الوقت- في ظل التطورات الأخيرة التي شهدها العراق، والتي تشير إلى اقتراب القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي بشكل كامل ودحره من جميع المحافظات العراقية إلى غير رجعة، على وقع هذه الأحداث شهدنا نشاطاً سياسياً واسع النطاق وأصوات قادة كبار في العراق تدعو إلى الصلح بين جميع الفرقاء والبحث عن مخرج للأزمات الداخلية والخارجية للبلاد بعد سنوات طويلة من الحرب.
في الحديث عن أخر التطورات السياسية اللافتة والتي تبشر بمستقبل سياسي مشرق للعراق تجتمع فيه جميع الأطراف حول طاولة حوار واحدة، للتأكيد على وحدة العراق وحماية أراضيه ضد أي معتدي، قام رئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم على رأس وفد رفيع من التحالف بزيارة اقليم كردستان، والتقى مع رئيس الاقليم مسعود بارزاني وكبار المسؤولين هناك.
حيث بحث السيد الحكيم مع رئيس الاقليم أخر المستجدات السياسية والأمنية وسبل التعاون لدحر داعش عن كامل الأراضي العراقية، بالاضافة إلى تعزيز العلاقة بين الاقليم والحكومة المركزية في بغداد وتجاوز جميع العراقيل والاشكاليات التي تحد من هذا التعاون.
وأكد رئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم خلال الزيارة على حاجة العراق لمشروع جامع ومطمئن يحفظ حقوق الجميع. كما أنه طرح مبادرة التسوية التاريخية على قادة الإقليم.
كما يتبنى التحالف الوطني مبادرة ضمن مشروع "التسوية السياسية" تهدف إلى مواجهة وحل الأزمات الداخلية والخارجية، وتهيئة البلاد لمرحلة ما بعد طرد تنظيم "داعش".
وقال بيان لرئاسة التحالف الوطني " أنه تم التأكيد على حاجة العراق لمشروع جامع ومطمئن يحفظ حقوق الجميع لتجاوز تحديات وافرازات مرحلة مابعد داعش الارهابي".
من جانبه قال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، شيرزاد قاسم أن "المباحثات شملت المشاكل الاقتصادية والسياسية بين اربيل وبغداد وسبل حلها وايجاد ارضية مناسبة للحوار".
وأضاف ان هذه الزيارة تعتبر ذات أهمية كبيرة في الوقت والتاريخ وخاصة أننا على أعتاب التحضير لمرحلة ما بعد "داعش"، كما قال أن هذه الزيارة تهدف إلى ترطيب الأجواء السياسية واذابة الخلافات وعودة مشاركة البشمركة والحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل.
وأشار النائب عن التحالف الوطني عباس البياتي إلى أهمية هذه الزيارة، معلناً أنها تأتي من أجل التحاور والتباحث والتشاور وتبادل وجهات النظر مع أخوتنا في الوطن حول مرحلة مابعد عصابات "داعش" الارهابية، وإن "هذه الزيارة ستثمر عن تفاهمات وخيارات تشكل خارطة طريق للمرحلة المقبلة ".
وأضاف أن "السيد عمار الحكيم سيجري لقاءات في أربيل والسليمانية مع مختلف القوى الكردستانية وسيضع الجميع في صورة مشروع التسوية الوطنية وكذلك التأكيد على أهمية التعاون والتفاهم والعمل على حماية التجربة السياسية والعملية الديمقراطية، التي تحمل شعبنا في كل اطيافه ومكوناته تضحيات كبيرة في سبيلها".
كما أشار إلى أن هذه الزيارة تحمل في طياتها أهمية استراتيجية كبيرة لأن القوى الكردية وقوى التحالف لديهم تعاون استراتيجي في مرحلة المعارضة ومرحلة بناء الدولة بعد السقوط واليوم وفي ظل المستجدات الأخيرة التي تحدث فإنهم يتحملون واجباً أخلاقياً في ديمومة العملية السياسية وتصحيح مساراتها.
وأعلن سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني "فاضل ميراني"، أن الإجتماعات أكدت على الوحدة الوطنية، وكانت المحادثات تجري في أجواء إيجابية، توصل المجتمعون فيها إلى ضرورة تشكيل لجنتين سياسية وحكومية لتمكين الأطراف السياسية من التحاور مع التحالف الوطني.
وقال القيادي في "المجلس الأعلى الإسلامي" فرات الشرع، إن وفد التحالف "متفائل بالزيارة نظراً للعلاقة الوطيدة والمنسجمة بين الحكيم وقادة الإقليم".
من جانبه رحب ممثل الأمم المتحدة في العراق يان كوبيش، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، بمبادرة "التحالف الوطني" التي تهدف لإجراء تسوية سياسية تفضي إلى تحقيق وحدة وطنية واستقرار للعراق بعد خروج "داعش" منه. وقال كوبيش إن "بعثة يونامي تعمل حالياً مع المجموعات العراقية، وفي إقليم كردستان العراق، بهدف التماس آرائهم حول كيفية بناء عراق موّحد ما بعد مرحلة داعش على أساس مبادئ المساواة والمواطنة".
يجدر الإشارة إلى أن السيد عمار الحكيم التقى مع رئيس وزراء الاقليم، نيجيرفان البارزاني، في اليوم الثاني من زيارته إلى أربيل، وأجرى معه مباحثات معمقة، من بينها العلاقات بين الاقليم وحكومة التحالف الوطني وسبل تعزيزها وإزالة جميع العقبات، من جانبه عبر نيجيرفان عن سعادته من التنسيق العسكري بين إقليم كردستان والتحالف الوطني في الفترة الأخيرة والتي كانت سبباً في الانتصار على الإرهاب مشيراً إلى استعداد الإقليم لحل جميع المشاكل العالقة بين الإقليم وبغداد.
يذكر أن السيد عمار الحكيم كان قد أعلن مطلع العام الحالي، أنه يريد زيارة إقليم كردستان، لبحث مشروع "التسوية الوطنية" مع قادة الإقليم.