الوقت - إبقاء دمشق بنظامها الحالي خارج منظومة الجامعة العربية لا يساعد جهود إحلال السلام، هذه هي وجهة نظر وزير خارجية روسيا "سيرغي لافروف" لعودة الإستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
المتابع لدعوات لافروف الموزونة كالتي جاءت يوم الأربعاء 3/1/2017 ودعا فيها جامعة الدول العربية إلى إنهاء تجميد عضوية سوريا فيها، سيصل الى أن السلام على طريقة لافروف عادل ويحقّق نصرا لجميع الأطراف.
يذكر أن دعوة وزير الخارجية الروسي جاءت من أبوظبي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وشارك وزير خارجية دولة الإمارات المتحدة الشيخ "عبدالله بن زايد آل نهيان" في المؤتمر الصحافي الذي عقد في ختام أعمال منتدى التعاون العربي الروسي.
وبكلمات روسيّة هادئة مريحة للأعصاب قال لافروف في المؤتمر: أريد أن أذكر بأن عدم تمكن الحكومة السورية، وهي عضو يتمتع بالشرعية في منظمة الأمم المتحدة، من المشاركة في محادثات جامعة الدول العربية، لا يساعد الجهود المشتركة.
وتابع الوزير الروسي: يمكن لجامعة الدول العربية أن تؤدي دورا أكثر أهمية وأكثر فعالية لو كانت الحكومة السورية عضوا فيها.
وفي 16 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2011 قرّر وزراء الخارجية العرب تعليق عضوية الحكومة السورية في الجامعة العربية، ودعوا إلى سحب السفراء العرب من دمشق، كما اعترفوا ضمنا بالمعارضة السورية ودعوها إلى اجتماع في مقر الجامعة لبحث المرحلة الانتقالية المقبلة.
وفي حينها سارع السفير السوري لدى جامعة الدول العربية حينها "يوسف أحمد" إلى وصف قرار الجامعة العربية بأنه غير قانوني ومخالف لميثاقها ونظامها الداخلي.
من جانبه ردّ أمين عام جامعة الدول العربية على لافروف قائلا: إن مسألة عودة سوريا لشغل مقعدها قرار خاضع لإرادة الدول الأعضاء. إذا نوقش هذا الأمر على مستوى اجتماعات الخارجية أو على مستوى الأمانة العامة، فإن الجامعة العربية سوف تنفذ هذا القرار.
واعتبر أبو الغيط أن الوضع السوري ما زال يتسم بالسيولة، وما زال النقاش السياسي للتسوية لم يستكمل بعد، في إشارة منه إلى الوصول الى حل نهائي في جنيف ليتم فيما بعد تسوية عودة سوريا للجامعة العربية.
وأضاف أبو الغيط: إذا ما وضح أن هناك نيّة صادقة من قبل الجميع لتحقيق تسوية سياسية يبدأ تنفيذها وتطبيقها فاعتقد أن مجموعة من الدول سوف تقرر أن تفتح موضوع استئناف العضوية مرة أخرى. إلا أنه استبعد هذا الأمر قائلا: هذا الأمر ليس مطروحا حاليا.
من جهة أخرى أعلن لافروف، أن روسيا تعوّل على أن صيغة جنيف للمفاوضات السورية - السورية لن تفشل.
وصرّح الوزير الروسي خلال مؤتمر صحفي عقب لقائه نظيره النيجيري إبراهيم ياكوبو: آمل أن صيغة جنيف لن تفشل، وستواصل لعب دور هام في تقدم التسوية السورية مثل صيغة أستانا.
ولفت لافروف الى أنه لا يجب السماح للمتطرفين بالإنضمام إلى العملية التفاوضية حول سوريا، قائلا: أنا لا أعتقد أن أجندة المفاوضات في جنيف غير مقررة. هذه الأجندة محددة بقرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.
وتابع وزير الخارجية الروسي: إن القرار 2254 يتضمن المطالبة بمكافحة الإرهاب دون هوادة، وفصل المعارضة المعتدلة عن أولئك الذين ساروا على طريق الإرهاب والتطرف.