا بمشاركة الحشد الشعبي.
وقال العامري في بيان له إن مشاركة الحشد مرهونة بطلب من رئيس الوزراء حيدر العبادي، مشدداً على أن قيادة الحشد لن تهتم باعتراض "سياسيي الفنادق" لافتاً الى ان "ما يهمنا الآن هو ابناء الانبار وعشائرها المقاتلة على ارض الواقع الذين طالبونا بكثرة التدخل لحل أزمة المحافظة.
من جانبه أعلن الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، أن فصائل الحشد الشعبي مستعدة للمشاركة بتحرير الانبار من سيطرة "داعش"، مشيراً الى أن المشاركة بحاجة الى قرار سياسي وطني من القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي.
وفي وقت سابق حذرت قيادات ميدانية بالحشد الشعبي الحكومة من خطورة الرضوخ للضغوط الامريكية التي تسعى لمنع مشاركة الحشد في تحرير الانبار، فيما شدد محافظ المدينة صهيب الراوي على ضرورة مشاركة الحشد مع أبناء المحافظة لتحريرها كونه الوحيد القادر على إنقاذها من الإرهاب.
وبقراءة سريعة للمشهد العراقي ثبت من خلال التجارب ان ما يسمى بالائتلاف الدولي لمحاربة "داعش" لا يمتلك أي استراتيجية لمحاربة هذا التنظيم، رغم تسخير الماكنة الاعلامية للترويج لهذا الائتلاف كقوة ستسحق الارهاب. كما اثبتت الايام ان الائتلاف يضمر اهدافاً شتى وأن تشكيله يأتي في اطار المناورات السياسية للتغطية على جرائم الدول الداعمة للارهاب وعلى رأسها أمريكا.
ويؤكد كثير من المراقبين أن امریكا و"التحالف الدولي" غير جادين في محاربة "داعش"، بل هم يعملون على اطالة أمد الحرب ضد هذا التنظيم للحصول على امتيازات على حساب الشعب العراقي.
والمثير للدهشة ان مسؤولين امريكيين أذعنوا بانفسهم بأنهم هم الذين انشأوا هذه الزمرة الاجرامية وغذوها بكل مقومات العنف والارهاب بعد أن وجدوا فيها ما يمكنهم من تسخيرها لصالحهم في ظل الفكر التكفيري الذي نشأ وترعرع في كنف الصهاينة ونال دعمهم اللامحدود، كونه يجيز كل ما يخالف الاسلام بما في ذلك التمثيل بالموتى وبث الرعب في نفوس الابرياء من خلال نشر صور تقطيع الرؤوس والابدان والتلذذ بذبح النساء والاطفال.
ولم نشهد لحد الآن اي ارادة حقيقية لدى واشنطن لوقف هذه المجازر، فهي تراقب الاوضاع عن كثب وتتحين الفرص لتجيير انتصارات العراقيين لصالحها. ويعتقد المراقبون ان ما تقوم به القوات الامريكية حالياً يهدف في الحقيقة الى زرع الفرقة والخلاف بين الحكومة العراقية والقوات الامنية من جانب وقوات الحشد الشعبي من جانب آخر. ولكن رغم هذه المحاولات التي تسعى من خلالها الادارة الامريكية الى مصادرة انتصارات الحشد ووضع العراقيل في طريقه لمنعه من تحقيق المزيد من الانتصارات على العصابات الارهابية، لا زال الحشد وقياداته الميدانية على أهبة الاستعداد للمشاركة في دحر هذه العصابات وتطهير المناطق التي تحتلها بالتنسيق مع الجيش العراقي والقوات الامنية.
وقد أثبتت الايام ان الحشد يلعب دوراً كبيراً ومتميزاً في تحقيق الانتصارات على "داعش" ولذلك تصر المرجعية الدينية على إشراكه في جميع العمليات التي يخوضها الجيش والقوات الامنية ضد هذه العصابات. ويعتقد المهتمون بالشأن العراقي ان الحشد الذي يضم في صفوفه مختلف شرائح وطوائف الشعب العراقي يستمد قوته المعنوية من الفتوى الجهادية التي أطلقتها المرجعية الدينية بعد احتلال "داعش" لعدد من مدن البلاد بينها نينوى وصلاح الدين والانبار، والتي تمكن الحشد من تطهير الكثير منها بتنفيذه عمليات نوعية كبيرة اتسمت بالدقة والسرعة والشجاعة الفائقة التي أذهلت العالم. ولهذا يجزم اكثر المراقبين ان أيام داعش باتت معدودة بفضل استعداد الحشد لمؤازرة الجيش والقوات الامنية ودعم الشعب العراقي له بكل طوائفه.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه قدرات الحشد القتالية واستعداده الدائم لخوض المنازلة في أحلك الظروف ضد الارهاب سواء في الانبار أو نينوى، وتحقيق الانتصار كما حققه من قبل في ديالى وتكريت وجرف النصر (جرف الصخر)، فلابد من التأكيد على ضرورة التكامل بين الحشد والقوات الأمنية وأبناء العشائر لتحقيق مزيد من هذه الانتصارات دون الحاجة الى التحالف الدولي الذي تتسع مساحة فقدان الثقة به يوماً بعد آخر من خلال تجارب ملموسة. فالعراقيون وحدهم من يقرر شكل المعركة، وهم من يرسم خطواتها التالية وفق ما تمليه عليهم وطنيتهم والتحرك في إطار فتوى المرجعية وأوامر الحكومة.