الوقت- اعتبرت بعض وسائل الإعلام الأمريكية، أن الرسالة الثانية التي وجهها مكتب التحقيقات الفيدرالي للكونغرس قبل يومين من بدء الإنتخابات جاءت متأخرة، لاسيما بعد الرسالة الأولى التي خلّفت آثارا سلبية على سمعة المرشحة الديمقراطية.
وجاء تراجع الـ "اف بي آي" المفاجئ على لسان مدير مكتب التحقيقات الاتحادي "جيمس كومي"، الذي أعلن من خلال رسالة ثانية وجهها للكونغرس، بأن نتائج التحقيقات التي أجريت بشأن قضية رسائل هيلاري الإلكترونية لم تصل الى تورطها بأي عمل إجرامي، ولهذا السبب سيتم إغلاق التحقيق في هذا الملف.
ومع اقتراب موعد الإنتخابات المزمع بدؤه في 8 نوفمبر، والذي لم يتبق عليه سوى يوم واحد، سيكون إغلاق ملف التحقيق بمثابة تعزيز لموقف المرشحة الديمقراطية للوصول الى البيت الابيض.
ويعد إعلان هذه الرسالة قبل ساعات لا أكثر على بدء الانتخابات، خبرا جيدا لهيلاي كلينتون وحملتها الإنتخابية، على عكس المرشح الجمهوري دونالد ترامب المثير للجدل، والذي سارع الى انتقاد موقف الـ "اف بي آي" من إغلاق ملف بريد كلينتون.
وعبّر ترامب في جمع غفير من الموالين له في "مينيابوليس" عن امتعاضه الشديد من موقف الـ "اف بي آي" الجديد بشأن التراجع عن التحقيق في ملفات كلينتون، معتبرا هذا الموقف دليلا على حماية ودعم منافسته الديمقراطية من قبل نظام فاسد على حد وصفه. وقال ترامب: كيف يمكن أن يتم التحقيق بأكثر من 600 ألف بريد الكتروني في ظرف 8 أيام، ومن ثم إعلان نتائج التحقيقات. وتابع: هيلاري كلينتون مذنبة. والشعب كله على علم بها. حتى كلينتون نفسها تعلم بأنها مذنبة.
في حين أن كلينتون فضّلت عدم الرد على اتهامات ترامب لها، قائلة بأنها ستبدي رأيها بعد انتخابات الثامن من نوفمبر.
جدير بالذكر أنه منذ 9 أيام أعلن "جيمس كومي" عن فتح التحقيق مرّة أخرى في ملف بريد هيلاري كلينتون وذلك لوجود أدلة جديدة. وتعرض مكتب التحقيقات الفيدرالي لانتقادات عديدة جرّاء موقفه هذا من هيلاري، فيما اعتبرته حملة كلينتون الانتخابية والحزب الديمقراطي بأنه موال لدونالد ترامب، وأنه يعمل على دعم المرشح الجمهوري للفوز بالانتخابات.
وبعد الإعلان الجديد للـ "اف بي آي" أشارت بعض وسائل الإعلام الامريكية الى التأثيرات السلبية لرسالة الأسبوع الماضي على ميزان آراء أعضاء الكونغرس من هيلاري، وقالت وسائل الاعلام بأن الرسالة الثانية جاءت متأخرة جدا، لاسيما بعد أن سبّبت رسالة "كومي" الأولى في 28 اكتوبر بفقدان المرشحة الديمقراطية لأصوات ملايين المؤيدين لها.
وفي الجهة المقابلة، تسعى حملة ترامب على استغلال رسالة رئيس الـ "اف بي آي" الجديدة، لتجعل منها اثباتا لادعاءات المرشح الجمهوري المتواصلة بشأن عمق الفساد في النظام السياسي الأمريكي، الأمر الذي يثبت دعم المؤسسات الحكومية لهيلاري كلينتون.
وفي وقت سابق اتهم المرشح الجمهوري، وزارة العدل الأمريكية بتغطية نشاط هيلاري كلينتون "الإجرامي" بحسب مايزعمه. واستفسر ترامب قائلا: ماذا حدث لوزارة العدل؟ مؤكدا اتهاماته التي قال فيها بأن "النظام مزور".
وفي ردها على ادعاءات ترامب ولاحتواء التحقيق بشأن ملفات كلينتون البريدية، دعت حملة المرشحة الديمقراطية الإنتخابية مكتب التحقيقات الاتحادي، إلى كشف أي علاقات بين ترامب وروسيا.
ومنذ 9 أيام كشف "أف بي آي" عن مفاجأة جديدة، مثّلت صدمة للمرشحة هيلاري كلينتون بنشره تحقيقا قديما أجراه بشأن مرسوم عفو أصدره زوج هيلاري بيل كلينتون في 2001 عن الملياردير "مارك ريتش" الذي كان ملاحقا في قضايا تهرب ضريبي وتعاملات تجارية مشبوهة واستغلال النفوذ وفر إلى سويسرا.
وغدا الثلاثاء يوم الثامن من نوفمبر الحالي سيتجه الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع لمنح أصواتهم التي ستعيّن رئيسا لأمريكا لمدة أربعة أعوام.
وبينما يترقب العالم هذه المعركة الفاضحة للإنتخابات الأمريكية، والتي تبادل فيها أكبر حزبين في هذا البلد الفضائح للوصول الى كرسي الرئاسة، وصفت وسائل إعلام أمريكية بأن المعركة الوحشية الدائرة بين ترامب وكلينتون لوّثت صورة أمريكا في عين شعبها والعالم، بغض النظر من سيدخل البيت الأبيض.