الوقت- كشفت وكالة عمون الاردنية في تقرير لها اليوم الخميس عن وساطة اردنية لكي تشمل المصالحة العراقية افراد من حزب البعث العراقي المنحل.
فقالت الوكالة انه وخلال الزيارة التي قام بها رئيس التّحالف الوطنيّ عمّار الحكيم لعمّان في 7 كانون الأوّل، اطّلع الملك عبد الله الثاني على تفاصيل ورقة التسوية التاريخيّة التي تبنّاها التّحالف الوطنيّ، وقال إنّها لتحقيق 'مصالحة وطنيّة' في العراق.
وقد خلّف ذلك زيارات أخرى لقيادات للأردن، آخرها زيارة رئيس مجلس النوّاب سليم الجبّوري ورئيس ائتلاف متّحدون أسامة النجيفي ورئيس ائتلاف العربيّة صالح المطلك لعمّان في 19 كانون الأوّل للقاء عبد الله الثاني، بهدف 'مناقشة ورقة التّسوية التاريخيّة التي طرحها التّحالف الوطنيّ معه'.
وبحسب الوكالة: رفضت بعض القوى السنية مشروع التسوية التاريخية التي تم طرحها من قبل التحالف الوطني، وقد اعلنوا انهم بصدد تقديم نسخة بديلة عنها على أن يتم تقديمها في الاسبوع الاول من العام الجديد، تعارض القوى السنية الرؤى الشيعية في التسوية في محاور قانون اجتثاث البعث، قانون العفو وقانون الحشد الشعبي، لحد الان لم يقدم اي نسخة بديلة من قبل القوى السنية.
يمتلك الأردن مثل دول الجوار الأخرى دوراً مهمّاً في التأثير على مواقف بعض الكتل السياسيّة العراقيّة أو لعب دور الوسيط في بعض القضايا، خصوصاً أنّ هناك قيادات كبيرة من حزب البعث تقيم على أراضيه، إضافة إلى عقد شخصيّات معارضة للنظام العراقيّ الحاليّ مؤتمراتها هناك.
وقال مصدر مشارك في اللقاءات مع عبدالله الثاني، فضّل عدم الكشف عن هويّته، خلال مقابلة قصيرة مع 'المونيتور': 'إنّ اللقاء الأخير الذي جمع عمّار الحكيم وملك الأردن في عمّان تطرّق إلى ملف التّسوية الوطنيّة أو التاريخيّة، وكان موقف الملك يشيد بالخطوات التي تسعى إلى حلحلة الأمور في العراق'.
أضاف: 'عندما كان يشرح الحكيم بعض تفاصيل المبادرة، تفاجأ ملك الأردن بعدم شمول بعثييّن فيها'، وقال للحكيم 'كنت أتوقّع أن يُشمل أعضاء في حزب البعث بهذه التّسوية، فتطلبون منّا الوساطة بهذا الأمر، وهم جزء من وضع العراق، فلماذا لا يتمّ التّصالح معهم؟'.
وأكّد مساعي الأردن للتّحاور مع البعثيّين في ورقة التّسوية التاريخيّة، مسؤول العلاقات الخارجيّة في القيادة القوميّة لحزب البعث خضير المرشدي خلال مقابلة مع 'المونيتور'، إذ قال: 'إنّ المساعي الإيجابيّة من قبل الأردن الشقيق أو من أيّ دولة عربيّة لمساعدة العراقيّين في حلّ المشاكل التي خلّفها الاحتلال هي محطّ ترحيب وتقدير عالٍ من قيادة حزب البعث، لكنّ المشكلة الحقيقيّة في العراق أكبر وأعقد وأعمق من قضيّة إعادة قادة إلى الواجهة السياسيّة بعد إلغاء العقوبات المفروضة عليهم '.
وبحسب ما زعم الخضيري: 'إنّ ايران تحول دون تحقيق التّوافق والحلّ الوطنيّ، وان بعض الدول ليس من مصلحتها أن يعود العراق دولة قويّة موحّدة ومستقرّة.
وبحسب ما اضاف تقع على أمريكا مسؤوليّة قانونيّة وأخلاقيّة وتاريخيّة يجب أن تتحمّلها بموجب القانون الدوليّ كونها احتلّت العراق وأوصلته إلى هذا المستوى من التفكّك والدمار والتخلّف".
بدوره قال فادي الشمري، وهو القياديّ في المجلس الأعلى الإسلاميّ الذي يتزعمّه الحكيم لـ'المونيتور': 'إنّ ورقة التّسوية التاريخيّة ستشهد تفاهمات مع مختلف المكوّنات، حتّى الشخصيّات التي كانت تنتمي إلى حزب البعث وغادرت فكره ومنهجه، لأنّ البعث بالنّسبة إلينا خطّ أحمر'.
وبحسب ما أكده نائب رئيس الجمهوريّة لشؤون المصالحة الوطنيّة أياد علاوي، انه ومن المتوقّع في نهاية المطاف، أن تتضمّن ورقة التّسوية بنسختها الأخيرة، التي لم يُعلن عنها حتّى الآن، قيادات بعثيّة بصفتها الشخصيّة لا بصفة الحزب في إطاره العام.