الوقت - بيَّن موقع "المصدر نيوز" كيف تقوم الجماعات الارهابية باستغلال الاطفال في معاركها مع الحكومة السورية من خلال زجها بهم في المفخخات ناهيك عن اقناع أهالي هؤلاء الاطفال بأن هؤلاء الاطفال سيكونون شفعاء لهم في الجنة.
وقال الموقع: تواصل المجموعات الارهابية في سوريا استقطاب الأطفال لزجهم في معاركها تحت مغريات ومسميات مختلفة يندى لها جبين الانسانية، وتجد هذه الفصائل في الأطفال هدفاً سهلاً لزرع إيديولوجياتها الحاقدة المبنية على التعصب الطائفي وتكفير الآخر.
وأضاف الموقع: وانتشرت في الآونة الأخيرة أعداد كبيرة من مقاطع الفيديو التي توثق تجنيد الفصائل المتطرفة لآلاف الأطفال الذين ألقت بهم في المعارك في مختلف المناطق السورية وآخرها حلب التي قتل فيها أعداد كبيرة من الإرهابيين بينهم عشرات الأطفال ممن تم تجنيدهم.
وأردف الموقع: وعبر متابعة سريعة للتسجيلات التي تبثها الفصائل المسلحة للمعارك الجارية على جبهة حلب الجنوبية يبدو جليا أن الأطفال موجودون في المعارك، وبنسبة كبيرة جداً، وأسوأ ما في الأمر أن قسما كبيرا منهم تمّ إعدادهم كانتحاريين.
وتابع الموقع قائلاً: حكاية تجنيد الأطفال بدأت منذ العام الأول لإندلاع الأحداث في سوريا حيث كثّفت الفصائل "الجهادية" نشاطها على الأطفال، فقامت بتجنيد الآلاف منهم عن طريق المساجد وفي المراكز "الدعوية"، كما أنشأت عشرات المعسكرات الخاصة بهم، ضمن سباق فصائلي على هذا المورد البشري الهائل، فتورطت معظم الفصائل في ذلك، على الرغم من تركيز وسائل الإعلام على معسكرات تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" فقط.
وقال الموقع: وأخذ تجنيد الأطفال منحىً تصاعدياً كبيراً، بعد سيطرة الفصائل "الجهادية" على مدينة إدلب قبل أكثر من عام ونصف، فتم إنشاء سبع معسكرات خلال فترة ستة اشهر فقط في محافظة إدلب خاصة بالأطفال.
وتابع الموقع: استخدم عبدالله المحيسني داعي دعاة مايسمى بـ "جيش الفتح" من الشحن العاطفي طريقا له للوصول إلى قلوب الأطفال لزجهم في المعارك واعتمد في خطته على إرسال وفود من شيوخ الفصائل الجهادية لزيارة الأهالي بشكل دوري في قرى محافظة إدلب لإقناعهم بضمّ أطفالهم، وكان العبارة الأبرز التي تكررت على مسامع الأهالي "ان ابنك سيكون شفيعاً لك في الآخرة".
وأردف الموقع: بدأت حملة تجنيد الأطفال التي حملت عنوان "انفروا" منذ عام 2013 حيث قام المحيسني بتأسيس مركز جهادي يحمل اسم "دعاة الجهاد" وتوسعت الحملة إلى أن شملت ريف حلب الشمالي بداية عام 2015، وتضمن إطلاق الحملة مطبوعات وملصقات دعائية عمت أرجاء إدلب وحلب، بالإضافة إلى تكثيف للخطب الحماسية وتسهيلات مادية كبيرة مقابل ضم الأطفال، مئة دولار للطفل الواحد في مخيمات النزوح والفقر استطاع بها المحيسني شراء آلاف الأطفال الذين أرسلوا إلى مخيمات التدريب للتعويض عن نقص المقاتلين ولا سيما الأجانب منهم.
وقال الموقع: وفي معسكرات التدريب، يتم غسل أدمغة الأطفال، وتدريبهم على استخدام الأسلحة الخفيفة والرشاشات، في حين يتم اختيار الاطفال من ذوي البنية الجسدية القوية للتدرب على استعمال الرشاشات الثقيلة ومضادات الطيران، كما شملت التدريبات عمليات اقتحام، وعمليات انتحارية وهمية، بالإضافة إلى تكثيف العمل على نفسيات الأطفال وتجهيزهم للقتال والموت.
وأردف الموقع: وتعد جبهة فتح الشام "النصرة سابقاً" أكثر الفصائل التي استفادت من معسكرات "المحيسني" حيث ضمت أكثر من ثلثي الأطفال الذين شاركوا في المعسكرات إلى صفوفها، في حين اجتذبت "حركة أحرار الشام" قسماً من الأطفال، وتم الاحتفاظ بما تبقى منهم لمعارك تالية، وأشرف على معسكرات تدريب الأطفال مقاتلون من فتح الشام وأحرار الشام.
وقال الموقع: وذكرت مصادر مطلعة أن عدد قتلى الفصائل المسلحة المشاركة في معارك حلب "وعددها 21 فصيلا" تجاوز 3000 مسلح، حتى الآن، وأن عددا كبيرا منهم تتفاوت أعمارهم بين 15 و 22 عاما فقط، دون وجود رقم دقيق لعدد القتلى من الأطفال دون الـ 18 عاماً، في حين تؤكد مصادر ميدانية أن معظم الأطفال الذين قتلوا تم الزج بهم في الصفوف الأولى من جبهات القتال، وأطلق عليهم لقب "انغماسيين"، بالإضافة إلى انتحاريين اثنين من الأطفال فجرا نفسيهما خلال المعارك.
واختتم الموقع بالقول: وتجد الفصائل الجهادية في الأطفال والمراهقين هدفا سهلا لزرع أفكارها المتطرفة في رؤوسهم ودفعهم للموت في العمليات الانتحارية وعمليات الاقتحام الصعبة، نظرا لسهولة شحنهم وتغيير أهوائهم، أملا في إعداد جيل مؤدلج بعقائدهم التكفيرية ينتشر كالوباء مستهدفا الحضارة الانسانية في كل بلدان العالم.