الوقت- بعد فشل سياستها في وضع العصي في عجلة ثورة الشعب اليمني ، أخذت السعودية تهدد وبشكل علني بالتدخل العسكري المباشر في اليمن تحت يافطة " الدفاع عن الامن القومي السعودي".
وجاء التهديد السعودي على لسان وزير خارجيتها سعود الفيصل في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البريطاني فيليب هاموند. وترافق هذا التهديد مع زيارة قام بها وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان لمنطقة جازان القريبة من الحدود اليمنية.
وأعلن مسؤولون أمريكيون أن السعودية تحرك معدات عسكرية ثقيلة تضم مدفعية إلى مناطق قريبة من الحدود مع اليمن، في وقت يعتقد فيه المراقبون ان الادارة الامريكية قد اعطت الضوء الاخضر لسلطات الرياض للتدخل عسكرياً في اليمن.
يأتي هذا أيضاً في وقت اكدت فيه مصادر اعلامية عن سقوط قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج جنوبي اليمن بالكامل بأيدي قوات الأمن الخاصة وانصار حركة انصار الله القادمة من صنعاء وتعز في وسط البلاد وهروب القوات الموالية للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي.
كما سيطر الجيش اليمني واللجان الشعبية بالكامل على محافظة الضالع بعد تطهيرها من مسلحي هادي ، فيما تحدثت تقارير عن فرار الاخير الى جهة مجهولة بعد ان شوهد خروج موكبه من القصر الرئاسي الى مطار عدن التي اتخذها في وقت سابق عاصمة له ، ونقلت العديد من الدول المساندة له والتي تدور في الفلك الامريكي - السعودي سفاراتها الى هذه المدينة.
وكان عبد ربه منصور هادي قد طالب الثلاثاء الماضي مجلس الامن الدولي بالتدخل لمنع تقدم قوات الجيش وانصار حركة انصار الله والسماح لقوات اجنبية باستخدام القوة العسكرية لتحقيق هذا الهدف .
وجاءت هذه التطورات بالتزامن مع اندلاع مواجهات عنيفة بين القوات الموالية لهادي وقوات مدعومة من حركة انصار الله في الضالع ولحج . فيما يرى بعض المتابعين للشأن اليمني احتمال أن تشن السعودية هجمات جوية على اللجان الشعبية التابعة لانصار الله في عدن.
وتفيد الانباء الواردة من اليمن بأن قوات اللجان الشعبية تقدمت من قطعبة وسيطرت على الجليلة والمجمع الحكومي في سناح بعد معارك مع المليشيات المسلحة . فيما أرسلت هذه القوات تعزيزات عسكرية جديدة إلى جنوب البلاد لمواجهة التكفيريين وعناصر تنظيم "داعش" الإرهابي ، في وقت أعلنت فيه عدة قطعات عسكرية بينها اللواء 33 مدرع ولاءها لحركة انصار الله وهو ما يسهل لها السيطرة على الاوضاع الامنية في مختلف انحاء البلاد .
وتؤكد التقارير حصول انشقاقات كبيرة في صفوف القوات الموالية لعبد ربه منصور هادي ومغادرة الكثير منها لعدن وانسحاب آخرين من بعض المواقع التي كانوا يتمركزون فيها .
في المقابل، احتشدت أعداد ضخمة من أبناء القبائل في محافظة صعدة بكامل جهوزيتها القتالية، ونفذت عرضاً عسكرياً وذلك تلبية لدعوة أطلقها قائد حركة انصار الله السيد عبد الملك الحوثي ، مؤكدين انهم ماضون في تحركهم حتى تطهير كامل اليمن من الدواعش والتكفيريين.
كما جرت مناورة عسكرية مشتركة بين ابناء محافظتي الجوف ومأرب، فيما حذرت قبائل هاتين المحافظتين القوى الإقليمية لاسيما السعودية من مغبة أي تدخل عسكري ، مؤكدة أنها ستتلقى ضربات لا تتوقعها .
واكد عضو المجلس السياسي لحركة أنصار الله محسن علي الشرسي أن اي اعتداء عسكري من جانب الرياض سيقابل برد فعل يمني يزعزع السعودية ويضع النهاية لنظام آل سعود في الجزيرة العربية ، واصفاً تهديدات وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل باستخدام القوة ضد اليمن بالخطيرة وغير المسؤولة .
ويعتقد المراقبون أن التهديدات السعودية بشن حرب على اليمن ستزيد من تعقيد الموقف ، مشددين على أن التعويل الأساس في رسم مستقبل هذا البلد يكمن بالاعتماد علي ارادة شعبه، ويخطئ من يتصور أن استقواء عبد ربه منصور بالقوي الخارجية سيعيده الى السلطة ، واصفين هذه الاجراءات بأنها نوع من التخبط السياسي والأمني .
وتجدر الاشارة الى ان حركة انصار الله تمكنت الصيف الماضي من دخول العاصمة صنعاء وإزاحة حكومة عبد ربه منصور بعد اشهر من التظاهرات الشعبية السلمية الموالية لها بهدف إقرار الامن في البلاد والتصدي للجماعات الارهابية والتكفيرية والحؤول دون استمرار الفساد الاداري والسياسي في مختلف مفاصل الدولة .
ويعتقد معظم المراقبين ان السعودية ستتحمل خسائر فادحة في حال ارتكبت حماقة بشن هجوم عسكري على اليمن لأنها ستواجه غضبا شعبياً عارماً في هذا البلد لما تتمتع به حركة انصار الله من تأييد جماهيري كبير ولما تملكه هذه الحركة من قواعد شعبية وعشائر مسلحة ذات جهوزية عالية قادرة على إجهاض المشروع السعودي وحفظ مكاسب الثورة اليمنية وفي طليعتها حفظ الامن والاستقرار في البلاد وتشكيل حكومة قائمة على اساس الانتخابات والاستفتاء الشعبي وهذا ما تخشاه الرياض والكثير من العواصم العربية خصوصاً في دول مجلس التعاون .
واخيراً لابد من تحذير السعودية ومن وراءها لاسيما امريكا من مغبة مثل هذا الاجراء كونه يتنافى مع القوانين والاعراف الدولية التي تمنع مهاجمة الدول الاخرى عسكرياً والتدخل في شؤونها الداخلية لفرض نوع الحكم الذي تريده والذي يتعارض مع ارادة ورغبة الشعب اليمني الذي اختار العيش بحرية واستقلال وكرامة في ظل حكومة حركة انصار الله التي بذلت كل ما بوسعها لإنقاذ هذا الشعب من الضياع وتهيئة الاسباب لعودة الامن والاستقرار الى البلاد بعيداً عن اي تدخل اجنبي .